شارك ذوو الأسرى وفعاليات طولكرم، اليوم الثلاثاء، في الاعتصام الإسنادي مع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، الذي ينظم أمام مكتب الصليب الأحمر في المدينة.

ورفع المشاركون في الاعتصام، صور الأسرى واللافتات المطالبة بحريتهم، ورددوا الهتافات الداعية لإنقاذهم، والداعية لجعل قضيتهم على سلم الأولويات في كافة المحافل في العالم.

وتصدرت معاناة الأسرى عنوان الوقفة المساندة لهم، وعلى رأسها المرض الذي يفتك بأجساد المئات منهم، وانتشار فيروس "كورونا" في صفوفهم وسط إهمال متعمد من إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي، ليفاقم من معاناتهم، وتعنت إدارة السجون في السماح بإدخال الملابس الشتوية والأغطية التي تقيهم من البرد القارس الذي نخر أجسادهم مسببة لهم الأمراض، وملف الاعتقال الإداري الجائر الذي تنتهجه سلطات الاحتلال للنيل من الأسرى.

واعتبر المشاركون في الاعتصام في لقاءات منفصلة، أن ما يجري بحق الأسرى داخل سجون الاحتلال من وضع معيشي سيئ، إنما هو ضمن خطة ممنهجة تتنافى مع كل حقوق الأسرى خاصة التي أقرتها اتفاقيتي جنيف الثالثة والرابعة.

وقالوا: "نتحدث عن 172 انتهاك بحق الأسرى من ضمنها سياسة الحرمان من العديد من الجوانب خاصة فيما يتعلق بتوفير مناخ بيئي يصلح للعيش الآدمي، حيث أن حكومة الاحتلال وإدارة سجونها تتنصل من كل الالتزامات تجاه الأسرى، وتمنع ذويهم من توفير هذه الاحتياجات، المطالبة هي بتوفيرها".

يقول الأسير المحرر راغب أبو دياك الذي قضى ثلاث سنوات في سجون الاحتلال منذ العام 1987، ويشغل مدير عام الحكم المحلي بطولكرم، إن هذا الاعتصام تزامن مع ما يتعلق بملف الأسرى المرضى الذين ساءت حالتهم نتيجة لبيئة السجن الصعبة، نتحدث عن مجتمع ربع أسراه مرضى ما يعني جريمة ممنهجة تجري في وضح النهار، من أجل النيل من حياتهم ومن ضمن هذه الحالات المرضية الأسير ناصر أبو حميد، والذي يعاني وضعا صحيا خطيرا للغاية.

ويضيف نوجه في هذا الاعتصام رسالة بشأن الأسرى الإداريين المعتقلين دون أي تهمة، هناك أكثر من 25 ألف حالة اعتقال منذ العام 2000 وحتى اليوم، نقول لهم نحن معكم بخطواتكم لمقاطعة المحاكم الإسرائيلية التي هي جزء من سياسة الاحتلال التي تنظم الجرائم بحق شعبنا خاصة الأسرى.

وأعرب عدنان صبح شقيق الأسير سامي صبح المحكوم 28 عاما ويقبع في سجن مجدو، وخلال الأيام القادمة سيدخل عامه العشرين، عن قلقه من الوضع الصحي للأسرى في ظل إجراءات الاحتلال التعسفية بحقهم، وتعنته في السماح بإدخال الملابس الشتوية، والأغطية التي تقيهم من البرودة القاسية التي تسبب لهم الأمراض.

وأكد أن هناك تقصير متعمد من قبل إدارة سجون الاحتلال في إدخال الملابس الشتوية للأسرى، وهم يعانون من البرد القارس، ونقص حاد في الأغطية، وما يزيد من القلق عليهم هو انتشار "كورونا"، وتعمد الاحتلال حجر الأسير المصاب داخل القسم كامل مع بقية الأسرى، ما يؤدي على إصابتهم بالمرض، وسط إهمال طبي في علاجهم.

وأشار صبح إلى أن الأسرى يضطرون إلى إشعال "البلاطة" لتوفير الدفء ولو بشكل قليل داخل الغرفة، رغم خطورة استخدامها.

وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، إن أعداد الأسرى المصابين بفيروس "كورونا" ارتفع بشكل كبير ليصل إلى أكثر من (170) أسيرا وأسيرة، يحجرون في غرف وزنازين غير قابلة للحياة الآدمية دون أدوات تعقيم وأدوية.

وحذرت من استمرار تفشي الفيروس وتصاعد أعداد المصابين بشكل يومي، في ظل عدم جدية إدارة السجون في التعامل مع الحدث، وعدم توفير سبل الحماية أو اتخاذ تدابير للوقاية والحد من الانتشار السريع بين الأسرى.

وقالت الهيئة إن الظروف الحياتية المفروضة على الأسرى البالغ عددهم 4600 أسير صعبة ومعقدة، تحديدا في ظل هذه الأجواء الباردة، وتدني درجات الحرارة بشكل كبيرة، وتساقط الثلوج وهطول الأمطار بغزارة، حيث يعانون من نقص حاد في الملابس والأغطية والفرش، وعدم توفر وسائل التدفئة التي تحميهم من هذا البرد الشديد.

ووصف عضو اللجنة المركزية لجبهة النضال الشعبي محمد علوش، ممارسات الاحتلال بحق الأسرى بأنها عقابية وعنصرية تتنافى مع أبسط الحقوق ، حيث تمعن إدارة السجون بإجراءاتها العقابية، في التنكيل والابتزاز اليومي والتنقلات اليومية خاصة في ظل هذه الظروف، والشتاء القارس، التي من المفترض أن توفر كل ما يلزم للأسرى التزاما بالقانون الدولي والاتفاقيات الدولية الخاصة بالأسرى وحقوق الإنسان.

وتوجه برسالة للمجتمع الدولي وكافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية والصليب الأحمر، أن تقف وقفة مسؤولة تجاه ما يتعرض له الأسرى من سياسات وإجراءات عنصرية، وهم من يشكلون طلائع الشعب الفلسطيني وهم مناضلون من أجل الحرية والاستقلال والكرامة الوطنية، هؤلاء ليسوا جنائيين ولا مجرمين كما يدعى الاحتلال، هم مناضلون من أجل الحرية.