في يوم من الأيام، قد يساعد النمل في إنقاذ الأرواح من خلال العمل ككاشف حيوي غير مكلف لمصابي السرطان.
فقد أظهرت دراسة جديدة أنه يمكن تسخير هذه المهارة للكشف عن السرطانات في عينات البول، على الأقل من فئران المختبر.
وتسمح حاسة الشم القوية لدى النمل بالتمييز بين الاختلافات الجزيئية الدقيقة في العينات البيولوجية التي تحتاج إلى معدات باهظة الثمن للكشف عنها.
بدوره، كتب عالم الأخلاق بجامعة السوربون بابتيست بيكيريت وزملاؤه في ورقتهم البحثية أن "النمل يُظهر القدرة على أن يصبح أداة سريعة وفعالة وغير مكلفة وغير جراحية للكشف عن الأورام البشرية"، بحسب موقع "سيانس أليرت".
واستغرق الأمر ثلاث دورات تدريبية فقط للنمل للتمييز بين الروائح، حيث يشتهر هذا النوع من النمل (Formica fusca) بتعلمه السريع وذاكرته القوية.
في حين أكد التحليل الكيميائي أن الجزيئات المتطايرة ذات الرائحة الكريهة في بول الفئران المصابة بالسرطان تختلف بالفعل عن تلك التي لا تحتوي عليها، وكلما زاد حجم الورم السرطاني كانت الروائح مختلفة
مع ذلك، لم يظهر النمل أي اختلاف في قدرته على اكتشاف وجود أورام صغيرة مقارنة بالأورام الكبيرة في الفئران.
كما يمكنهم شم الأورام الكبيرة والصغيرة من الضوابط الخالية من السرطان بنفس الطريقة.
في حين أن هذه النتائج واعدة، لا يزال هناك المزيد من العمل الذي يتعين القيام به قبل أي استخدام محتمل في البيئات السريرية.
ولا يزال السرطان هو السبب الرئيسي للوفاة في جميع أنحاء العالم، مع أكثر من 19 مليون حالة في عام 2020.
وكلما تم اكتشاف السرطان مبكراً، زادت فرص تعافي المرضى، لكن طرق الكشف الحالية باهظة الثمن، مما قد يمنع المرضى من الخضوع للفحص في وقت مبكر.
لذلك لجأ الباحثون إلى الحيوانات للحصول على المساعدة، من الفئران إلى الكلاب، لمعرفة ما إذا كان يمكن الوصول إلى هذه العملية حيث اختبر بيكيريت والفريق الآن النمل أيضاُ.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها