قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة: "إن خطاب سيادة الرئيس محمود عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة وضع صوراً واضحة لإمكانية تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، ويعد خطوة هامة في مواجهة التحديات والتهديدات التي تواجه المشروع الوطني الفلسطيني".
واعتبر أبو ردينة، في حديث لبرنامج "ملف اليوم" عبر تلفزيون فلسطين، وقوف سيادة الرئيس على أهم منبر وأمام كل دول العالم، هو مواجهة للتهديدات والتحديات الخطيرة التي تواجه المشروع الوطني الفلسطيني.
وقال: "نحن نخوض معركة الرواية الوطنية الفلسطينية الصادقة والموضوعية والمؤرخة التي لا غبار عليها في مواجهة الرواية الإسرائيلية المصطنعة"، مؤكداً أن شعبنا ثابت على أرضه، والمقدسات شاهدة على تاريخه وهو مستمر في هذه المعركة لتعرية الوجود الإسرائيلي على أرض فلسطين.
ولفت إلى أن التركيز على محاولة الرواية الإسرائيلية تضليل الرأي العام العالمي والمجتمع الدولي لسنوات طوال أبرز ما جاء في خطاب سيادة الرئيس، مؤكداً أنها رواية مزيفة وغير مقبولة، أما الرواية الفلسطينية هي الرواية الحقيقة ورواية التاريخ والشعب الفلسطيني المتجذر على هذه الأرض، معتبرًا إعادة توضيح هذه الصورة سوف يؤدي لتغييرات هامة وخطيرة، خاصة وأن المجتمع الدولي بدأ يتغير وأصبح العالم يصف إسرائيل بأنها دولة "أبرتهايد".
وحول تشكيل لجنة من الروائيين والأثريين الفلسطينيين بتوجيهات من سيادة الرئيس لتعزيز الحقيقة الفلسطينية التاريخية أمام التزوير الإسرائيلي، وصف أبو ردينة هذه "الخطوة بالهامة والضرورية، وبأنها ستضع الخطوة الأولى في مشوار الألف ميل نحو قيام الدولة الفلسطينية".
وقال: "يجب أن نمنح هذه المجموعة الفرصة لوضع الرواية الحقيقية التاريخية وتوزيعها على كل أنحاء العالم، والقيام بنشاط هائل في كافة شوارع وآراء الرأي العام العالمي عبر توضيح الحقيقة الفلسطينية العربية".
ولفت إلى أن العلاقة مع إسرائيل وكأنها غير موجودة، باعتبارها ألغت الاتفاقات وبالتالي ليس لدينا أي ثقة بكافة قرارات هذه الحكومة، خاصة وأنها تعلن يومياً أنها ملتزمة بالسلام وبذات الوقت تقوم بارتكاب جرائم قتل ضد الفلسطينيين وهدم المنازل وبناء المستوطنات.
ولفت أبو ردينة إلى تصريح لرئيس الوزراء الإسرائيلي يائيير لبيد الذي يدعي أنه مع حل الدولتين، وبذات الوقت تصريح وزير جيش الاحتلال- يقول أنه لا يؤمن بحل الدولتين، فقال: "نحن نواجه احتلالاً قائماً على التضليل وقلب الحقائق، وبالتالي نحن لا نثق بالحكومة الإسرائيلية التي تنعدم الثقة بين قادتها وزعمائها، وعلى إسرائيل أن تفهم أن السلام يجب أن يكون قائماً على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعلى رأسها القدس الشرقية وبأننا لن نقبل بالسلام المزيف.
واعتبر الناطق الرسمي باسم الرئاسة أن الحماية الأميركية لإسرائيل هي وراء كل التجاوزات والجرائم التي تجري على الأرض الفلسطينية، وقال: "إن الإدارة الأميركية قدمت وعودًا لسيادة الرئيس محمود عباس بأنها ضد الإجراءات الأحادية وضد الاستيطان ومع حل الدولتين إلا أن ذلك لم ينفذ، وبالتالي العلاقة مع هذه الإدارة غير صحية رغم أن التواصل ما زال قائمًا، هذه الإدارة هي المسؤولة عن حماية إسرائيل وتمويلها، ولو كانت جادة لأجبرت إسرائيل على تنفيذ الاتفاقات الموقعة".
وأضاف:" الإدارة الأميركية الحالية تلتزم الصمت، وكأن صفقة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب ما زالت على الطاولة ومستمرة بتنفيذ "صفقة القرن"، وهي بذلك خلقت التطبيع وقتلت مبادرة السلام العربية، وكل إمكانية لعمل سلام حقيقي على الأرض الفلسطينية.
ورأى أن العلاقة مع أميركا على مفترق طرق كما العلاقة مع اسرائيل، مؤكداً أن الإدارة الأميركية تحمي إسرائيل وتمارس الازدواجية في المعايير وعليها أن تدرك أن مستقبل المنطقة في خطر شديد وأن السلام لن يقوم على هذه الأسس، وأن الاستقرار قائم على تحرير فلسطين وقيام دولة فلسطينية وتحرير القدس ومقدساتها".
ودعا أبو ردينة أميركا وإسرائيل لإعادة حساباتهما، مشددًا على أن عزيمة شعبنا صلبة وقوية إلى جانب الإرادة السياسية للقيادة المتمسكة بالثوابت الوطنية وعلى رأسها سيادة الرئيس محمود عباس الذي وضع من خلال خطابه صورة واضحة لإمكانية تحقيق السلام والاستقرار، كما قدم صورًا واضحة للجرائم والمجازر التي ترتكب وللرواية الإسرائيلية المزيفة للتاريخ.
ولفت أبو ردينة إلى أن التمسك بالشرعية الدولية والقانون الدولي هو السلاح الوحيد الذي تملكه شعوب العالم، ومن هنا بدأنا بالتوجه للمحكمة الجنائية الدولية والمنظمات الدولية، لأن إسرائيل والإدارة الأميركية ما زالتا تمارسان اللامبالاة المخيفة تجاه القضية الفلسطينية والشرق الأوسط، إلا أن الشعب الفلسطيني لديه سلاحه وهو المقاومة الشعبية، والقيادة بإمكانها التوجه لكافة المنظمات ومن ضمنها منظمة " الوايبو" الفكرية التي لها أهمية كبيرة في متابعة ذلك.
وحول تركيز سيادة الرئيس محمود عباس على تنفيذ القرارين " 181" و"194"، قال أبو ردينة: "هذه الخطوة في منتهى الأهمية وهي شديدة الخطورة على إسرائيل التي لا تلتزم بالاتفاقات، باعتبار هذه القرارات دولية وسنعود إليها ونمارس حقنا بالمطالبة بها، خاصة أن إسرائيل تضرب بعرض الحائط كافة الاتفاقات وتستخف بالشرعية الدولية إلى جانب صمت الإدارة الأميركية".
وأضاف:" سيادة الرئيس لم يهزه شيء عندما قال بالجمعية العامة وعلى مسامع العالم كله" نحن لا نتلقى تعليمات من أحد" وأكد في الأمم المتحدة بأننا لن نرضخ لضغوط أحد ولن نقبل بما لا نريد، وإذا أرادوا سلاماً فيجب أن يكون وفق الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، ولن يمر شيء لا يرضى عنه شعبنا الفلسطيني".
وأشار أبو ردينة إلى أن التمسك بقضية الأسرى يعد أحد الثوابت وقوة القضية الفلسطينية، مشدداً على أنه لن يتم التخلي عن عائلة أسير أو شهيد مهما كان الثمن، وقال:" هؤلاء خط أحمر وأبطال الشعب الفلسطيني الذين حافظوا على قضيتنا وضحّوا بحياتهم في سبيل قيام دولة فلسطين ورفع العلم الفلسطيني على أسوار القدس".
وفي السياق ذاته، وحول تصريحات مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة عندما ادعى أن خطاب الرئيس منعزل عن الواقع، وأن سيادة الرئيس يستغل المنبر الأممي بهدف التحريض على إسرائيل حسب قوله، قال أبو ردينة:" إسرائيل اعتادت على التضليل وتجاهل الحقائق وهي تعتمد على الحماية الأميركية والفيتو الأميركي".
وشدد أبو ردينة على أهمية وحدة شعبنا على الثوابت الوطنية خلف منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، والتي لا ترتبط إقليمياً أو دوليًا بأحد، وأن الصراعات السياسية الجانبية لا قيمة لها.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها