أم عزيز ديراوي واحدة من أكثر النساء الفلسطينيات معاناة، بعد ٤٠ عاماً على فقدان أربعة من أولادها الذين فُقدوا أثناء ارتكاب مجزرة صبرا وشاتيلا، أبشع المجازر دموية في العصر الحديث.
أربعون عاماً قضتها أم عزيز وهي تعيش على أمل أن تلتقي مجدّداً بأولادها المفقودين، لم تدع أم عزيز باباً دولياً ومحلياً ورسمياً الا وطرقته. لم تدع فاعلية لأهالي المفقودين إلا وشاركت بها يرافقها صور أبنائها الأربعة، وكانت ترجع كل مرة تجرُّ وراءها أذيال الخيبة، ولكنها ما كانت لتفقد الأمل بلقاء أبنائها.
واستحوذت قضية أم عزيز إهتمام جميع وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية وجمعيات حقوق الإنسان والمؤسسات الدولية حتى أصبح القاصي والداني مطّلعاً على هذه الأم التي لم تفقد الأمل برجوع أبنائها المفقودين. وشاءت الأقدار أن يخطفها الموت قبل هذا، أولادها لم يرجعوا ولكن الموت خطفها ربما ليجمعها بهم وينهي رحلة الإنتظار الطويلة والمرّة..
واليوم خرج مخيم برج البراجنة عن بكرة أبيه، شيباً وشباباً وشيوخاً، قياداتاً وفصائلاً ومؤسساتاً وجمعياتاً وفاعلياتاً لوداع هذه الأيقونة في التضحية والوفاء والألم والمعاناة وطول الإنتظار المرير، وتم دفن أم الشهداء الأربعة في مثوى شهداء مخيم برج البراجنة.
وهكذا أسدل الستار عن قضية أم عزيز وأولادها الأربعة المفقودين لتنضم إلى لائحة طويلة من المفقودين في مجزرة صبرا وشاتيلا وخلال الحرب الأهلية في لبنان..
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها