أوصى المنتدى الإعلامي الدولي الافتراضي "الإعلام والحق الفلسطيني: خطوات عملية للبناء على مبادرات الاعتراف بفلسطين" الذي عقد اليوم الأحد 2024/06/09، افتراضيًا عبر تطبيق "زوم"، بانشاء منصة إعلامية لرصد وتوثيق الحراك الدولي والشعبي فيما يتعلق بالالتزام بالقرارات الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، ونشر تقارير دولية موثقة حول ذلك.
كما أوصى بتكثيف النشر الإعلامي حول المبادرات والاعلانات التي تصدر عن مختلف الدول حول العالم بشأن الاعتراف بفلسطين، واطلاق مدونة الكترونية للمصطلحات الإعلامية المتداولة حول كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، تحدد المصطلحات المضللة الشائع استخدامها في السرديات الإعلامية نحو القضية الفلسطينية، وما يقابلها من مصطلحات دقيقة تستند على مرجعيات دولية وسيتولى الفريق المسؤول عنها مخاطبة الجهات التي تنتهك حقوق الشعب الفلسطيني.
وأعلن المنتدى عن مبادرة "اعلاميون من أجل السلام" تضم متخصصين ونشطاء من حول العالم لبناء استراتيجية إعلامية شاملة تتضمن فعاليات وانشطة تعزز مسار السلام والحل العادل والشامل.
ودعا الى عقد منتدى اعلامي دولي في أحد العواصم العالمية لمناقشة الخطواتت العملية لدعم القضية الفلسطينية إعلاميًا وتنسيق التحرك المشترك في هذا الشأن.
وقرر المنتدى الإعلامي الافتراضي، اطلاق فرع خاص بجائزة اتحاد وكالات انباء دول منظمة التعاون الإسلامي التي تم الإعلان عنها في نوفمبر الماضي لتكريم افضل الاعمال الصحفية التي تدعم القضية الفسطينية، وتسهم في نشر الوعي الصحيح بشأنها واسناد الجهود الدولية الرامية الى حلها.
ودعا الى تعزيز التعاون والتسنيق بين الأذرع الإعلامية للمنظات الدولية المعنية بالقضية مثل منظمة الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي ورابطة العمل الإسلامي وتنظيم البرامج والأنشطة المصممة لهذا الغرض.
كما دعا الى تكثيف التبادل الإخباري مع وسائل الاعلام الفلسطيني والاعتماد عليها في نقل الاخبار لدعم حضور السردية الفسطينية في الاعلام الدولي، وإيجاد نوع من التوازن مع السرديات المتحيزة التي تحاول تغييب الصوت الفسطيني.
وأوصى المنتدى بتكثيف الرصد الإعلامي للتصريحات المسيئة للشعب الفلسطيني وانسانيته والتي تصدر من بعض المسؤولين الإسرائيليين وأحزاب اليمين المتطرف في إسرائيل، وإظهار ما تمثله هذه التصريحات من انتهاك لمواثيق حقوق الانسان ولعرقلة المساعي الرامية لحل الصراع االفلسطيني الإسرائيلي حلاً عادلًا ودائمًا.
ودعا الى إعداد برامج تدريبية وورش عمل لتأهيل الصحفييين الدولييين وتثقيفهم في تاريخ القضية الفلسطينية ومراحلها وأحكام قرارات القانون الدولي المتعلقة بها.
وفي ختام توصياته، دعا المنتدى الإعلامي الى تكثيف النشر الإعلامي حول الجهود الدولية لانهاء الحرب في غزة والدفع نحو إقامة الدولة الفلسطينية واطلاع الرأي العام العالمي على حقيقة الأوضاع في فلسطين، ولا سيما التحركات المكثفة المكلفة من قبل القمة العربية والاسلامية المتشركة برئاسة المملكة العربية السعودية وعضوية عدد من الدول العربية والإسلامية.
قال المشرف العام على الاعلام الرسمي الوزير أحمد عساف: إن "الرواية الفلسطينية انتصرت على رواية الاحتلال الإسرائيلي، وإن ما يحصل من تظاهرات على مستوى العالم، والاعترافات الدولية المتتالية بدولة فلسطين، وتصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرارات لصالح فلسطين، دليل واضح على تبني العالم لروايتنا".
بدوره، قال الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشيخ محمد بن عبد الكريم العيسى، في كلمته: "تشرفنا بمشاركة متميزة من قبل رؤساء مختلف وكالات الانباء العالمية وذلك لبحث الخطوات العملية التعاون الاسلامي والعربي والدولي من أجل دعم مبادرات الاعتراف بدولة فلسطين وتمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة واقامة دولته الفلسطينية المستقلة".
وأضاف: ان "الظروف التي يمر بها عالمنا اليوم هي ظروف استثنائيىة في عدد التحديات وحجمها والتعاون في تجاوز ذلك في تجاوز ذلك وبسلام يعتبر ضرورة ملحة تمليها كافة السياقات وكافة المتغيرات، ولا شك أنكم تتابعون بألم بالغ وعن كثب واهتمام كبير الاحداث المؤلمة التي تشهده فلسطنين وتحديدا ما يحدث في غزة، ما نشاهده من تلك الاحداث وما يعنيه الشعب الفلسطيني وخصوصًا في القطاع من أزمات مروعة وكوارث مفجعة واعتداءات صارخة لهي كما قلنا مرارًا ونقول إنها وصمة عار في جبين الإنسانية أجمع، وستبقى هذه الكارثة محفورة في وجدان كل ضمير حي وستظل شاهدة على تلكؤ المجتمع الدولي في نصرة المظلوم وردع الظالم وإرساء معايير العدالة الدولية".
وتابع: "إننا نشاهد العالم من هذا الاجتماع وهو يتابع هذه القضية غير متخذ قرارًا دوليًا حازمًا في هذا، وفي هذا السياق نناشد العالم إلى الوقوف معا لتنديد الفعال والمؤثر للتجاوزات المريعة، وكذلك ممارسة الضغط على إسرائيل لوقف الابادة الجماعية للشعب الفلسطيني ووقف حربها الهجمية، والاستجابة لقرارات محكمة الجنايات الدولية والالتزام بالقرارات والمواثيق الدولية".
وقال: إن "الاعلام بوسائله المختلفة وبتقنياته المتنوعة له دور وازن للإسهام بفاعلية للأخذ بعالمنا نحو سفينة نجاته والبعد عن الغرق في مجازفاته، والعمل على حل الازمات الدولية من خلال تعزيز ثقافة إرساء معايير العدالة دون ازدواجية، وإرساء ثقافة السلام والتعايش بين الشعبو والحضارات واقصاء خطاب الكراهية وكل ما يدعو أي قوة في أن تمارس قوتها في الظلم والاعتداء".
وأضاف: "منذ احداث غزة فان وسائل الاعلام لعبت دورًا مهما وبارزًا وذلك في تعرية جرائم العدوان الإسرائيلي وتقديم صورة مهنية للانتهاكات الظالمة بحق الشعب الفلسطيني، ونخص بذلك الاعلام المهني الصادق والنزيه بكلمة الحق التي يطلقها، وقد أصبحت هذه التغطية والتقارير والتحاليل الموضوعية والتي شارك فيها عدد من وسائل الاعلام الدولية وبمهنية عالية احد الأسس والمرتكزات التي أحييت النقاش الدولي حول ضرورة المسارعة بالحل العاجل والعادل والشامل للقضية الفلسطينية، وكشف الممارسات الإسرائيلية الإجرامية في غزة، وهنا أشير الى بعض تلك المنجزات الإعلامية الفاعلة والمؤثرة والتي عكست بنزاهة عملها وصدقيتها حراكًا دوليًا متزايدًا باتجاه دعم الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه، ومن ذلك القرار الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة وصوتت لمصلحته 143 دولة والذي يقضي بدعم طلب دولة فلسطين بالحصول على عضوية كاملة بالأمم المتحدة، تلا ذلك القرار المشترك الصادر عن الدول الأربع النرويج واسبانيا وايرلندا وسلوفينيا، حيث اعلنوا عن عزمهم الاعتراف بدولة فلسطين ليكون هذا القرار تعبيرًا واضحًا عن الوعي الدولي بشأن الحق الأصيل للشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة".
بدوره، قال المدير العام لاتحاد وكالات أنباء دول التعاون الإسلامي محمد اليامي: "نناقش تعزيز التعاون الاعلامي على الصعيد الدولي لدعم الجهود الرامية لحل القضية الفلسطينية وتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة وعلى رأسها اقامة دولة مستقلة، وكما تعلمون فقد شهدت الفترة الاخيرة تطورات ومبادرات ايجابية في هذا الاتجاه، ولعل من أبرزها مسارعة بعض الدول للاعلان عن اعترافها بدولة فلسطين وهو ما يحتم علينا بوسائل الاعلام استثمار هذه المبادرات ومواكبتها بخطاب اعلامي يعززها ويبرز اهميتها في انهاء الصراع واحلال السلام".
وأضاف: "يأتي هذا المنتدى امتدادًا للمنتدى الدولي للاعلام ودوره في تأجيج العنف والكراهية ومخاطر التحيز الذي عقد في جدة بتاريخ ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٣ بتنظيم مشترك من الاتحاد ورابطة العالم الإسلامي، والذي تضمن محورا خاصا عن التحيز والتضليل في الاعلام الدولي - القضية الفلسطينية نموذجًا، جرى خلاله مناقشة ما تتعرض له القضية الفلسطينية من تحيز في بعض وسائل الاعلام، ومحاولة الدول الكشف عن انتهاكات الاحتلال الاسرائيلي وتمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة".
وتابع: أن "القرارات والسياسات تبنى وفق المعلومة، والاعلام هو أحد مصادر استسقاء المعلومات في زمننا هذا، ومن هنا تبرز أهميته ودوره في عملية صنع القرار وتشكيل السياسات تجاه مختلف القضايا الدولية، بما في ذلك القضية الفلسطينية".
وتضمن برنامج المنتدى الإعلامي، ثلاثة محاور رئيسية إلى جانب الجلسة الافتتاحية، وجميعها تمحورت حول ضرورة تعزيز التعاون الإعلامي.
وتناول المحور الأول: خطوات عملية في التعاون الإعلامي لدعم مبادرات الاعتراف بدولة فلسطين، وتحدث فيه كل من: رئيس مجلس إدارة وكالة أنباء كرواتيا ماجدة تافرا فالهوفيتس، والأستاذ المحاضر في جامعة جنيف ومعهد العلوم السياسية في باريس حسني عبيدي، والرئيس، المدير العام لوكالة تونس افريقيا للأنباء ناجح الميساوي.
وفي المحور الثاني، الذي ركز على المصطلحات الإعلامية ودعم الحق الشرعي للشعب الفلسطيني، تحدث كل من: رئيس مجلس إدارة وكالة أنباء عموم افريقيا "بانابريس" إبراهيم هدية المجبري، ورئيس منظمة وكالات أنباء آسيا والمحيط الهندي "أوانا" علي نادري.
أما المحور الثالث والأخير، فتناول "صحافة السلام وتعزيز دور الاعلام في حل الازمات الدولية "فلسطين أنموذجا"، لكل من المتحدثين: رئيس اتحاد وكالات أنباء أمريكا اللاتينية خوان مانويل، ومستشار إعلامي متعاون برابطة العالم الإسلامي، باحث في الاتصال والحوار الحضاري المحجوب بنسعيد، والكاتب في صحيفة أفتنبوستن النرويجية حول قضايا الإسلام والتطرف والعلمانية محمد عثمان رانا.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها