بالرغم من الإعاقة، لم تستسلم الشابة نور إرشي (29 عاماً) للتحديات المحيطة بها، فبعد عدد من محاولاتها لإيصال صوتها، لجأت إلى استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، لتكون داعماً حقيقاً للأشخاص ذوي الإعاقة. تقدم إرشي محتوى غير تقليدي، يتميز بكونها من الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية، وتصور ذاتها وهي تقوم بجميع الأعمال البيتية، بداخل منزلها في دير البلح، وسط قطاع غزة. تقول إرشي، إنها أنهت دراستها الجامعية في تخصص الإذاعة والتلفزيون، واجتازت عدداً من الدورات التدريبية في ذات المجال، وحاولت العمل في التخصص المذكور، لكن إعاقتها كانت حاجزاً أمام تحقيق حلمها. وذكرت أنها ولدت في الإعاقة الحركية، بعد إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي للغاز أمام منزلهم أثناء حمل والدتها بها، ما اضطرها لأخذ علاج تسبب بتشوه الجنين. ولفتت إلى أنها خضعت لعدد من العمليات الجراحية، حتى وصلت إلى الحال الذي عليه الآن، لتستطيع التحرك على كرسي متحرك دون الحاجة للمساعدة. وجدت إرشي صعوبة في الاختلاط مع المجتمع، لشعورها الدائم بأنها لم تنال كامل حقوقها كونها من الأشخاص ذوي الإعاقة، وبالرغم من ذلك حاولت التغلب على هذه التحديات من خلال التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي. وأضافت "لجأت إلى مواقع التواصل الاجتماعي لممارسة شغفي في التصوير وتقديم المحتوى، وبالفعل وجدت تفاعل كبير من قبل المتابعين، وتشجيعاً للاستمرار في التقديم". وتابعت إرشي أنها اختارت تقديم محتوى بسيط بداخل منزلها لتقدم الإلهام للأشخاص ذوي الإعاقة بأن الكرسي المتحرك ليس سبباً للاستسلام. ونوهت إلى أن عدد الأشخاص الذين يتابعون محتواها على منصة "التيك توك" وصل إلى 166 ألف متابع، وعلى "الفيس بوك" 209 ألف متابع. وتحدثت إرشي عن الصعوبات التي واجهتها في بداية مسيرتها على مواقع التواصل الاجتماعي "العديد من الأشخاص انتقدوا فكرة أن تقوم فتاة من ذوي الإعاقة الحركية بتعزيل المنزل وإعداد الطعام، فتعرضت للتنمر والتكذيب، ولكنني أصريت على إكمال الطريق للوصول إلى الهدف". وأشارت إلى أنها تصور يومياتها في المنزل، سواء الترتيب أو تحضير الطعام، ومختلف المشروبات، إلى جانب الأعمال الأخرى التي تخفف من خلالها عن والدتها. وتعتقد إرشي أن محتواها يساعد الأشخاص ذوي الإعاقة بالانخراط في المجتمع، وفي المنزل، لتجنب أي إحساس قد يؤثر على نفسيتهم. ونبهت إلى استخدامها لمنصة "التيك توك" التي ساعدتها في الوصول لعدد كبير من الأشخاص، لإيصال رسالة واضحة حول تغيير نظرة المجتمع للأشخاص ذوي الإعاقة، وتحديداً الفتيات. وأكملت "النظرة السائدة في المجتمع حول الفتيات ذوي الإعاقة، أنهم غير قادرين على القيام بمسؤولياتهن في المنزل، وبالتالي تحرم من حقها في الزواج، لذلك حاولت جاهدة تغيير هذه الفكرة، من خلال تقديم محتوى يبين نشاطي اليومي كأي فتاة تمارس حياتها اليومية بشكل طبيعي". وترى إرشي أنها استطاعت تغيير نظرة المجتمع للأشخاص ذوي الإعاقة بنسبة 90%، من خلال استخدامها لمواقع التواصل الاجتماعي بالشكل الصحيح. وتطمح أن تستطيع تحقيق حلمها في المستقبل بأن تعمل في مجالها الدراسي، وتصبح مذيعة. ووجهت إرشي رسالة في يوم المرأة العالمي "كوني قوية مهما كانت الظروف قاسية، ومهما كانت حالتك الصحية، لتواجهي الحياة والتحديات".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها