افتُتح تحت رعاية رئيس الوزراء محمد اشتية، اليوم الثلاثاء، سوق الخليل المركزي للخضار والفواكه في منطقة "الحرايق" جنوب مدينة الخليل، وذلك عقب اختتام مشروع تطويره، بتمويل مشترك من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) ضمن برنامج "ماب" وبلدية الخليل، بالتعاون مع وزارة الزراعة.
وحضر حفل الافتتاح، وزير الزراعة رياض العطّاري، ممثلاً عن رئيس الوزراء، ورئيس بلدية الخليل تيسير أبو سنينة، ومساعد محافظ محافظة الخليل رفيق الجعبري، ورئيس مكتب منظمة (الفاو) في فلسطين تشيرو فيوريللو، وسفراء دول الدنمارك وهولندا وسويسرا وإسبانيا والاتحاد الأوروبي، وحشد كبير من ممثلي مؤسسات القطاع الحكومي والخاص والمزارعين وأعضاء المجلس البلدي ومدراء الوحدات الإدارية والأقسام المختلفة في البلدية.
وفي كلمته الترحيبية، بين أبو سنينة، أنّ سوق الخضار المركزي المذكور تمّ افتتاحه عام 2007، نتيجة إغلاق الاحتلال للسوق المركزي الواقع في البلدة القديمة وسط مدينة الخليل، لافتاً إلى أهمية تطوير هذا السوق الذي يخدم المدينة والمحافظة على حدٍ سواء وبالتالي سينعكس إيجاباً على حوالي مليون نسمة، ونوه أنّ المشروع اشتمل على إنشاء مبنى إداري وثماني وحدات تخزين مبردة ونظام شمسي بقدرة 200 كيلو واط، وتركيب مظلة فولاذية وبوابات رئيسية لمداخل ومخارج السوق وإنشاء ميزان للشاحنات وأعمال تأهيل ساحات السوق.
واكد أنّ هذه التحسينات من شأنها تحسين الجودة بكافة المستويات، متطلعاً إلى تعاون منظمة (الفاو) والجهات المانحة مع البلدية في إنشاء مسلخ جديد يليق بكبرى المدن الفلسطينية، شاكراً منظمة (الفاو) على دعمهم لهذا المشروع الحيوي، مثمناً جهود طواقم البلدية في إنجاز المشروع بكل كفاءة واقتدار.
وأبدى العطاري إعجابه بهذا المشروع الداعم للقطاع الزراعي في محافظة الخليل التي تمثل نموذجاً في الصناعة وفي الوقت ذاته تشكل 5% من زراعة الخضار و10% من البستنة الشجرية. واشاد ببرنامج (ماب) الذي يدعم تطوير 3 أسواق مركزية في الخليل وقباطية وقطاع غزة بالإضافة إلى 390 مستفيدا بقيمة 30 مليون دولار.
واكد أنّ الاحتلال يُشكل العائق الأكبر في تطوير القطاع الزراعي من خلال سيطرته على المعابر ومنع وصول المزارعين إلى أراضيهم، مشيراً إلى أنّ هذا المشروع سيشكل نقطة وصل بين قطاع غزة والضفة الغربية، وسيساهم في القضاء على كل الأسواق العشوائية والحفاظ على سلامة الخضار بسبب بنيته التخزينية المتطورة، مبينا أن وجود سوق منظم ينعكس على استقرار الإنتاج الغذائي، وطالب المجتمع الدولي بالوقوف عند مسؤولياته والتحرك لفتح السوق المركزي في البلدة القديمة.
ومن ناحيته، نقل الجعبري تحيات محافظ الخليل اللواء جبرين البكري، شاكراً منظمة (الفاو) وكل الداعمين لهذا المشروع الذي يصب في احتياج حقيقي لوجوده بهذه المواصفات، موضحاً أنّه مشروع نموذجي ينسجم مع الخطة الاستراتيجية لمحافظة الخليل 2020-2030، مثنياً على دور البلدية الطليعي في تنفيذ مشاريع تطويرية.
وأعرب فيوريللو عن سعادته بإنجاز هذا المشروع، موضحاً أنّ مساهمة برنامج (ماب) تقدر بمليون وثمانمئة ألف دولار، لافتاً إلى أنّ المشروع يهدف إلى تحقيق الفعالية الاقتصادية وتحسين الاستدامة البيئية والأمن الغذائي والصحي، مبيناً أنّ هذا المشروع سيُحسن الأسعار على مستوى المستهلكين والمنتجين، مشيراً إلى أنّ (الفاو) ومن خلال برنامج (ماب) وبالتعاون مع وزارة الزراعة تعمل على تطوير سوقي الخضار في قباطية وغزة لزيادة القدرة الإنتاجية في الاقتصاد الفلسطيني، مؤكداً التزام منظمة (الفاو) بهذه الشراكة خلال السنوات القادمة وتقديم المزيد من الدعم في القطاع الزراعي.
وفي كلمته نيابة عن شركاء التمويل قال سفير الدنمارك لدى دولة فلسطين كيتل كارلسن، عن التأخير بالحضور بسبب توجههم إلى سوق الخليل المركزي في البلدة القديمة لوجوده على الخريطة، لافتاً إلى أنّهم سيبذلون جهوداً مضاعفة لإعادة افتتاحه مجدداً، مؤكداً أنّ كل ما هو قيّم يحتاج للصبر، واوضح أهمية دعم الزراعة في فلسطين، مشيراً إلى أنّه من الصعب الفصل بين السياسة والزراعة، مبيناً أنّ الاحتلال يلعب دوراً أساسياً في منع تطوير المشاريع الزراعية، ومشدداً على أنّ التحالف والشراكة بين الجميع تعمل على تطوير الإنتاج واستقلالية الاقتصاد الفلسطيني، وأنّ القطاع الزراعي يمثل العمود الفقري في اقتصاد مختلف الدول لا سيما الدول الأوروبية التي بُنيت على القطاع الزراعي
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها