قال ممثل منظمة الصحة العالمية في الأرض الفلسطينية المحتلة ريك بيبركورن: إن "حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في قطاع غزة، التي تتألف من جولتين، ستبدأ في الأول من أيلول/سبتمبر المقبل".

وخلال حديثه للصحفيين في نيويورك، يوم أمس الخميس 2024/08/29، أوضح بيبركورن أنه في كل جولة من الحملة ستقوم وزارة الصحة الفلسطينية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية واليونيسف ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، بتوفير قطرتين من لقاح شلل الأطفال الفموي الجديد من النوع الثاني لأكثر من 640 ألف طفل تحت سن العاشرة.

وأضاف المسؤول الأممي الذي كان يتحدث من مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، أنه "تم تسليم 1.26 مليون جرعة من اللقاحات و500 من حاملات اللقاحات إلى غزة بالفعل"، مشيرًا إلى أن 400 ألف جرعة ستصل غزة أيضًا قريبًا.

وأكد أنه تم تدريب أكثر من 2,180 عامل صحي وعامل توعية مجتمعية وعامل في مجال التوعية، على توفير التطعيم. ومن المهم جدا إعلام المجتمعات بالحملة، وشدد على أنه من المهم أن تصل نسبة التغطية التي توفرها حملة التطعيم في كل جولة إلى 90% لوقف تفشي المرض في غزة، ومنع انتشاره على المستوى الدولي.

ودعا إلى وقف إطلاق النار للسماح للأطفال والأسر بالوصول بأمان إلى المرافق الصحية، وعمال التوعية المجتمعية لإيصال الأطفال الذين يمكنهم الوصول إلى المرافق الصحية للتطعيم ضد شلل الأطفال.

وشدد على أنه بدون هدن إنسانية، لن يكون ممكنًا تنفيذ حملة التطعيم، والتي يتم القيام بها بالفعل في بيئة معقدة ومقيدة بشكل لا يصدق، وأوضح أن الحملة ستستغرق ثلاثة أيام وستبدأ من وسط غزة، ثم جنوب القطاع، ثم الشمال.

وقال بيبركورن: "نظرًا لانعدام الأمن، والدمار، والبنية الأساسية للطرق، ونزوح السكان، واستنادًا أيضًا إلى خبرتنا مع هذا النوع من الحملات على مستوى العالم، فإن الأيام الثلاثة قد لا تكون كافية لتحقيق التطعيم الكافي، وأنهم سيواصلون مراقبة تنفيذ الحملة وتمديدها إذا اقتضت الحاجة يومًا واحدًا أو أكثر عند الضرورة".

ودعا إلى ضمان حماية للعاملين الذين سيشاركون في تنفيذ الحملة، والأسر والأطفال الذين يتم احضارهم لتلقي التطعيم في المرافق الصحية، وجدد المسؤول الأممي التعبير عن القلق العميق إزاء الوضع الصحي في غزة بشكل عام.

وأفاد بيبركورن بأن "17" مستشفى من أصل "36" مستشفى في غزة لاتزال تعمل جزئيًا، كما أن "58" من أصل "132" مركز رعاية صحية أولية تعمل بشكل جزئي.

وقال: "مستشفى شهداء الأقصى، وهو قريب نسبيًا من حيث نحن الآن، والذي كان قريبًا من إحدى المناطق التي شملتها أوامر الإخلاء، تعطل بشكل كبير بسبب تلك الأوامر".

وأضاف: أنه "منذ 25 آب/أغسطس غادر "65" مريضًا المستشفى إلى مرافق أخرى، وأن 30% فقط من الطواقم الطبية مازالوا يعملون في المستشفى".

وتطرق المسؤول الأممي أيضًا إلى نقص الوقود قائلاً: إنه "من بين ست مهمات لإيصال الوقود والمستلزمات الطبية من قبل منظمة الصحة العالمية إلى شمال غزة، تمت الموافقة (من جانب الاحتلال الإسرائيلي) على تسليم اثنتين فقط، لذا، هذه مشكلة كبيرة، وخاصة بالنسبة للمستشفيات في الشمال".