قال سفير دولة فلسطين لدى مصر دياب اللوح: "إننا نعول على موقف ودور جمهورية مصر العربية الشقيقة، التي تلعب دورًا محوريًا هامًا بالمنطقة العربية والأفريقية والإسلامية والعالم أجمع، لدعم الموقف الفلسطيني ولوقف ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من انتهاكات إسرائيلية ممنهجة واقتحامات وعدوان عسكري".
وطالب السفير اللوح، في لقاء مع عدد من الإعلاميين والصحفيين والمفكرين المصريين، الذي عقد في مقر السفارة بالقاهرة، اليوم الأربعاء، الأشقاء العرب بالمساهمة بشكل سريع وعاجل لإغاثة وإعادة إعمار ما تم تدميره من قبل العدوان الإسرائيلي على مخيم جنين، لإعادة الحياة الطبيعية بالمخيم، مشيرًا إلى تمسكنا بالعمق والموقف العربي والإسلامي الذي نعتبره المنطلق الأول والأساس والمحوري في حراكنا السياسي والدولي.
واستعرض، الحراك الدبلوماسي الذي تقوده القيادة السياسية برئاسة الرئيس محمود عباس في المحافل الدولية كافة، لمواجهة القرارات الإسرائيلية أحادية الجانب، والتي تنتهك بدورها القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وتقوض فرص تحقيق السلام في المنطقة ومحاولة إسرائيل زج المنطقة إلى حرب دينية.
وأكد التزام القيادة الفلسطينية بمبادرة السلام العربية، والالتزام بحل الدولتين، عبر إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وفق قرارات الشرعية الدولية، رغم غياب شريك حقيقي لعملية السلام وإنغلاق الأفق السياسي، ووجود المؤشرات التي تدلل على تراجع الإدارات الأميركية المتعاقبة في تنفيذ ما التزمت به تجاه الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أهمية دعوة سيادة الرئيس محمود عباس إلى عقد مؤتمر دولي للسلام بإشراف الرباعية الدولية من أجل إنهاء الاحتلال، ورفع المعاناة عن شعبنا وتمكينه نيل حريته، وضرورة استعادة عملية سياسية جادة من خلال اللجنة الرباعية الأوروبية العربية لتوفير مناخ مناسب بالمنطقة، مضيفًا أن رؤية حل الدولتين هي المخرج المنطقي الوحيد من هذا الصراع المستمر مع الجانب الإسرائيلي.
وقال اللوح: إن القيادة الفلسطينية ستطلق حملة سياسية دبلوماسية قانونية تهدف لوقف عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة لعدم التزامها بتنفيذ القرار 181 و194، مطالبًا المجتمع الدولي ومجلس الأمن بسرعة التدخل العاجل لوضع حد للإنتهاكات الإسرائيلية الممنهجة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني .
وأضاف أن لقاء اليوم، جاء عقب العدوان الغاشم والهمجي الإسرائيلي على مدينة جنين ومخيمها الذي ذهب ضحيته 12 شهيدًا من ضمنهم 6 أطفال، وأكثر من مئة جريح منهم في حالة الخطر، وأدى إلى تشريد مئات العائلات، وهدم عشرات المنازل، وتدمير البنى التحتية للمخيم، معتبرًا أن غياب الأفق السياسي والإجراءات الإسرائيلية هي المتسببة بإشعال الوضع على الأرض، مضيفًا أن ما جرى خلال العدوان الذي استمر 48 ساعة تقريبًا، هو محاولة جديدة لإزالة مخيم جنين عن الوجود وتهجير سكانه.
وطالب، الدول العربية والإسلامية بضرورة تقديم مرافعاتها لمحكمة العدل الدولية بعدم قانونية الاحتلال، وضرورة إرسال لجنة تحقيق أيضا للأراضي الفلسطينية للتحقيق بالجرائم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني والاستماع إلى شهادات حية ممن تعرضوا لانتهاكات إسرائيلية موثقة من سلب ومصادرة حقوقهم، وإسرائيل ترفض السماح بدخول اللجنة حتى الآن.
وأكد اللوح أن جنين البطلة ومخيمها العنيد الصامد عصيّان على الاحتلال وغزواته، مثلهما مثل بقية مدننا وقرانا ومخيماتنا، إن شعبنا البطل تصدى لهذا العدوان الذي يجري تحت أنظار المجتمع الدولي، حيث الأبرياء يقصفون بالطائرات، مضيفًا أن هناك 750 ألف مستوطن يتواجدون على الأرض الفلسطينية وهذا العدد مرشح أن يزيد إلى مليون مستوطن خلال الفترة المقبلة.
وشدد على أن من حق شعبنا الفلسطيني الذي يرزح تحت الاحتلال الفاشي أن يدافع عن وجوده وعن أرضه بكافة الوسائل ضد فاشية وإجرام حكومة الاحتلال العنصرية، وإن الإرهابي هو الذي يمارس الإرهاب والمجازر ضد المدنيين الأبرياء، كل ذلك في ظل الصمت الدولي، مطالبًا بضرورة توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني بأسرع وقت ممكن.
وأوضح أن قيام جيش الاحتلال بإجبار سكان المخيم على ترك منازلهم هي جريمة حرب، واصفًا ما حدث بنكبة جديدة وعمليات تهجير قصرية.
وثمن الدور المصري في دعم كفاح ونضال وصمود الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن مصر كما قال سيادة الرئيس محمود عباس، "إنه يحق لمصر أن تتدخل في شؤوننا الداخلية لأننا على ثقة أن مصر حال تدخلها هو لصالح الشعب الفلسطيني ولخدمة مصالحه.
وأعرب عن تقديره للقيادة المصرية وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي وكافة الجهات المعنية على مبادرة إعمار قطاع غزة وبناء 3 مدن سكنية؛ والتي تتضمن آلاف الوحدات السكنية، وما قدمته مصر وتقدمه للشعب الفلسطيني من دعم مستمر خاصة في ظل ما يتعرض له من عدوان إسرائيلي سواء ما تعرضت له مدينة جنين أو ما سبقه من انتهاكات وممارسات عنصرية مستمرة بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية، حيث تم تجديد توقيع التشاور السياسي بين البلدين، وذلك خلال زيارة رئيس الوزراء محمد اشتية للقاهرة، مؤكدًا أن مصر مكلفة من الجامعة العربية برعاية ملف الحوار الوطني الفلسطيني وإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة وإستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية.
وثمن السفير اللوح قيام مصر بتغطية علاج المرضى والجرحى الفلسطينيين في المستشفيات الحكومية المصرية بنسبة 100% وتحملها 50 % من رسوم الطلبة الجامعيين الدارسين في الجامعات الحكومية المصرية وعددهم 8900 طالب وطالبة تم إلتحاقهم بالجامعات المصرية.
وأوضح أن مصر تعد لربط شبكة الكهرباء من محطة الوحش شمال سيناء والعريش إلى قطاع غزة لتزويده بالميجاوات الكهربائية لقطاع غزة، مضيفا أن مصر دولة كبيرة ولديها التزامات ورغم ذلك تساند الشعب الفلسطيني بقدر ما تستطيع ونحن نقدر ونثمن ذلك، معربا عن تقديره للإنجازات القومية التي حققت في جميع المجالات والقطاعات والنقلة النوعية التي أشعر بها كمواطن فلسطيني ومواطن عربي أعيش على أرض الكنانة، فالشعب الفلسطيني بخير والأمة العربية بخير طالما مصر بخير، مثمنا دور الإعلام المصري الداعم للتغطية والإنتماء الوطني والقومي للقضية الفلسطينية بإعتبارها قضية قومية.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها