يصادف اليوم، الثامن عشر من آذار، الذكرى الثالثة لرحيل القائد الوطني الكبير الطيب عبد الرحيم محمود، بعد حياة ومسيرة نضالية مميزة، استمرت لأكثر من خمسين عاما، أمضاها متنقلا بين قواعد الثورة والمراكز الوطنية الحساسة والمهمة.
انضم الطيب في وقت مبكر من حياته إلى حركة "فتح" في منتصف ستينيات القرن الماضي، ليكون من أوائل المؤسسين والفاعلين بقوة في تشكيل الحركة وقراراتها، لينخرط لاحقا وحتى يوم وفاته، في العمل السياسي والدبلوماسي الفلسطيني في دول عديدة شكلت داعما مهما للثورة الفلسطينية لحظة انطلاقها.
ولد الطيب عبد الرحيم في بلدة عنبتا بطولكرم عام 1944 لعائلة فلسطينية، والده المناضل والشاعر الفلسطيني عبد الرحيم محمود الذي استشهد وهو يقود الثوار دفاعا عن قرية الشجرة. كان الطيب عبد الرحيم من أوائل الملتحقين بحركة فتح سنة 1965 حيث كان طالبا في كلية التجارة في القاهرة ورئيسا لاتحاد طلبة فلسطين في القاهرة وتتلمذ على يد الشهيد الراحل ياسر عرفات.
عبد الرحيم من أوائل الطلبة الذين التحقوا بالكلية العسكرية في جمهورية الصين الشعبية، ومن ثم استلم إدارة إذاعة صوت العاصفة في الفترة 1969-1970، ثم مديرا لإذاعة منظمة التحرير 1973-1978، ثم عين مفوضا سياسيا عاما فترة انشقاق طرابلس، وعين سفيرا لعدد من الدول كالصين الشعبية ويوغسلافيا وجمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية.
والراحل عضو المجلس الوطني الفلسطيني منذ عام 1977، وعضو المجلس الثوري لحركة فتح منذ عام 1980، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح في مؤتمرها الخامس عام 1988، وخاض كافة معارك الثورة ضد الاحتلال ودفاعا عن استقلال القرار الفلسطيني.
الراحل عبد الرحيم من مؤسسي السلطة الوطنية الفلسطينية عام 1993 وقد كان موضع ثقة الرئيس الراحل ياسر عرفات والقيادة الفلسطينية، وعين من قبل الرئيس ياسر عرفات مسؤولاً عن شؤون الرئاسة في السلطة الفلسطينية، وأكمل مع الرئيس محمود عباس أمينا عاما للرئاسة، وعضو المجلس التشريعي الفلسطيني المنتخب عن فتح عن دائرة طولكرم في انتخابات يناير 1996.
كان أحد مؤسسي إذاعة صوت فلسطين عام 1969، ومديرا لها، ومعلما وملهما لأجيال فلسطينية في الإعلام الموحد، إعلام منظمة التحرير الفلسطينية، والإعلام الرسمي الفلسطيني منذ تأسيسه على أرض فلسطين عام 1994.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها