تقرير: عماد فريج
رحب رؤساء جامعات فلسطينية باجتماع الأمناء العامين للفصائل برئاسة الرئيس محمود عباس، الذي احتضنته قاعة "أحمد الشقيري" في رام الله وعبر الربط التلفزيوني مع العاصمة اللبنانية بيروت، مساء الخميس، مؤكدين أهمية البيان الختامي ومخرجات الاجتماع في تحصين الجبهة الداخلية ورص الصفوف من مختلف مكونات المجتمع، لمواجهة التحديات التي تواجه شعبنا.
وأكدوا في لقاءات منفصلة مع "وفا"، وقوفهم خلف القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس في مساعيها للتصدي لكل المؤامرات التي تحاك ضد شعبنا وقضيتنا، خاصة صفقة "القرن" وما تبعها من مخططات الاحتلال لضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، واتفاق التطبيع بين الإمارات وإسرائيل، مشددين على أن رسالة الوحدة الوطنية التي أبرقها الاجتماع لجميع العالم هي الرد الفلسطيني الواضح والصريح على كل المؤامرات الهادفة لتصفية قضيتنا، والتمترس خلف منظمة التحرير كممثل شرعي ووحيد لشعبنا هو العنوان لاستمرار النضال الوطني حتى تحقيق طموحاتنا بالحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس.
وقال رئيس جامعة القدس المفتوحة البروفيسور يونس عمرو إن اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية إلى جانب مكونات الشعب الفلسطيني من المستقلين والفعاليات الدينية الإسلامية والمسيحية والسامرية وسائر العناصر القيادية للشعب الفلسطيني بدعوة من سيادة الرئيس محمود عباس، يؤكد أن شعبنا في كل مراحل نضاله يتسامى على جميع الظروف والمؤامرات التي تحاك ضده ليعلن كلمته الجمعية تحت قيادة الرئيس عباس.
وأضاف: "لبت كل مكونات الشعب الفلسطيني دعوة الرئيس ليلتئم الاجتماع الذي حصل بالأمس بالتنسيق الكامل بين جميع هذه القيادات في رام الله وبيروت، ليدلي كل قائد برأيه الصريح الذي يؤكد على المحاور الرئيسة في نضال شعبنا وعلى رأسها إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة، انطلاقا من مبادرة حركة فتح وما قام به اللواء جبريل الرجوب، ونائب رئيس حركة حماس صالح العاروري، والتي كانت ركنا رئيسا مهد لهذا الاجتماع بشكل فاعل وجعل منه المبادرة الكبرى لإنهاء الانقسام والارتقاء فوق الجراح للم شمل الشعب الفلسطيني والوقوف في وجه صفقة القرن والتطبيع العربي مع الاحتلال، والتصدي لجميع المؤامرات التي أطلقت في الفترة الأخيرة ضد شعبنا في محاولة لشطب قضيتنا الفلسطينية شطبا نهائيا من قبل دولة الاحتلال".
وتابع: "نحن في الجامعات الفلسطينية نقف خلف الرئيس عباس في مساعيه للتصدي لكل المؤامرات وكل ما يخطط ضد شعبنا الفلسطيني، وسيستمر نضالنا في مختلف المحافل الدولية، إضافة للمقاومة الشعبية السلمية وكل وجوه النضال المشروعة حتى نحقق أماني شعبنا في الحرية والاستقلال".
وأوضح عمرو أن كل من يتآمرون على شعبنا لن يجدوا فلسطينيا واحدا يمكنهم أن يتحدثوا معه للتنازل عن فلسطين، وجميع الأمناء العامين للفصائل ومكونات شعبنا تقف صفا واحدا خلف موقف القيادة الفلسطينية الصلب بالسابقة التي سطرتها أمام جميع زعماء العالم بالوقوف في وجه الولايات المتحدة الأميركية، ونحن كشعب فلسطيني مستعدون لتحمل تبعات تلك القرارات الوطنية المتمسكة بثوابتنا.
وبين عمرو أن جامعة القدس المفتوحة وهي جامعة منظمة التحرير الفلسطينية، بطلبتها وكادرها الأكاديمي والإداري تدعم القيادة الفلسطينية وتقف خلفها في مساعيها من أجل تحقيق الوحدة وإنهاء الانقسام والتصدي للمؤامرات التي تحاك ضد شعبنا.
من جهته، أعرب رئيس جامعة القدس أ. د. عماد أبو كشك عن تأييد الجامعة للخطوات التي يقودها الرئيس محمود عباس على صعيد رص الصف الوطني الفلسطيني الداخلي، وذلك في إطار إعادة اللحمة بين أبناء شعبنا وتحقيق الوحدة الوطنية، في مواجهة المخططات التي تحاك ضد شعبنا وقضيتنا الوطنية، والتي تحتاج التخلي عن التباينات الصغرى لصالح القضية الكبرى، وهي إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
ورحب أبو كشك بالموقف المسؤول الذي عبّر عنه قادة الفصائل بالتفافهم حول الرئيس وهو يقود هذه المواجهة المصيرية بحكمة وصبر واقتدار، مؤكدًا التفاف الجامعة وكوادرها كافة حول الرئيس ومواقفه الثابتة، مثمنًا في الوقت ذاته وقوف القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس مع مؤسسات التعليم العالي بشكل عام وجامعة القدس بشكل خاص.
من جانبه، قال القائم بأعمال رئيس جامعة الأقصى في غزة أ.د. أيمن صبح إن الجامعات تعتبر مكونًا رئيسيًا من مكونات الوطن، وتمثل صوتًا مهمًا في المجتمع الفلسطيني، مشيرًا إلى أن اجتماع الأمناء العامين للفصائل برئاسة الرئيس عباس حمل أهمية بالغة نظرًا للتوقيت الحساس والحرج الذي تمر فيه قضيتنا الفلسطينية.
وأكد أن الاجتماع يشكّل خطوة هامة في طريق لم الشمل الفلسطيني، ليس بالمصالحة بين حركتي "فتح" و"حماس" فقط، بل بالوحدة الشاملة داخليًا وخارجيًا على مستوى فصائل العمل الوطني والإسلامي والشعب الفلسطيني ككل، لافتًا إلى أن الاجتماع أبرق رسالة للعالم أننا موحدون تحت القيادة الفلسطينية ممثلةً بالرئيس محمود عباس، وتحت مظلة منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، ما ينقض الرواية الإسرائيلية والأميركية التي تدّعي أن شعبنا منقسم ولا يملك رأيًا وقرارًا موحدًا.
ونوه إلى أن توقيت عقد الاجتماع بعد الإعلان الثلاثي الأميركي الإسرائيلي الإماراتي، وتوجه الإمارات للتطبيع مع دولة الاحتلال، له دلالات بأننا ماضون بموقفنا وقرارنا الموحّد، ولن يؤثر علينا أي شيء، مثمنًا المواقف الثابتة والصلبة للرئيس محمود عباس التي لم تتغير رغم كل الضغوطات بأننا لم ولن نفوض أحدًا بالتحدث باسمنا وباسم قضيتنا ونحن من يملك القرار في كل شأن يخص شعبنا وقضيتنا، مشيرًا إلى أن الرسالة وصلت لكل الدول التي تفكر بفتح باب التطبيع أن تعيد النظر في موقفها وحساباتها.
وأعرب صبح عن أمله بالتقاط الفرصة من مخرجات الاجتماع وأن نعمل جميعًا على إنهاء الانقسام ولم الشمل الفلسطيني وتكريس الوحدة الوطنية، لمواجهة كافة التحديات التي تعصف بقضيتنا.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها