تحت رعاية السيد الرئيس محمود عباس، توجت جامعة القدس المفتوحة، اليوم الأربعاء، احتفالاتها بتخريج الفوجين الـ23 والـ24، بتخريج 422 أسيرًا من المحافظات الشمالية والجنوبية، في حفل مهيب نظمته في مقر جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في البيرة، وعبر الربط التلفزيوني مع قطاع غزة، وبالتعاون مع هيئة شؤون الأسرى والمحررين.
وحضر الحفل محافظ رام الله والبيرة ليلى غنّام، ممثلةً عن السيد الرئيس، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي محمود أبو مويس، ورئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدري أبو بكر، ورئيس مجلس أمناء الجامعة عدنان سمارة، ورئيس الجامعة يونس عمرو.
وفي كلمة السيد الرئيس، حيّت غنّام أمهات وزوجات وأخوات وعائلات الأسرى، ناقلةً لهم تحيات السيد الرئيس الذي عبّر عن نهجه وعمله في الدفاع عن الأسرى وتوفير حياة كريمة لعائلاتهم عبر المؤسسات المختلفة العاملة في خدمة الأسرى وعائلاتهم.
وأضافت أن الحفل رسالة لكل العالم مفادها أن شعبنا لن يتخلى عن مسيرة الشهداء والأسرى وسيواصل الأسرى والمحررون التعليم رغم كل العذاب.
ووجهت التحية لجامعة القدس المفتوحة التي تبذل الجهود من أجل خدمة الأسرى والمحررين، معربةً عن أملها أن يتحرر جميع الأسرى القابعين في سجون الاحتلال في القريب العاجل.
بدوره، قال أبو مويس "إن تعليم الأسرى حق مضاعف وواجب وطني أصيل كفله القانون والشرائع الإنسانية، وإذا كان 17 نيسان هو يوم الأسير فكل يوم لدينا هو يوم الأسير، ولن يغفى لنا جفن حتى يتحرر كل الأسرى".
وأضاف أن "الأسرى حولوا السجن والزنزانة لحلقات دراسية وتعليمية وكان أقل واجب من طرفنا هو أن نمنحهم البرامج ونشرف عليها"، مشيرًا إلى أن التعاون قائم بين مؤسسات مختلفة من بينها وزارة التعليم العالي وجامعة القدس المفتوحة وهيئة شؤون الأسرى والمحررين لتوفير البرامج التعليمية والإشراف عليها، لتمكين الأسرى من إكمال مسيرتهم التعليمية.
وتابع أبو مويس "أن أساسيات مخرجات التعليم هي خريّج متعلم مثقف منتم، لذلك المساقات في الجامعة تغرس الانتماء للوطن والثقافة والتعليم، فكل خرّيج أسير هو مدرسة قائمة بالعلم والثقافة والانتماء قادر على العطاء والإبداع والابتكار"، مؤكدًا ضرورة أن يسهم التعليم في بناء دولة فلسطين العصرية.
من جهته، قال أبو بكر، "نلتقي اليوم في مساحة جديدة من الصمود والإبداع والتحدي الذي يسطّره أسرانا الأبطال رغم حقد وعنجهية إدارة سجون الاحتلال، فاليوم يمتزج فرح النجاح بالإنجاز الطاغي على الحرمان والاستهداف، والأمل بأن غدًا سنكون من نريد، وهكذا تتدفق الأمنيات بحرية قريبة".
ونوه إلى أن تعليم الأسرى وتفوقهم يسهم في بناء مؤسسات دولتنا بعاصمتها القدس الشريف، وأضاف "نحتفل اليوم بهذا الفوج من أسرانا الأبطال الذين تمكنوا من إنهاء متطلبات الحصول على درجة البكالوريوس متجاوزين بأرواحهم كل المعيقات التي يخلقها الاحتلال كل يوم".
من ناحيته، قال سمارة "نجتمع اليوم في هذا اليوم العظيم الذي نزداد فيه تكريمًا بتخريج هذه الكوكبة من الأسرى والمحررين الذين قدّموا حريتهم من أجلنا، وما وصلنا إليه هو نتاج تضحياتهم العظام"، مشيرًا إلى أن "القدس المفتوحة" نجحت في تحقيق أهم أهدافها بإيصال التعليم لكل من يريد أن يتعلم.
وأضاف "نحن سعداء بتخريج هذا الفوج وإن شاء الله سنعيد تسليم الأسرى الشهادات فور الإفراج عنهم ليساهموا في بناء دولتنا المستقلة الناجزة وعاصمتها القدس الشريف".
بدوره، قال عمرو "سعيدون بتخريج كوكبة نعتز بها من أبنائنا وإخواننا الأسرى في المعتقلات لإسرائيلية ممن تخرّجوا من أروقة جامعة القدس المفتوحة التي سعت منذ نشأتها لتوفير فرصة التعليم العالي لإخواننا في المعتقلات وفشلت مرات عديدة، لكنها نجحت مؤخرًا في تأمين فرصة التعليم للأسرى في المعتقلات عبر ترتيب خاص بين الجامعة وهيئة شؤون الأسرى والمحررين ووزارة التعليم العالي"، مشيرًا إلى أن التجربة نجحت فعلاً إذ نحتفل اليوم بتخريج العديد ممن تحرروا وآخرين لا يزالوا يقبعون داخل سجون الاحتلال.
وأضاف أن "شعبنا وقيادته حريصون على رعاية الأسرى وأسرهم كونهم الذين دفعوا ثمنًا من أعمارهم وحريتهم من أجلنا ومن أجل تحرير وطننا"، مشيرًا إلى موقف القيادة الفلسطينية التي رفضت مطالب الاحتلال بوقف مخصصات الأسرى وأهالي الشهداء.
وفي كلمة أهالي الأسرى الخريجين، قال نضال نغنغية: "ليس غريبًا على أسرانا الأبطال أنهم لم يسطروا فقط ملاحم البطولة في قلاع الأسر، وإنما جعلوا من معتقلات الأسر جامعات نضالية، وأيضًا فرضوا على السجّان أن يستكملوا دراساتهم الأكاديمية فكان لهم ما أرادوا بالعزيمة والإصرار لاستكمال مشوارهم النضالي وواجبهم الوطني في خدمة قضاياهم الوطنية وأبناء شعبنا العظيم متسلحين بالإرادة والعلم".
وأضاف "نحتفل معًا بتخريج كوكبة من حملة الشهادات الجامعية من الأسرى لكي نثبت للمحتل أننا حيثما نكون نصنع الحياة والمستقبل ولا نعرف المستحيل".
وتابع" في هذا المقام نتوجه بالتحية لأسرانا الخريجين وإلى الأهل الأحبة من ذوي الأسرى، مع أمنياتنا بالفرج القريب والعاجل لأبنائهم ولكافة أسرانا وأسيراتنا الماجدات، ونتوجه بالشكر والعرفان لسيادة الرئيس محمود عباس لرعايته هذا الاحتفال، ولما يوليه من جهد ورعاية وحماية لأهالي الشهداء والأسرى، وإلى الأخوين أ. د. يونس عمرو، واللواء قدري أبو بكر، على دورهما في توفير التعليم للأسرى".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها