بسم الله الرحمن الرحيم

(وَقُلِ ٱعْمَلُواْ فَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُۥ وَٱلْمُؤْمِنُونَ) صدق الله العظيم. 

تتقدّم قيادة حركة "فتح" - إقليم لبنان بِاسمها وبِاسم أعضائها ومناطقها وشُعبها التنظيمية ومكاتبها الحركية وأُطُرها وكوادرها وأبنائها كافةً إلى قيادتنا الفلسطينية ممثَّلةً بفخامة رئيس دولة فلسطين القائد العام لحركة "فتح" السيّد الرئيس محمود عبّاس وإلى اللجنة المركزية والمجلس الثوري وأقاليمنا ومناطقنا التنظيمية على امتداد الوطن، بأطيب التهاني وأجل آيات التبريكات بإنجاز انتخابات المجالس المحلية والبلدية بمرحلتها الثانية بنجاح، واكتساح قوائم حركة "فتح" لها في محافظات الوطن بجدارة.

 وإذ نُبارك نجاح هذا العرس الوطني الفلسطيني الديمقراطي في محافظات الضفة وعاصمتنا الأبدية القدس الشريف، فإنّنا نُعرب عن عميق الفخر والاعتزاز بالنتائج الدامغة لاكتساح قوائم حركة "فتح" وحلفائها لمقاعد المجالس المحلية والبلدية، الذي يُجسّد استفتاءً حيًّا على حجم الثقة التي يوليها شعبنا لحركة "فتح" وقيادتها، والتفافه حولها، وإيمانه بمسيرتها ونهجها الوطني الفلسطيني الذي تعمّد بتضحيات آلاف الشهداء والجرحى والأسرى وعلى رأسهم الشهيد القائد الرمز ياسر عرفات، وخليفته المؤتمن على الثوابت والمنجزات الوطنية والمصير، صمام أمان الوحدة الوطنية، وحارس استقلالية قرارنا الوطني الفلسطيني، سيادة الرئيس محمود عبّاس. 

إنَّ حركة "فتح" التي ما فتئت تنتصر لدماء الشهداء وتضحيات الأسرى وعذابات الجرحى، قد انتصر لها شعبها اليوم فقال كلمته مُجدّدًا ثقته بحركة "فتح"، صائنةِ إرث الشهداء والثوابت، وطليعةِ النضال الوطني المتواصل، والوفيةِ لعهدها الذي قطعتهُ لشعبنا الأبي بالحياة الديمقراطية التعدُّدية والحفاظ على المشروع الوطني واستقلالية القرار الوطني الفلسطيني، وعلى أن تكون فلسطين وطنًا حُرًّا لشعبٍ من الأحرار، انسجامًا مع ما نصّت عليه وثيقة إعلان الاستقلال الفلسطيني.

وفي هذا المقام وأمام نجاح هذا الإنجاز الوطني الوحدوي الذي عمّ ضفتنا الأبية وقدسنا الصمود تحت سقفٍ من التعددية والحرية والشفافية والذي شارك فيه الجميع تصويتًا وترشيحًا، بما فيهم حركة "حماس"، فإنّنا نأسف ألا نرى هذا العرس الديمقراطي يتجلّى في غزّة العزّة، وأن يُحرَم شعبنا في قطاعنا الحبيب من ممارسة حقهم الوطني الشرعي في التصويت والمشاركة في الانتخابات البلدية، في تكريسٍ واضح لنهجٍ ازدواجي انتهازي استنسابي في التعاطي مع الحقوق والاستحقاقات الوطنية. 

وعليه ندعو حركة "حماس" إلى تغليب المصلحة الوطنية العليا، والتراجع عن موقفها بتعطيل إجراء الانتخابات المحلية المستمر منذ العام ٢٠٠٧، واغتنام الفرصة ما دامت متاحةً بالالتحاق بالعملية الديمقراطية واستكمال دورة الانتخابات الثالثة في القطاع، مما من شأنه منح شعبنا حقه في التعبير عن رأيه وانتخاب ممثليه بقناعة وحرية وفي أجواء ديمقراطية تعددية تحفظ حقوقهم الشرعية والقانونية وتُسهم في إعادة بناء جميع مؤسساتنا الوطنية دون تفرُّد أو إقصاء. 

وفي هذه المناسبة فإنّنا نُجدد العهد لأرواح شهدائنا الأبرار وأسرانا البواسل وجرحانا الميامين، الذين عبّدوا بتضحياتهم دربَ كفاحنا العتيد، وضحوا كي يحيا الوطن، بأن تبقى ثورتنا غلابةً مستمرةً حتى دحر الاحتلال الإسرائيلي عن أرضنا وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي أُخرِجوا قسرًا منها. 

وإنّها لثورةٌ حتّى النّصر والتحرير والعودة. 

قيادة حركة "فتح" - إقليم لبنان