حذر رئيس الوزراء سلام فياض، من أنه إذا لم يجر وضع حد للاعتداءات الإرهابية التي يقوم بها المستوطنون ضد أبناء شعبنا وممتلكاته ومقدساته، فإن أثرها لن يقتصر على شعبنا فقط، بل قد يتسع نطاقها إلى أبعد من ذلك، وقد تطال الجميع.

وقال: 'لا ينبغي لحكومة إسرائيل أن تعتقد أو تستمر بالاعتقاد أن تبعات هذه الأعمال لن تطال إلا شعبنا'، وأضاف 'إن تبعات هذه الأعمال الإرهابية والإجرامية لا يمكن إلا أن تطال الجميع'، وأضاف: 'على العالم أن يدرك أنه لم يعد يكفي أن يصدر عنه بيانات شجب واستنكار لكل ما يجري، وعلى المجتمع الدولي أن يدرك خطورة هذه الأعمال، وأن يتحرك لتقديم الدعم لشعبنا، وتوفير الحماية الدولية له إزاء هذه الاعتداءات وهذا الإرهاب المستمر'.

وحمل رئيس الوزراء، حكومة إسرائيل المسئولية الكاملة عن استمرار هذه الأعمال الإرهابية، ضد أبناء شعبنا وممتلكاتهم ومقدساتهم وبيوتهم وأراضيهم، بسبب عدم ملاحقتها لمرتكبي مثل هذه الأعمال في المرات السابقة ومحاسبتهم، والتي ارتفعت حدتها خلال العام 2011 بنسبة 50% قياسا بالعام 2010 وبنسبة 160% مقارنة بالعام 2009، وقال: 'للمستوطنين عنوان، ألا وهو حكومة إسرائيل التي تتحمل المسؤولية الكاملة إزاء ما يتعرض له شعبنا وممتلكاته ومقدساته من اعتداءات، ولا بد من محاسبة هؤلاء المستوطنين على أعمالهم الإرهابية، ولو حصل ذلك في السابق لما تكررت هذه الاعتداءات'.

جاء ذلك خلال تأدية رئيس الوزراء صلاة الجمعة مع الأهالي في مسجد النور في قرية برقا في محافظة رام الله، والذي كان قد تعرض للحرق على أيدي مجموعة من المستوطنين المتطرفين، وقال 'نحن هنا للصلاة مع أهل برقا تأكيداً على وقوفنا مع شعبنا فيها، وفي كافة القرى البلدات والمخيمات ومضارب البدو ضد إرهاب المستوطنين المتطرفين، وضد كافة الممارسات التي يواجهها شعبنا من واعتداء على الممتلكات وحرق الأشجار والاعتقالات'.

وجدد فياض دعوته للمجمع الدولي بتوفير الحماية الدولية لشعبنا من هذه الأعمال العدوانية والإرهابية،  وضرورة تحمله المسؤولية المباشرة لوضع إسرائيل أمام مسؤولياتها كقوة محتلة، ومحاسبتها على هذه الأعمال الإرهابية، وإلزامها بالتقيد بقواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وقال: 'إسرائيل لا تقوم، وخلافاً لقواعد القانون الدولي، بأي إجراءات تحد من هذه الاعتداءات الإرهابية، وقد آن الأوان لوضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته لإلزام إسرائيل بوقف هذه الأعمال'.

وأضاف: إن 'عادة ترميم هذا المسجد خلال ثمانية أيام، هو رسالة مفادها إصرار شعبنا على الصمود والبقاء، والعيش بحرية وكرامة على أرض وطنه، وصولاً إلى تحقيق أهداف مشروعنا الوطني، وفي مقدمتها إنهاء الاحتلال، وإقامة دولة فلسطين المستقلة، على كامل حدود عام 1967،  في قطاع غزة والضفة الغربية، والقلب منها القدس الشريف'، وتابع ' هذه الأعمال الإرهابية للمستوطنين لن تكسر إرادة شعبنا. فنحن صامدون وباقون على هذه الأرض'، وقال 'نحن معكم وبجانبكم هنا في برقا كما في كافة المدن والقرى والخرب والمخيمات ومضارب البدو، وفي كل زاوية من بلادنا'.

وشدد فياض في  ختام حديثه على  ضرورة البدء باتخاذ خطوات وإجراءات عملية لإعادة الوحدة للوطن ومؤسساته، للتوجه موحدين نحو تحقيق أهداف مشروعنا الوطني والمتمثلة أساساً في إنهاء الاحتلال وتمكين شعبنا من تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على حدود عام 1967. وقال: 'المطلوب أكثر من أي وقت مضى هو تجسيد الوحدة الوطنية على الأرض، والبدء باتخاذ إجراءات عملية لإعادة الوحدة لوطننا ومؤسسات شعبنا'، وأضاف 'في الوحدة قوة، وهو أمر في غاية الأهمية لتمكين شعبنا من نيل حرية والعيش حراً عزيزاً في كنف دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على حدود عام 1967'.

وتابع: 'كما لن تكون هناك دولة دون القدس عاصمة لها، لن تكون هناك دولة دون قطاع غزة جزء لا يتجزأ من هذه الدولة'، وأكد على ضرورة استكمال ما تم انجازه خلال جلسات الحوار الوطني في القاهرة، وضرورة البناء عليه والتقدم باتجاه إنهاء كافة مظاهر الانقسام، بما في ذلك جولة الحوار الأخيرة في القاهرة، كما تقدم بالشكر للأخوة المصريين على رعايتهم لهذا الجهد.

ورافق رئيس الوزراء في قرية برقا محافظ رام الله والبيرة د. ليلى غنام، وعدداً من الوزراء والمسؤولين الرسمين.  

وفي وقت لاحق تفقد رئيس الوزراء أثر اعتداءات المستوطنين الإرهابية في قرية بتين، والتي كانت قد تعرضت لاعتداء أدى إلى حرق 5 مركبات، بالإضافة إلى محل تجاري.