قال رئيس الوزراء د. محمد اشتية: إن "الوقت من دم في قطاع غزة، ففي كل ساعة تقتل إسرائيل 6 أطفال و4 نساء"، داعيا المجتمع الدولي إلى الوقف الفوري لإطلاق النار".
جاء ذلك خلال مشاركته، اليوم الخميس، في المؤتمر الدولي لإغاثة غزة في باريس، الذي دعا إليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بمشاركة دولية رفيعة المستوى.
وقال رئيس الوزراء: إن "طريق الآلام الفلسطيني" لم يبدأ في السابع من أكتوبر، بل عمره 75 عاما، في مخيمات اللجوء، وفي الشتات وفي الضفة الغربية والقدس، وتحت الحصار والحرب في قطاع غزة".
وأضاف: الدفاع عن النفس لا يعطي الحق لدولة في احتلال أراضي دولة أخرى، نحن ضحية الاحتلال، ونحن من يحق لنا أن ندافع عن أنفسنا.
وتابع: إسرائيل تنتهك القانون الدولي الإنساني وترتكب جرائم بحق الأبرياء بما فيها القتل والحصار والتهجير والتجويع"، مؤكدا أن حرب إسرائيل ليست على حماس بل على كل الشعب الفلسطيني.
وقال: "المطلوب وقف الحرب فورا لكي يصبح هناك معنى للإغاثة الإنسانية، وما معنى أن يحصل الفلسطيني على وجبة العشاء ويُقتل في اليوم التالي؟".
وأضاف: "يجب على هذا المجتمع الدولي أن يبتعد عن ازدواجية المعايير"، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني، في غزة والضفة، بحاجة إلى حماية دولية ووقف الحرب.
وأكد أن الأراضي الفلسطينية لا تتجزأ، لا يمكن الحديث عن اليوم التالي لقطاع غزة دون الحديث عن اليوم التالي لكل الأراضي الفلسطينية، والحلول المجتزأة لن تأتي بنتيجة، مؤكدا ضرورة وجود أفق سياسي ينهي معاناة الشعب الفلسطيني بإنهاء الاحتلال.
ودعا أشتية، إلى محاكمة قادة دولة الاحتلال في المحكمة الدولية على جرائم الحرب التي نفذوها بحق الشعب الفلسطيني، قائلا: المحاكم الدولية يجب أن تقف وقفة واضحة لمحاكمة المجرمين، والقانون الدولي الإنساني يجب ألا يتجزأ.
وفيما يلي نص كلمة رئيس الوزراء:
جزيل الشكر والتقدير لمؤسسات الأمم المتحدة على الدور الذي تقوم به لإغاثة شعبنا وأهلنا في قطاع غزة.
كم فلسطينيا يجب أن يُقتل حتى تقف الحرب؟، هل 6 أطفال يُقتلون كل ساعة كافٍ؟، هل 4 نساء تُقتل كل ساعة كافٍ؟، هل أكثر من 10 آلاف شهيد خلال 30 يوما كافٍ؟، أكثر من عدد الذين قُتلوا في أوكرانيا خلال 530 يوما، وهل جرح أكثر من 25 ألف إنسان كافٍ، وقد يموت بعضهم بسبب قلة الدواء، هل شهر بلا دواء أو ماء أو كهرباء أو مأوى كافٍ، هل تدمير 240 ألف وحدة سكنية كافٍ؟.
السيد الرئيس ماكرون، الحضور الكرام، طريق الآلام عند الشعب الفلسطيني لم يبدأ في السابع من أكتوبر، بل طريق الآلام عند الشعب الفلسطيني عمره 75 سنة في مخيمات اللجوء، وفي الشتات، وفي الضفة الغربية والقدس، وتحت الحصار والحرب في قطاع غزة.
الدفاع عن النفس هو ليس أن تحتل دولة أراضي، دولة أخرى، وثانيا: هناك انتهاك واضح للقانون الدولي الإنساني، وهناك جرائم تُرتكب بحق الشعب الفلسطيني من الأبرياء، وهناك حصار ولا ماء ولا طعام، وهناك محاولات للتهجير القسري، وهي لم تتوقف حتى هذه اللحظة، وهناك أيضا من يعتقد أنه قد ينتصـــر على دم الأطفال.
ليس منا أحد يبرر قتل الأبرياء من أي طرف كان، ما تقوم به إسرائيل ليس حربا على حماس، بل على كل الشعب الفلسطيني، فوزير الحرب الإسرائيلي الذي يقول إنه يحارب حيوانات بشرية، ورئيس الوزراء الإسرائيلي يقول تذكروا العماليق، اقتلوهم جميعا، أيضا هناك أكثر من 350 فلسطينيا قُتلوا في الضفة الغربية منذ بداية هذا العام، ومنذ السابع من أكتوبر قُتل في الضفة الغربية أكثر من 140 فلسطينيا، ورأينا أحد الوزراء الإسرائيليين يوزع الأسلحة على المستعمرين، 27 ألف قطعة سلاح أعطيت لهم، وهذا رخصة صريحة للقتل.
الذي نحتاج إليهه هو وقف الحرب، ولكي يصبح هناك معنى للإغاثة فلا بد من وقفها، وما معنى أن أحصل على وجبة من العشاء وأُقتل في اليوم التالي؟، الوقت من دم في غزة حيث يُقتل كل ساعة 6 أطفال و4 نساء.
الشعب الفلسطيني يحتاج إلى حماية دولية في الضفة وغزة والقدس، ويجب على هذا المجتمع الدولي أن يبتعد عن ازدواجية المعايير، نحن نحتاج إلى منع استمرار الحرب ومنع احتلال غزة ومنع تهجير سكانها، نحن مسؤولون عن غزة في آخر 30 سنة ومنذ الانقسام، ونحن نقدم إلى غزة الماء والكهرباء والدواء والتعليم وكل مقومات الحياة من بنية تحتية وغيرها، لأن هؤلاء أهلنا ولم نبتعد عنهم لحظة واحدة.
أمس، قامت الحكومة الإسرائيلية باقتطاع 600 مليون شيقل من الضرائب المستحقة لنا، تحت حجة أننا ملتزمون تجاه أهلنا في قطاع غزة، لذا نقول إن الحرب الإسرائيلية على الأرض وعلى الإنسان وعلى الرواية وعلى المال وعلى الشجر والحجر والبشر، وكل ما له علاقة بالمكون الفلسطيني.
أراضي فلسطين جزء لا يتجزأ، لا يمكن الحديث عن اليوم التالي لقطاع غزة دون الحديث عن اليوم التالي لكل الأراضي الفلسطينية، ولذلك هذه الحلول المجتزأة لن تأتي بنتيجة تُذكر.
الأولويات بالنسبة إلينا واضحة، نحن بحاجة إلى إنقاذ الجرحى وإيصال الدواء والماء والكهرباء، والاهتمام بأن هناك أوبئة قد بدأت تنتشر من رائحة الموت، وهناك أكثر من 2550 فلسطينيا مفقودا، بينهم 1350 طفلا.
إيصال المساعدات إلى غزة يجب أن يكون لجميع مناطق قطاع غزة وليس للجنوب فقط، لأن هذا يعني دعوة للتهجير من الشمال إلى الجنوب، ونحن نرفض رفضاً قاطعاً إقامة أي معسكرات جديدة في جنوب قطاع غزة، لأن هذا يعني تفريغ الشمال كاملاً. والمساعدات يجب أن تتم مع العنوان الشرعي للشعب الفلسطيني ومؤسسات الأمم المتحدة والهلال الأحمر. والشكر لما تقدمه مصر من تسهيلات عبر المعبر ضمن ظروف استثنائية، والشكر لكم جميعاً على ما قدمتموه وتقدمونه.
أختم كلامي بالقول: هذه ليست الحرب الأولى ولا الثانية ولا الثالثة، هذه الحرب السادسة على قطاع غزة، ولذلك يجب أن يكون هناك أفق سياسي ينهي معاناة الشعب الفلسطيني بإنهاء الاحتلال. عند انطلاق محادثات السلام في 1991، كان هناك 140 ألف مستعمر في الضفة الغربية، اليوم هناك 755 ألف مستعمر، ولذلك، الحل يجب أن يكون بإنهاء الاحتلال، وتصفية المستعمرات، لا حاجة إلى أفق سياسي بالمعنى التفاوضي، بل هناك حاجة إلى أن يقول المجتمع الدولي إنه حانت ساعة إنهاء هذا الاحتلال، وتضع الأمم المتحدة برنامجا لإنهاء هذا الاحتلال.
آمل أن يخرج من هذا المجتمع صوت واحد أننا جميعا نريد لهذه الحرب أن تتوقف، وعندما يتم الحديث عن اليوم التالي ليس فقط اليوم التالي في غزة، بل اليوم التالي لكل الأراضي الفلسطينية، ونحن نعلم أنه سيكون هناك اليوم التالي في إسرائيل أيضا، ولذلك المحاكمة الدولية يجب أن تقف وقفة واضحة لمحاكمة المجرمين، والقانون الدولي الإنساني يجب ألا يتجزأ، وإذا كنا نحن هنا على هذه الطاولة حماة القانون الدولي الإنساني، فلا بد لنا من إجراءات توقف هذه الجرائم التي تُرتكب بحق الشعب الفلسطيني.
سيدي الرئيس، شكرا مرة أخرى على استضافة هذا المؤتمر، نحن هنا الضحية، ونحن هنا الذين يحق لنا أن ندافع عن أنفسنا، وحق الدفاع عن النفس لا يعطي أي إنسان الحق في احتلال أرض الآخرين، وشكرا.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها