كرمت محافظة أريحا والأغوار وعددا من المؤسسات الرسمية والشعبية، محافظ أريحا الأسبق الدكتور والأديب سامي مسلم، تقديرا لدوره ومسيرة حياته السياسية والثقافية، وتفانيه في خدمة المحافظة والوطن.
وجاء التكريم خلال ندوة ثقافية بعنوان "قراءة في كتاب"، نظمتها مديرية الثقافة بالمحافظة، بالتعاون مع البلدية في مكتبة البلدية وسط مدينة أريحا، والتي خصصت لنقاش كتاب بعنوان "ديوان الشعر الصيني: منذ القدم حتى الوقت الحاضر (تراث ثلاثة آلاف سنة)"، للمحررين طوني بارن ستون، وتشو بينغ، والذي ترجمه مسلم عن اللغة الإنجليزية.
وقال محافظ أريحا والأغوار جهاد أبو العسل إن الدكتور سامي مسلم وعلى مدى عقود خدم القضية الفلسطينية وكان جنديا مخلصا بالثورة الفلسطينة وأمينا على مقدراتها، حيث كان مديرا عاما لمكتب الرئيس الراحل ياسر عرفات في أريحا، مشيرا أنه ترك أثرا واضحا في الخدمة العامة ومكتبة غنية من مؤلقاته بالأدب المترجم والمقالات والثقافة.
وفي كلمة أكاديمية "فتح" الفكرية، أشار محمد القاروط إلى أن الكتاب يعتبر من أوائل الكتب على المستوى العربي والذي يتطرق للأدب والشعر الصيني، وهو نافذة جديدة على إرث وثقافة شعوب مختلفة، منوها بقيمة وعطاء المترجم مسلم وإسامهه بالمشهد الثقافي الفلسطيني.
من جهته، قال رئيس بلدية أريحا الأسبق حسن صالح إن تسليط الضوء على الأدب والشعر الصيني هو نوع من الوفاء والشكر بطريقة غير مباشرة للصين والتي وقفت على الدوام الى جانب الشعب الفلسطيني، لافتا إلى أن المترجم مسلم كان على الدوام ناشطا في مختلف أوجه الحياة الفلسطينية.
وتحدثت مديرة مكتبة البلدية نادرة المغربي ومديرة مديرية الثقافة بالمحافظة ميسون سلامة عن التعاون القائم بين البلدية والمديرية لإثراء الحركة والمشهد الثقافي في المحافظة.
ويعتبر الكتاب الواقع في 586 صفحة من الحجم المتوسط "انطولوجيا" جوهر الشعر الأصلي، جمعت مختارات من كتاب الأغاني الانطولوجيا القديمة، ومن الأغاني الشعبية منذ كونفوشيوس، ومن الشعر السياسي والتجريبي للشعراء الصينيين المعاصرين.
وقال المترجم مسلم، إن الكتاب يقسم إلى فصول عرفت بتاريخ السلالات التي حكمت، بدءا من 1122 قبل الميلاد، وأن كل فصل يحوي قصائد شعرية كانت تغنى أو تنشد أو تقال في مختلف المناسبات، مشيرا إلى أن الديوان تضمن الأشعار الصينية الجيدة، حيث إن الصينيين بحثوا في الشعر الجيد ووضعوه بحسب التاريخ الذي تلاءم مع صيرورة الكاتب أو الشاعر.
ويعتبر الكتاب أداة ومرجعا مهما لمساعدة الطلبة والباحثين في الدراسات الصينية والإبحار في مختارات واسعة لشعراء صينيين تركوا بصمات في الأدب الصيني على امتداد ثلاثة آلاف سنة، وكذلك إضافة نوعية للأدب المترجم والمضاف للمكتبة العربية عن ثقافات وحضارات أجنبية.
والكاتب طوني ستون أستاذ مشارك في الكتابة الخلاقة والأدب الأميركي، وله عدة دواوين شعرية ونال عدة جوائز وله إسهامات دراسية حول الأدب العالمي، فيما تشو بيغ يحمل شهادات جامعية من جامعة بكين ودرس في عدة جامعات أجنبية.
ويحمل المترجم سامي مسلم شهادة الدكتوراة في الدراسات السياسية وعلم الاجتماع من ألمانيا، وشغل منصبا دبلوماسيا في العاصمة الصينية بكين، وعمل في مكتب الرئيس الشهيد ياسر عرفات لثلاثة عقود ومحافظا لأريحا، وطوباس، وله العديد من الإصدارات والترجمات عن الأدب الألماني والصيني والإنجليزي إلى العربية، كان آخرها: تاريخ الأدب الصيني، وشعر الحب الصيني، وله سلسلة مؤلفات تحت عنوان "النص والواقع/ قراءات في المشهد الثقافي الفلسطيني/ العربي/ العالمي".
وشارك في حفل التكريم والندوة، نائب رئيس البلدية فتحي براهمة، ومدير عام التنمية الاجتماعية بالمحافظة هنادي براهمة، ونادي الأسير الفلسطيني، ومنظمة "معاقون بلا حدود"، وهيئة التوجيه السياسي، والضابطة الجمركية، والأمن الوطني، والشرطة، وعدد من مؤسسات المجتمع المدني والمعنيين بالحركة الثقافية.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها