تقرير: بسام أبو الرب
شكلت حالة هروب ستة أسرى فلسطينيين من سجن "جلبوع" فجر الإثنين المنصرم، صخبا إعلاميا محليا وعالميا حول تفاصيلها، وكيف حطمت أسطورة أكثر سجون الاحتلال الإسرائيلي تحصينا، والذي يوصف بـ"الخزنة الحديدية".
عملية هروب الأسرى الستة كانت عبر حفر نفق من داخل زنزانتهم وصولا إلى خارج أسوار السجن، شكلت هزة على المستوى السياسي والأمني في دولة الاحتلال، التي ما تزال تسخر كافة إمكانياتها العسكرية والتكنولوجية للبحث عن الأسرى، وهم: زكريا الزبيدي، ومناضل انفيعات، ومحمد عارضة، ويعقوب قادري، وأيهم كممجي، ومحمود عارضة.
الزبيدي من مواليد مخيم جنين عام 1976، نجا من أربع محاولات اغتيال من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، واعتقل عام 2019، وتوفي والده وهو صبي، واستشهدت والدته سميرة الزبيدي في 3 آذار/مارس 2002 برصاص قوات الاحتلال، خلال وقوفها قرب نافذة أحد المنازل، وبعدها استُشهد شقيقه طه، وهُدم منزل عائلته ثلاث مرات.
زكريا هو حفيد الأسير المحرر محمد جهجاه، الذي كان أحد الأسرى الفلسطينيين والعرب، الذين استطاعوا الهروب من سجن "شطة" يوم 30 تموز عام 1958، ونجحوا بالوصول إلى الأردن، بعد معركة مع حراس السجن أسفرت عن استشهاد 11 أسيرا وإصابة 13 آخرين.
جبريل الزبيدي شقيق زكريا، يقول "أمي كانت تحدثنا عن حادثة هروب جدي والدها محمد جهجاه، من سجن شطة، برفقة عدد من الأسرى، وكان ذلك عام 1958، بعد سيطرتهم على أحد السجانين، وخوضهم معركة دامية".
ويضيف في حديث لـ"وفا"، وصل جدي إلى مخيم جنين وقتها، وبعدها تسلل إلى الحدود الأردنية، وأقام في مخيم الحصن، ثم هاجر إلى ألمانيا وهناك جرى اغتياله من قبل الموساد الإسرائيلي.
ويعتبر سجن "جلبوع" الذي افتتح عام 2004 واستطاع الزبيدي وخمسة أسرى آخرون الهروب منه، امتدادا لسجن "شطة" الذي يعود إنشاؤه إلى الحكم العثماني، ومن ثم استعملها الجيش البريطاني إبان انتدابه لفلسطين، إلى أن حولتها إسرائيل عام 1953 لسجن أطلقت عليه "شطة".
ويقول الكاتب تميم منصور معلقا على عملية هروب الأسرى الستة في مقال بعنوان "الشيء بالشيء يذكر – الهروب الكبير من سجن شطة (الجلبوع)، "هروب الأسرى الستة لم تكن الأولى أذكر عملية هروب سابقة كان لها أيضاً ضجيجاً إعلامياً، وكان ذلك في يوم 30 تموز عام 1958، حيث كان يوماً مشهوداً في تاريخ وسجل مؤسسات السجون الإسرائيلية، ولدى أجهزة الأمن التي تدير هذه السجون".
ويضيف "في هذا اليوم تمت أكبر عملية تمرد عرفتها السجون، حيث أسفر التمرد عن فرار 68 سجيناً أمنياً، معظمهم من خلايا الفدائيين الذين تم اعتقالهم سابقاً، وكانوا خليطاً من الجنسيات العربية، مصريين وسوريين وفلسطينيين." ويتابع منصور "لقد نجح المتمردون في السيطرة على مخزن السلاح في سجن الجلبوع – شطة سابقاً – وقاموا بتكبيل السجانين وبعض السجناء اليهود الذين حاولوا اعتراض طريقهم، وقد فشلت أجهزة الأمن من الإمساك بهم، فتمكن بعضم من اجتياز الحدود الأردنية لينعموا بالحرية".
ويؤكد أنه بعد عملية التمرد الناجحة، شددت سلطات الاحتلال من قبضتها داخل السجون، وفرضت على الأسرى قيوداً مشددة، كما شددت من عدد السجانين داخل السجون لمنع تكرار مثل هذا التمرد.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها