أطلق مركز التعليم البيئي التابع للكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، تحت رعاية المطران سني إبراهيم عازر، اليوم الثلاثاء، المؤتمر الفلسطيني الثالث عشر للتوعية والتعليم البيئي، الذي يحمل عنوان (البيئة في زمن الأزمات والكوارث: أبحاثٌ، وحلولٌ، ومبادراتٌ مُستدامةٌ).
وافتتح عازر، ومحافظ بيت لحم اللواء كامل حميد، والمديرة العامة للتوعية والتعليم البيئي في سلطة جودة البيئة سائدة شعيبات، والمدير التنفيذي للمركز سيمون عوض، المؤتمر بمشاركة ممثلي مؤسسات رسمية وأهلية وأجنبية وأعضاء المجمع والمجلس الكنسي، وأكاديميين، ومهتمين.
وأوضح المحافظ حميد أن المؤتمر، الذي يشارك فيه للمرة الخامسة، يعتبر معيارًا حضاريًا وإنسانيًا يحمل رسالة الحرص على البيئة والعمل لأجلها، وهو ما تفعله فلسطين ومؤسساتها، حين أوجدت هيئة لحماية البيئة، وشاركت رغم محدودية مواردها في لجان وهيئات دولية متخصصة.
وأكد أن الاحتلال والجهل هما أشد أعداء البيئة في فلسطين، بما ينتجانه من تدمير ومس بالحياة، وانتهاك للتنوع الحيوي، وتدمير لكل شيء.
وذكر أن الاحتلال يستنزف البيئة، ويسرق أكثر من 600 مليون متر مكعب من المياه، وينهب الموارد الطبيعية والثروات كما في البحر الميت والأغوار، ويعيث فسادًا بها، ويلوث الهواء، ويسسم الحياة.
وذكر أن بيت لحم ارتبط بها المؤتمر البيئي منذ 13 عامًا، وهو فرصة للمضي قدمًا في تنفيذ مبادرات، والالتزام بحملات النظافة، وصون التنوع الحيوي، ووضع حد لتحدي النفايات الصلبة.
وقال عازر، إن الحفاظ على الخلقية والبيئة التي وهبنا الله إياها مسؤولية فردية وجماعية. وأشار إلى أن حياة الإنسان التي أوجدها الله لتحيا لا لتموت أصبحت رخيصة، وتستهدف كل حين في وطننا المحتل.
وأوضح أن المؤتمر تحول إلى موعد سنوي يجتمع فيه القلقون على مستقبل بيئتهم، والمؤمنون بضرورة التغيير للمساهمة في الحفاظ عليها، وتعليم حبها لأطفالنا.
وبيّن عازر أنه يقدم ويرعى سنويًا مبادرات وجهودًا للتغيير البيئي في المدارس والمجتمع والجامعات، ويأمل أن نصل لمجتمع حريص على البيئة والحياة، بكل مفاصلها.
وقالت شعيبات، إن فلسطين تواجه احتلالا يستمر في اعتداءاته على البيئة الفلسطينية، فيما زاد العبء على البيئة في زمن الوباء، الذي أثر على مكونات الحياة، وأظهر الحاجة للمساندة في مجالات الأمن الغذائي، وإدارة المصادر الطبيعية.
وأوضحت أن الجائحة ضاعفت من إنتاج النفايات الطبية الخطرة، وغيرت أنماط الاستهلاك، وتأثرت الطبيعة سلبًا، في ظل تراجع اقتصادي، وتهديدات عصفت بأمن المواطن الغذائي.
وأكدت شعبيات أن "جودة البيئة" ماضية في برامجها المختلفة لحماية الموارد الطبيعية، ومراعاة الاستدامة، وتعزيز الوعي والتعليم البيئي، وإدارة النفايات الصلبة والطبية ومعالجتها، كما تعمل حالياً على بناء استراتيجية البيئة عبر القطاعية 2024-2029، لتكون البيئة موضوعًا عبر قطاعي، تلتزم كل القطاعات التنموية بدمج البعد البيئي في إستراتيجياتها.
وأشارت شعيبات إلى أن المؤتمر فرصة هامة لتبادل الفكر والمعرفة، والعمل على بناء الخطط المستدامة، ومتابعة تنفيذها مع المؤسسات الشريكة.
وقال عوض، إن المؤتمر تطور واختلف شكله وتعددت مناقشاته ومراحله، لكنه صار منصة سنوية يجتمع فيها الحريصون على البيئة، ويخططون، ويقدمون إعلان نوايا لصونها والاهتمام بها.
واستند إلى بيانات لمقررة الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث تحدثت عن الخسائر الاقتصادية في فلسطين لعاصفة أليكسا عام 2013، التي تجاوزت 50 مليون دولار، وكان بالمستطاع خفضها إلى أقل من 5 ملايين دولار لو تم وضع خطة لدرء المخاطر والكوارث، وهو ما يجب أن نتنبه له ونحن نتحدث عن البيئة في زمن الأزمات والكوارث.
وأضاف أن المختلف في المؤتمر الحالي دعوة المشاركين ليكونوا جزءًا أساسيًا من خطة عمل لسنة 2023 بطولها، ستبدأ بصناعة الأمل وبتنسيق الجهود، وسيتعهد كل مشارك منا بإنجاز عمل بيئي في بيته وشارعه وبلدته ومؤسسته ومدينته، يزرع ويتطوع وينظف ويعلم الآخرين معنى الاستدامة والحرص على الموارد، وأهمية غرس الأشجار، وسنكون جميعا جزءًا من تجربة مختلفة، نستلهم فيها روح الفريق، ونتوقف عن النقد والسلبية، حتى تكبر كرة الأمل وتصير جبلًا.
وسرد عوض سيرة مركز التعليم البيئي، انطلق عام 1986 وشق خطواته لتعزيز التربية البيئية، وسيناقش في فضاء خاص دور الدين في العدالة البيئية ورعاية الخلق؛ للمساهمة في تعزيز دور المسجد والكنيسة في حماية بيئتنا.
وناقش المؤتمر في جلسته الأولى الإنتاج والاستهلاك والممارسات المستدامة، أثر الاحتلال على الأمن الغذائي في فلسطين وآليات المواجهة الدولية، قدمها محمد شتية من جامعة الاستقلال، والنشاط الفلاحي وتأثيره على التنوع الحيوي النباتي، لزكريا سلاودة، الاستشاري في التنمية الريفية وإدارة المصادر، وتمثيل وحدات النظام البيئي الطبيعي في المناطق المحمية في فلسطين والحلول المقترحة للحفاظ المُستدام على التنوع الحيوي فيها، لمحمد سليم اشتية، ورنا جاموس، وسلام أبو زيتون، من مركز أبحاث التنوع الحيوي والبيئة (بيرك)، واستخدام التطبيقات الحديثة لتكنولوجيا المعلومات في إدارة العمليات الإنتاجية الخضراء في فلسطين، لشيرين القواسمي من مؤسسة ريحان.
بينما تتبعت الجلسة الثانية الحفظ المُستدام للنظم البيئية والأنواع النباتية والمهددة بشكل حرج في فلسطين مع التركيز على سوسنة نابلس: دراسة أيكولوجية، لرنا جاموس، وسلام أبو زيتون، ومحمد سليم اشتية، من مركز أبحاث التنوع الحيوي والبيئة (بيرك)، والغسل الأخضر وإشكالية الوعي لدى المستهلكين، لعتاب حنني، الباحثة والمتطوعة في منظمة السلام الأخضر، وأهمية الاستثمار بزراعة نباتي الأزولا وعدس الماء على الأمن الغذائي والسيادة على الغذاء في فلسطين لرائد عمرو، من وزارة التربية والتعليم، وأثر المبادرات البيئية المدرسية على سلوك الطلاب داخل المدرسة في مديرية التربية والتعليم بمحافظة الخليل، لحنان أبو سنينة، من وزارة التربية والتعليم، والمبادرات الفَرديّة والجَمَاعيّة للحدّ مِن آثارِ مَوجاتِ الغَلاءِ وشُحّ الْمَوارِد عَلَى البِيئَةِ والِّصحَةِ وَالأمنِ الغِذائِيّ. لَتحسِين عودَة، لرئيس جمعية مربي النحل وإِيمَان فَلَنة من جامعة بيرزيت.
وعالجت الجلسة الثالثة الأوبئة والأزمات الصحية، بأوراق حول مستوى معرفة التمريض والأطباء في التأهب لإدارة الكوارث أثناء تفشي الأمراض الوبائية، لإبراهيم أقطم، عميد كلية ابن سينا للمهن الصحية في جامعة نابلس للتعليم المهني والتقني. وكيف تفاعل الفلسطينيون في الضفة الغربية مع مكونات الطبيعة خلال جائحة كورونا؟ لعماد دوّاس من كلية الهندسة بجامعة النجاح الوطنية، وقياس التنفس بين عمال مصانع المنظفات في فلسطين: دراسة مقطعية لبلال رحّال، من جامعة النجاح الوطنية، وعادات الطعام وجودة النوم وتغيير نمط الحياة خلال أزمة فيروس كورونا: مسح وطني من فلسطين، لعامر الكوني.
وسيتواصل المؤتمر غدا بثلاث جلسات ستنتهي بمجموعات عمل لإقرار البيان الختامي، وإعلان عام 2023 سنة لمبادرات النظافة والتخضير من المؤسسات والمشاركين.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها