اكتشف علماء الأحياء بعد دراستهم بنية أجنحة النحل الموجود في مجموعات المتاحف أن تغيرات المناخ بشرية المنشأ قد أثرت سلبا على حالة تجمعات تلك الحشرات على مدى ما لا يقل عن 100 عام.
وغالبا ما كان علماء البيئة والأحياء يُبلغون في الأعوام العشر الماضية عن انخفاض سريع في عدد النحل المنزلي والبري، وكذلك النحل الطنان في جميع مناطق الأرض، وقد انخفض في الأعوام الماضية عدد النحل البري في أمريكا الشمالية بنحو الثلث، أما عدد النحل المنزلي والنحل الطنان فانخفض إلى حد بعيد وخطير.
وأشار علماء البيئة إلى أن عوامل الانخفاض في أعداد النحل مرتبطة بالاحترار العالمي وظهور أمراض وطفيليات جديدة، ومن بينها العث، وفيروس DWV، ومتلازمة "انهيار المستعمرة" التي تجعل النحل العامل يترك الملكات، ويغادر الخلية بشكل جماعي.
ودرس الباحثون مجموعات الحشرات الموجودة في متاحف لندن وإدنبرة وكارلايل وليفربول التي كانت تجمعها على مدى 100 عام.
ويعود سبب اهتمام علماء الأحياء بالنحل الطنان إلى أن حجم وشكل أجنحتها يعكسان حالة خلايا النحل، وكقاعدة عامة، تؤدي الظروف البيئية السيئة إلى ظهور عدم تناسق ملحوظ في شكل أجنحة النحل والنحل الطنان.
وأظهر التحليل أن تغير المناخ بدأ في التأثير على حياة مجموعات النحل البريطاني منذ عام 1925، ونمت قوة تأثيرها في البداية ببطء، ولكن منذ عام 1975 تسارعت هذه النزعة.
وقالت الباحثة، كانتويل جونز، وزملاؤها أن التغيرات الأكثر وضوحا في شكل أجنحة النحلة الطنانة قد سُجلت في تلك المواسم عندما سادت بريطانيا درجات حرارة الجو المرتفعة بشكل غير طبيعي مع هطول الأمطار الغزيرة. وخلّص العلماء إلى أن ذلك يشير إلى أن حالة تجمعات هذه الحشرات ستزداد سوءًا بشكل ملحوظ في الأعوام القادمة نتيجة الارتفاع الإضافي لدرجات الحرارة وهطول الأمطار الناجمة عن الاحتباس الحراري.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها