شاركت مؤسسات شبابية، اليوم الأربعاء، في مؤتمر نظمه "منتدى شارك" الشبابي، حول واقع الشباب الفلسطيني، في ظل الانتهاكات الإسرائيلية، والبطالة والفقر، وسوق العمل.

وقد شاركت عدد من هذه المؤسسات، في المؤتمر الذي عقد لمناسبة اليوم العالمي للشباب، الذي يصادف غدا الخميس، كجمعية برج اللقلق المقدسية، وجمعية الاغاثة الطبية، وهيئة انقاذ المستقبل الشبابي، ومركز إعلام حقوق الانسان والديمقراطية– شمس، والمركز العربي لتطوير الاعلام الاجتماعي.

وقالت رئيسة مجلس إدارة "منتدى شارك" رتيبة أبو غوش، إن نحو 240 ألف شاب يعملون في قطاعات غير رسمية، بمعنى أنها وظائف غير آمنة ولا يمتلكون فيها أي حقوق، وهم أكثر فئة معرضة للخروج إلى البطالة والفقر في حالة حدوث الأزمات كجائحة كورونا الحالية.

وأشارت إلى أن سوق العمل الفلسطينية توجد فيها نحو 180 ألف شاب يحملون درجة البكالوريوس، الأمر الذي أغرق السوق بالتخصصات كافة، فيما أصبحت التخصصات الجامعية لا تلبي احتياجات سوق العمل، داعية إلى ضرورة التوجه نحو التخصصات التقنية والمهنية.

ولفتت أبو غوش وفق دراسة أعدها المنتدى إلى أن استيعاب سوق العمل من الخريجين لا يتعدى 20% من مختلف التخصصات، حيث يتخرج سنويا نحو 40 ألف طالب، فيما يدخل منهم 8 آلاف خريج وهو ما يشكل النسبة التي يستوعبها السوق.

من جانبه، تحدّث مدير جمعية برج اللقلق المقدسية منتصر ادكيك عن أوضاع الشباب في مدينة القدس، وقال إن 1699 شابا وشابة اعتقلوا منذ العام 2020 حتى شهر تموز الماضي، فيما أصدر أمر الحبس المنزلي بحق 130 طفلا دون سن 18 عاما في العام 2020، و129 أمر حبس منزلي منذ مطلع العام الجاري.

وأضاف، ان 34% نسبة تسرب الشباب في مدينة القدس من التعليم حسب احصائية للعام 2017، وذلك لعدة أسباب، أبرزها: غلاء التعليم، ومحدودية التخصصات في المراكز والجامعات الإسرائيلية، وصعوبة التنقل عبر الحواجز باتجاه الجامعات الفلسطينية خارج الجدار، والاعتقالات التي تشكل عائقا أمامهم، إضافة إلى افتقاد القدس إلى جامعات ومراكز تدريبية مهنية فلسطينية.

وأردف ادكيك: "أكبر تحدٍ وخوف على شباب القدس هو اللجوء إلى المخدرات، بسبب الأوضاع السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، حيث إن أكبر نسبة من المتعاطين والمدمنين على مستوى الأراضي الفلسطيني هي في القدس، حيث إن هناك 80 ألف متعاطٍ، و26500 مدمن في الأراضي الفلسطينية عام 2019، والأعداد قابلة للارتفاع، ويقابل هذه النسبة الكبيرة عدم وجود مؤسسات رعاية وعلاج داخل القدس".

من جانبه، قال مدير مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية "شمس" عمر رحال، "إن 327 فلسطينيا استشهدوا خلال العام الجاري، بينهم 85 طفلا، و69 امرأة، وأسيران، بينما ارتقى 262 شهيدا خلال العدوان الأخير على قطاع غزة في شهر أيار/ مايو الماضي.

وأضاف، ان عدد الأسرى في سجون الاحتلال وصل إلى 4850 أسيراً، بينهم 540 بالاعتقال الإداري، و125 طفلاً أسيراً، و41 سيدة، و350 من القدس.

وتابع رحال: "ان سلطات الاحتلال هدمت وأخطرت واستولت على 468 مبنى ومنشأة في مدينة القدس مطلع عام 2021 وحتى بداية الشهر الجاري"، مشيرا إلى أن 45 جريمة قتل قد سجلت في الضفة الغربية بما فيها القدس، وقطاع غزة، من بينهم 8 نساء.

بدوره، قال عمر النجار من هيئة انقاذ المستقبل الشبابي، إن الشباب في قطاع غزة يشكلون 22% من مجمل عدد السكان، فيما تصل نسبة البطالة بينهم إلى 64.%

وأشار إلى أن 42500 من الشباب الذين يعملون في القطاع الخاص يتقاضون أجورا لا تتجاوز 600 شيقل، فيما يسعى نصف الشباب هناك إلى الهجرة.

من ناحيتها، قالت مسؤولة برنامج المراهقين والشباب في صندوق الأمم المتحدة للسكان سيما علمي، إن 29% من أبناء شعبنا تتراوح أعمارهم ما بين 15-29 عاما، الأمر الذي يدلل أن مجتمعنا فتي، وسيستمر على هذا النحو لسنوات قادمة.

وأشار إلى أن الصندوق بصدد إطلاق لجنة استشارية للجيل الشاب وسيلتحقون فيه ببرامج تعنى بأهمية المشاركة السياسية والمجتمعية للشباب.

يذكر أن الجهاز المركزي للإحصاء قد أصدر اليوم بهذه المناسبة بيانا تطرق إلى أوضاع الشباب الفلسطيني، وفيما يلي أبرز ما جاء فيه:

حوالي 139 ألف شاب يعملون في القطاع غير المنظم

بلغ عدد الشباب (18-29 سنة) العاملين في القطاع غير المنظم 139,300 منهم 130,600 عامل مقابل 8,700 عاملة، وتمثل نسبة الشباب العاملين في هذا القطاع نحو 47% من إجمالي الشباب العاملين في فلسطين، مع العلم أن نسبة الشباب العاملين عمالة غير منظمة في فلسطين (بمعنى الشباب العاملين في القطاع غير المنظم بالإضافة إلى المستخدمين بأجر في القطاع المنظم والذين لا يحصلون على أي من الحقوق في سوق العمل سواء مكافأة نهاية الخدمة/ تقاعد، أو إجازة سنوية مدفوعة الأجر، أو إجازة مرضية مدفوعة الأجر) قد بلغت 75% من مجمل الشباب العاملين منهم 79% من الذكور و43% من الإناث، وبواقع 73% في الضفة الغربية و84% في قطاع غزة.

تلاشي الأمية بين الشباب

انخفضت نسبة الأمية بين الشباب (18-29 سنة) في فلسطين لعام 2020 الى نحو 0.8% (0.9% في الضفة الغربية و0.7% في قطاع غزة) في حين كانت 1.1% (1.1% في الضفة الغربية و1.2% في قطاع غزة) في العام 2007.

نسب مرتفعة للحاصلين على شهادات دراسية عليا تقابله معدلات بطالة عالية

يعد التعليم الاستثمار الحقيقي للفلسطينيين؛ نظرا لأهميته على الصعيدين الفردي والاجتماعي، فبيانات العام 2020 تشير الى أنه من بين كل 100 شاب وشابة في العمر 18-29 سنة هناك 18 شابا حاصلون على درجة البكالوريوس فأعلى، ولعل الشابات الأوفر حظا، إذ ان 23 شابة من بين كل 100 شابة حاصلة على درجة البكالوريوس فأعلى مقابل 13 شابا من الذكور.

 بالمقابل، فإن معدلات البطالة تشكل التحدي الأكبر امام الشباب، اذ بلغت هذه المعدلات 64% بين الاناث و33% بين الذكور، وكانت الأعلى في قطاع غزة مقارنة بالضفة الغربية؛ 67% و24% على التوالي.

ولعل أعلى معدلات للبطالة بين الشباب في العمر 18-29 سنة سجلت بين الخريجين، منهم من حملة الدبلوم المتوسط فأعلى؛ 54% بفرق واضح بين الشباب الذكور والشابات، 39% و69% على التوالي.

نصف الشباب ليسوا في دائرة العمل أو التعليم/ التدريب

53% من الشباب (18-29 سنة) خارج العمل والتعليم/ التدريب (الشباب غير المنخرطين في عمل او ملتحقين في التعليم/ التدريب) في العام 2020؛ 43% في الضفة الغربية مقابل 67% في قطاع غزة، وكانت الاعلى بين الاناث منها بين الذكور 68% و38% على التوالي.