أفادت صحيفة "هآرتس"، أن الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي تعتبر من أكثر الحروب دموية منذ بداية القرن الواحد والعشرين. ووفقًا للصحيفة، قام الجيش الإسرائيلي بقتل عدد كبير من أبناء شعبنا في المناطق التي كان قد أعلن سابقًا أنها آمنة.

وفي تقريرها أشارت الصحيفة، إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اعتاد اتهام المجتمع الدولي بالنفاق في موقفه تجاه الحرب على غزة، مدعيًا أن هذا المجتمع يتجاهل الصراعات الأخرى والكوارث الإنسانية.

ومن أمثلة اتهامات نتنياهو، قوله في يناير الماضي تعليقًا على الدعوى القضائية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية، والتي تتهمها بارتكاب إبادة جماعية في غزة "أين كانت جنوب أفريقيا عندما قُتل الملايين، أو أُجبروا على النزوح من ديارهم في سوريا واليمن؟".

وأشارت الصحيفة إلى أن نحو أربعين ألف شخص قد قتلوا في قطاع غزة خلال عشرة أشهر من الحرب، مما يمثل نسبة اثنين بالمئة من مجموع السكان البالغ نحو مليوني نسمة. وأوضحت أن هذه النسبة غير معتادة في عصر الحروب التي جاءت بعد الحرب العالمية الثانية.

وفيما يتعلق باستهداف الجيش الإسرائيلي للنازحين، أوضحت الصحيفة أن معظم سكان قطاع غزة أصبحوا نازحين، وأن فرارهم إلى المناطق التي يصفها الجيش بأنها آمنة لا يجدي نفعًا، حيث استشهد الكثيرون في تلك المناطق.

وأضافت: أن "هذا الوضع يشبه الإبادة الجماعية للروهينغا في ميانمار، حيث قُتل نحو خمسة وعشرين ألف شخص، وفقا للأمم المتحدة".

وأفادت "هآرتس"، أن متوسط عدد القتلى في غزة يقدر بأربعة آلاف شهريا، مما يجعل هذه الحرب من بين الحروب الأكثر دموية منذ بداية القرن الواحد والعشرين.

ونقلت الصحيفة عن البروفيسور مايكل سباغات من جامعة لندن قوله فيما يتعلق بنسبة السكان الذين قتلوا، أعتقد أن الحرب في غزة دخلت بالفعل قائمة الخمسة الأوائل، وربما الأولى في الصراعات العشرة الأكثر عنفا في القرن الحديث.

وأدى العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال، مما جعلها إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.