بسام أبو الرب
منذ تفشي فايروس كورونا "كوفيد 19" في الأراضي الفلسطينية، يعمل المسعف في الاغاثة الطبية الفلسطينية في محافظة نابلس جرير قناديلو، ضمن طاقم مختص في حملات توعوية للوقاية من الفايروس والحماية منه.
قناديلو كان يعمد على نشر ارقام الاصابات في نابلس من فايروس كورونا، على صفحته فيسبوك، لم يتخيل ان يكون هو وعائلته أحد هذه الأرقام.
قناديلو فقد والديه بعد اصابتهما بفايروس كورونا، ففي الرابع من الشهر الجاري توفيت والدته سعاد (70 عاما) بعد نقلها الى المستشفى بسبب اصابتها بكورونا، وتعرضها لحالة اغماء خلال تواجدها في المنزل.
يوم أمس، فقد قناديلو والده زكريا (82 عاما)، بعد اصابته بكورونا جراء مخالطته لزوجته، رغم انه كان بصحة جيدة ولا يعاني من اية امراض ولكن هذه "لعنة كورونا" كما يصفها قناديلو.
ويقول في حديث خاص لوكالة "وفا": "مررت بظروف صعبة خاصة ايام الاجتياحات لمدينة نابلس، واصبت اصابة بليغة عند محاولتي انقاذ أحد المصابين اثناء اجتياح مخيم بلاطة في العام 2006، الا أن هذه الظروف وفقدان الوالدين كانت أصعب من تلك اللحظات بكثير ".
ويضيف اصيبت والدتي بفايروس كورونا وتعرضت لحالة اغماء فخرجت مسرعا من العمل وحاولت انقاذها وحملها بين يدي، رغم اصابتها، ومن هنا اصبت انا ايضا بكورونا، ونقلتها الى العناية المكثفة في المستشفى، وكانت ترقد هناك مع والدي في غرفة العناية المكثفة ايضا الذي تعرض لمضاعفات بسبب اصابته ايضا بالفايروس.
"أصيبا في ذات الوقت، ورحلا في ذات الشهر، لم يستطع أحدهما فراق الآخر لـ 55 عاما من الزواج، وحتى في الموت كانا معنا" يوضح قناديلو، الذي يؤكد أنه ورغم اتخاذه كافة الاحتياطات اللازمة للوقاية من الفايروس الا انه أصبت بالفايروس وعدد من افراد عائلته.
"لم يتخيل حياته بدونها فرحل بعدها بـ 18 يوما" يقول قناديلو. لافتا الى أنه رغم معرفة والده بإصابة زوجته الا انه أصر على البقاء معها وتقديم يد العون لها، ورغم انه خرج قبلها من المستشفى، الا انه كان دائما مشغول البال عليها.
قناديلو نشر صورة جمعت بين والديه على صفحته " فيسبوك"، وكتب عليها "فرق 18 يوما.. راحوا الغوالي راحت البركة.. انكسرنا من بعدكم". ليعود بعدها ويقول "للمستهترين بكورونا.. قد نبكي على فقد المال شهرا او سنة لكن سنبكي على فقد الأحباء دهرا".
ويؤكد قناديلو أن كثير من الناس تستهتر بهذا الفيروس، ويرون انه اكذوبة، ويقيمون الأفراح والاجتماعات، وهم غير مدركين لخطورته، أنه يجب على الجميع التعامل مع الأمر بكامل الحذر، وأخذ الاحتياطيات الطبية اللازمة.
وكانت وزيرة الصحة مي الكيلة، أعلنت أمس الثلاثاء، عن تسجيل 29 وفاة و1561 إصابة جديدة بفيروس "كورونا"، و1808 حالات تعاف خلال الـ 24 ساعة الأخيرة.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها