تقرير: علا موقدي

 

على مساحة تقارب 200 متر من سطح المنزل، خصصتها عائلة سليمان لزراعة الأصص الجميلة بأحجام متعددة، يسودها اللون الأخضر والأصفر والأحمر بروائح فواحة، أنقذتهم من البطالة، وفتحت لهم مصدرا للرزق.

 

فاتن وعلاء سليمان من بلدة دير بلوط الواقعة إلى الغرب من مدينة سلفيت، حولوا سطح المنزل إلى جنة ورود، ومكان لبيع الأشجار والورود الطبيعية، نظرا لعدم امتلاكهم أي قطعة أرض للزراعة فيها.

 

فاتن سليمان (35 عاما) قالت لـ"وفا": بعد أن أصيب زوجي بمرض منعه من الحركة والعمل، فكرنا في مشروع يعيلنا ويُعيننا على مصاريف الحياة، فقمنا بتحويل سطح المنزل إلى مشتل لبيع الورود والأشجار، خاصة أننا لا نملك مساحة حول المنزل، أو قطعة أرض في مكان آخر للزراعة فيها.

 

وأضافت: كانت هواية زوجي الزراعة منذ فترة طويلة، وكنا نزرع السطح لتجميل المنظر فقط، ثم أصبح مشروعا اقتصاديا، يتوافد إلينا الزبائن من أبناء البلدة والقرى المجاورة، ويطلبون الورود كهدايا مغلفة للأحباء أو لزراعتها في المنزل، حتى أصبحنا نقوم بصناعة أصص الورد في المنزل من الطين والاسمنت بطرق مختلفة.

 

وذكرت سليمان أن أكثر الأنواع طلبا للهدايا هو الصّبار بأشكاله المختلفة.

 

منزل العائلة يتميز من الخارج بسطحه الأخضر، ويبدأ الزوجان العمل به منذ ساعات الفجر الأولى وحتى ساعات الظهيرة.

 

وعن طرق التسويق تقول سليمان: أقوم بعرض المزروعات من خلال صفحة عبر "الفيس البوك"، وأقوم بخدمة التوصيل داخل البلدة وخارجها بمركبتي الخاصة.

 

وأشارت إلى أن مزروعاتهم تقسم إلى أشجار كالحمضيات، والجوافة، وأشتال الزيتون، وخضراوات موسمية، تشمل البصل، والفجل، والخس، وأشجار الزينة والصبار.

 

ويشكل المشروع نقطة تحول مجدية اقتصادياً للعائلة لتوفير ما يلزم للأربعيني علاء سليمان من علاج، خاصة بعد إصابة عصب قدمه بتلف أثناء عمله داخل الخط الأخضر.

 

من جهتها، بينت مسؤولة الملف الاجتماعي في محافظة سلفيت ميسون ماضي لـ"وفا": في ظل الظروف الاقتصادية التي نمر بها أثبتت المرأة الفلسطينية أنها أحد أهم أعمدة البيت بجانب الرجل، والكثير من النساء أجبرتهن الحياة على خلق فرص عمل من المحيط الضيق الخاص فيهن، فإذا مرض الزوج أو توفاه الله يكنّ هّن المعيل الوحيد للأسرة.

 

وأضافت: النساء الريفيات في سلفيت شكلن نماذج رائعة يحتذي بها لخلق فرص العمل على مستوى الوطن، حيث أبدعن في العمل من مطابخ البيوت، والزراعة في حدائق المنزل، والبيوت البلاستيكية، وتربية الدواجن، والانضمام إلى الجمعيات التعاونية التي استطاعت التسويق خارج فلسطين ونافست الأسواق العالمية في المفتول والمخللات، وبعضهن يشارك الرجل في صناعاته المختلفة.