فاطمة إبراهيم
في منزلها ببلدة سيلة الظهر جنوب مدينة جنين، تستقبل الطالبة رزان موسى الحاصلة على المركز الأول بالفرع الصناعي، المهنئين بنجاحها.
وبفرح عارم تقول رزان إن هذا اليوم هو أجمل أيام حياتها على مدار أعوامها الـ18، وأنها فرحة العمر بالنسبة لها.
وإلى جانبها، يرحب والدها فؤاد موسى بالزائرين، ويحتفي بهم ويوزع عليهم الحلوى والضيافة، وبعيون يملؤها الفخر يقول "الحمد لله، هذه نتيجة مرضية جدا وترفع الرأس، الحمد لله".
ويضيف: "كانت متفوقه دائماً، لكن أن تكون الأولى على تخصصها فهذا تفوق أكبر وأعظم".
تجلس رزان بين شقيقاتها الثلاث اللواتي سبقنها في اجتياز الثانوية العامة بمعدلات عالية في السنوات السابقة، وتقول إنها ابنة عائلة متفوقة، لكن شعور الحصول على المركز الأول "مختلف نوعاً ما".
وتضيف: "اخترت الفرع الصناعي لنيتي دراسة هندسة الحاسوب، وهو تخصص أحبه، وأثق أنني سأبرع فيه، ودراستي في الفرع الصناعي مدتني ببعض المعلومات في هذا التخصص".
وتشرح طبيعة دراستها خلال العام والتي أهلتها للحصول على هذا المعدل العالي، قائلة: "كنت أدرس طوال العام الدراسي، لا أقول إني درست بشكل مبالغ فيه، ولا يمكن أن أحدد ساعات معينة خلال اليوم، كنت أدرس باستمرار وكنت أمارس بعض التسلية من وقت لآخر خلال اليوم، المهم كان بالنسبة لي هو المتابعة والتركيز".
وتضيف: "كنت أعرف أنني سأحصل على معدل عال، لكن لم أكن أتوقع أن أكون الأولى على التخصص، ومن ضمن أوائل الوطن".
وتتابع: "هذه السنة كانت صعبة على جميع الطلبة، خاصة في محافظة جنين، بسبب تكرار اقتحامات جيش الاحتلال وما نتج عنها من استشهاد عشرات المواطنين ومنهم طلبة في الثانوية العامة، لكن الحمد لله أثبتنا أننا جيل قادر على صنع النجاح، ويستحقه".
أما هبة ربايعة الأولى على الفرع الأدبي مكرر، فقالت: "كنت متأكدة من نتيجتي قبل ظهورها".
وتضيف: "توقعت معدلا يؤهلني لأكون واحدة من العشرة الأوائل على مستوى الوطن، بين 99.4 و99.6، كنت أحسب معدلي بعد كل امتحان، والحمد لله توقعاتي كانت مكانها".
وتدرس هبة في مدرسة ميثلون الثانوية، وتنوي دراسة الإعلام في جامعة بيرزيت.
وأوضحت أنه على الرغم من التفوق خلال السنوات الماضية إلا أن هذا العام كان صعباً، وتحديداً بسبب تعرض والدها لحادث سير في بدايته، ما جعلها تتغيب عن المدرسة لمدة تزيد عن الأسبوع، وهو ما سبب تأخراً في متابعة دروسها، لكنها عوضت ذلك بالمتابعة وزيادة ساعات الدراسة، وأخذ بعض دروس التقوية.
وأضافت: "كنت من الأوائل دائما، لكنني منذ بداية السنة حاولت أن أتفوق أكثر ولا أكتفي فقط بأن أكون الأولى على المدرسة، وهذا ما كان".
وأكدت أن "اقتحامات الاحتلال المتكررة وارتكابه المجزرة تلو المجزرة، أثرت على الطلبة، والمعروف أن طالب التوجيهي يصل إلى هذه السنة وهو محمل بضغوط السنوات السابقة وتوقعات الأهل، وإذا أضفنا إلى ذلك اعتداءات جيش الاحتلال وكل ما عايشناه من قتل ودمار بعد كل اقتحام فكيف سيصبح وضعنا النفسي؟
واضطر طلبة الثانوية العامة في محافظة جنين إلى تقديم امتحان الثانوية العامة في أحد المباحث يوم وقفة عرفة، وذلك بعد تأجيله بسبب اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي لمدينة جنين ومخيمها في اليوم المقرر للامتحان.
وتذكر هبة ذلك اليوم: "حين حدث الاقتحام ولم نستطع تقديم الامتحان شعرنا بقلق كبير، كنا نسأل ماذا سيحدث لهذه المادة وكيف سنؤديها، لكن الأمل موجود دائما بتجاوز الصعاب".
ويقول والدها: "من بين الألم كان أمل الطلبة بالنجاح". ويرى أن نجاح ابنته هبة وبقية زملائها في هذه السنة الصعبة على كل الوطن ومع كل الأحداث التي عاشتها المدن والقرى الفلسطينية، هو إنجاز عظيم لهم.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها