طالب الملتقى العربي لمناهضة الفصل العنصري والإبادة الجماعية والاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي، بضرورة وقف حرب الإبادة في قطاع غزة، والإقرار بحق الشعب الفلسطيني في إنهاء الاحتلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
وجاء ذلك خلال انطلاق أعمال الملتقى في العاصمة المصرية القاهرة، بمشاركة سفير فلسطين لدى القاهرة دياب اللوح، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، رئيس دائرة مناهضة الفصل العنصري "الابارتهايد" رمزي رباح، ونقيب الصحفيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر، والأمين العام لإتحاد المحاميين العرب المكاوي بنعيسي.
وقال رباح: إن "عقد الملتقى يأتي في ظل فشل المجتمع الدولي في توفير الحماية الدولية لشعبنا والذي يشجع الاحتلال على الإمعان في ارتكاب المزيد من المجازر اليومية والإبادة الجماعية".
وأكد، على ضرورة وقف هذا العدوان المتواصل برًا وبحرًا وجوًا منذ أكثر من "260" يوم، مضيفًا: "على أهمية قرار محكمة العدل الدولية فيما يخص الإجراءات الاحترازية الواجبة بخصوص الدعوى المقدمة من جنوب إفريقيا والدول الشقيقة والصديقة حول الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة"، مشيرًا إلى أن هذا يعني أن إسرائيل ستحاكم بتهمة الإبادة الجماعية وانتهاكات أخرى لمعاهدة الإبادة الجماعية.
وشدد رباح، على أن دولة الاحتلال فشلت في التهرب من المساءلة، وفشلت كذلك في تبرير ما ترتكبه من فظائع، حيث قيّم قضاة محكمة العدل الدولية الحقائق والوقائع والمعطيات القانونية التي قدمت لهم من جنوب إفريقيا، ولم يتأثروا بمحاولة دولة الاحتلال لتسييس ما قُدم أو تحريفه أو تكذيبه.
وقال: إن "عمليات القمع والاغتيالات اليومية في مدن وبلدات الضفة الغربية هي حرب مفتوحة تقودها مجموعة من المتطرفين في حكومة اليمين الإسرائيلي العنصرية"، مشددًا أن الشعب الفلسطيني هو من أفشل جميع المشاريع التصفوية منذ البداية، وهو من دفع بدمه وبكفاحه كي يحافظ على وحدانية واستقلال منظمة التحرير الفلسطينية التي كان ثمنها آلاف الشهداء والجرحى والأسرى، وهو سيفشل الآن جميع مشاريع التصفية التي تحاول النيل من قضيتنا الوطنية.
كما أكد رباح، على أن الشعب الفلسطيني موحد خلف قيادته ممثلة بالرئيس محمود عباس، في مواجهة إصرار حكومة الاحتلال وجهات إقليمية بارتكاب عمليات الإبادة والتطهير العرقي بحق أبناء شعبنا في قطاع غزة، والتي تتمسك برفض وقف العدوان ورفع الحصار عن شعبنا، والحصار المالي الخانق عن السلطة الوطنية الفلسطينية وتتهرب من التزاماتها بوحدة الأراضي الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية.
بدوره قال الأمين العام لإتحاد المحاميين العرب المكاوي بنعيسي: انه "في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتهجير القسري الذي تمارسه إسرائيل بغطاء ودعم أمريكي ومع أتساع دائرة الإقرار الاممي باقتراف إسرائيل جرائم حرب وترسيخ لمنظومة الفصل العنصري باعتبارها جريمة ضد الإنسانية".
وطالب، بتشكيل ائتلافات على مستوى إقليمي تعمل على بلورة خطط العمل وتوجيه الحراك الوطني والدولي لوقف العدوان وحرب الإبادة والمناهضة للأبارتهايد الإسرائيلي.
وقال سفير دولة فلسطين لدى القاهرة دياب اللوح: إن "حكومة اليمين المتطرفة تمادت في انتهاكات القانون الدولي، ضاربة القرارات الدولية بعرض الحائط"، مؤكدًا ضرورة استمرار الضغوط الدولية على إسرائيل من أجل وقف العدوان وحرب الإبادة على شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية، والإفراج عن الأموال الفلسطينية المحتجزة لدى إسرائيل ووقف كافة الاقتطاعات منها.
وأضاف: أن "جيش الاحتلال يرتكب مجازر وحشية بحق المدنيين العزل في قطاع غزة، وتتصاعد وتيرة المجازر بحق الأطفال والنساء والشيوخ، إثر قصفه مربعات سكنية في أنحاء القطاع".
من جانبه، طالب نقيب الصحفيين ناصر أبو بكر، الجاليات العربية والإسلامية التي تقدر بعشرات الملايين المقيمين بالولايات المتحدة وكندا وأستراليا بالإضافة إلى الدول الأوروبية أن يكون لها دور فاعل في هذه المرحلة وضرورة التواصل مع الفئات الشبابية أو ما دون 40 عام وهي النسبة الأكبر بالمشاركة بالفعاليات والمسيرات لأن لديهم قدرة في التعبير ونقل الرواية الفلسطينية الحقيقية للإعلام الغربي ولبرلماناتهم أيضًا، مؤكدًا أن العالم أجمع متعاطف مع القضية الفلسطينية ولكن يبقى الدور كيفية توصيل الحقيقة لهم، خاصة وأنه يشاهد الإبادة الجماعية والتطهير العرقي بحق الشعب الفلسطيني عبر شاشات التلفاز والميديا ولذلك دور الإعلام والدبلوماسية الشعبية والقانون هام في هذه المرحلة لفضح ما تقوم به دولة الإحتلال وما تقوم به الحركة الصهيونية من تزوير وتضليل .
أما مدير إدارة قطاع فلسطين في الجامعة العربية حيدر الجبوري قال: إن "عقد هذا الملتقى في بيت العرب القانوني يأتي وحرب الإبادة مستمرة بحق شعب أعزل"، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية تمر اليوم بمنعطف خطير، وطالب القانونيين العرب بضرورة فتح قنوات للتواصل مع العالم الغربي بهدف مواجهة سياسة التمييز العنصري في إسرائيل، مؤكدًا إن توالي اعترافات الدول الأوروبية بدولة فلسطين يأتي ثمار نضال هذا الشعب المناضل.
وأكد نقيب المحامين المصريين الأسبق المستشار سامح عاشور، أن إسرائيل هدفها الوحيد هو تصفية القضية والشعب الفلسطيني، مطالبًا جميع النقابات العربية الحراك نصرة للشعب الفلسطيني.
وبدوره طالب رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان علاء شلبي، بضرورة تعزيز تحشيد الرأي العام الشعبي والنقابي والسياسي لمواجهة جرائم الاحتلال وسياساته ومحاسبة نظام الابارتهايد الإسرائيلي.
ويذكر أن الملتقى الذي عقد في مقر الإتحاد بالشراكة والتعاون مع دائرة مناهضة الفصل العنصري (الأبارتهايد) في منظمة التحرير الفلسطينية تناول عدة جلسات أهمها خطورة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الإسرائيلي أمام محكمة العدل والجنائية الدولية "المسار والمقترحات"، والجلسة الثانية حول مناهضة المشروع الصهيوني الاستعماري لتقويض استقرار دول المنطقة، والجلسة الثالثة حول الرواية الفلسطينية في مواجهة زيف السردية الصهيونية (دور الإعلام العربي في مواجهة انحياز الإعلام الأمريكي والغربي، والفن والثقافة والتراث والحفاظ على الهوية الحضارية والوطنية في مواجهة الأبارتهايد من أجل العدالة والحرية وحقوق الإنسان، بالإضافة إلى إستراتيجية العمل السياسي والشعبي للأحزاب والحركة الشعبية العربية في التصدي للمشروع الصهيوني والفصل العنصري.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها