عقد مجلس الأمن الدولي، اليوم الثلاثاء، جلسة مفتوحة لمناقشة الأوضاع في الشرق الأوسط، بما فيها قضية فلسطين، برئاسة ألمانيا.

وألقى المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة الوزير رياض منصور، كلمة استهلها بدعوة المجتمع الدولي، في الوقت الذي نحتقل فيه بذكرى نيلسون مانديلا، إلى احترام النضال الذي كرسه مانديلا لحياته من خلال العمل، ومستشهداً بعبارته الشهيرة التي قال فيها "أننا نعلم جيداً أن حريتنا غير مكتملة بدون حرية الفلسطينيين".

وأشار منصور إلى أنه إسرائيل رسخت، بلا هوادة، سيطرتها على الأرض الفلسطينية وحياة الفلسطينيين في أوقات الحرب وفي أوقات السلام على السواء، وقامت مباشرة عقب احتلال عام 1967، بالشروع بإنشاء أول المستوطنات غير القانونية، وفي عام 1980، حتى عندما أبرمت اتفاقية سلام مع مصر، قامت بضم القدس بشكل غير قانوني، وفي عام 1993، عند التوصل إلى اتفاقية أوسلو، قررت تسريع أنشطتها الاستيطانية، حيث بلغ عدد المستوطنين الآن 7 أضعاف ما كانوا عليه في ذلك الوقت، ومن ثم قامت ببناء جدار لدعم ضمها الفعلي.

ونوه إلى أنه بعد أسبوع من الآن، سنحيي ذكرى مرور 40 عام على الضم غير القانوني للقدس الشرقية، مشيرا إلى أنه منذ ذلك الحين، قامت إسرائيل بشن حرباً شاملة ضد الوجود الفلسطيني في المدينة، من خلال آلية ملوثة جيدًا بالقوانين والسياسات والممارسات غير القانونية، بما فيها التخطيط التمييزي الذي يعمل على عزل الفلسطينيين في 13٪ من مدينتهم، القدس الشرقية، التي تم بناؤها بالفعل في عام 1967. وقد خلقت السلطة القائمة بالاحتلال بيئة قسرية مع استمرار هدم المنازل، وإلغاء بطاقات الإقامة، ومنع لم شمل الأُسر، وأن كل هذه الإجراءات تهدف إلى تحقيق النقل القسري للفلسطينيين.

وأضاف منصور، أنه منذ ذلك الحين، لم تعلن إسرائيل عن ضمها لأي جزء آخر من الأرض الفلسطينية المحتلة خوفا من عواقب مثل هذا العمل، لا سيما بالنظر إلى رد الفعل الدولي القوي على قرارها، بما في ذلك من قبل مجلس الأمن، كما شهد عام 1980 وعام 2017، وظلت تنتظر حدوث صدع في النظام الدولي لإضفاء الطابع الرسمي على ما أقدمت عليه بشكل غير قانوني على الأرض. واعتقدت مؤخرا أنها وصلت إلى هذه اللحظة التي طال انتظارها، إلا أن المواقف الثابتة التي أعربت عنها العديد من الحكومات، بما في ذلك أعضاء مجلس الأمن على المستوى الوزاري والمنظمات الحكومية الدولية وغيرها، أظهر الالتزام العالمي بالعدالة والقانون الدولي وحقوق الإنسان.

وشدد على أن وقف الضم هو معركة حاسمة يجب أن ننتصر فيها، ولكن يجب ألا ننسى الحرب التي تخوضها إسرائيل منذ عقود، محذرا من أن إسرائيل قد تتخلى عن إعلان الضم القانوني، لكنها لن تتخلى عن خطط الضم، والتي ستقوم بتنفيذها بشكل مجزأ، من خلال أوامر عسكرية متواصلة.

وأشار إلى أن إرث مانديلا يتعرض للتهديد في أجزاء كثيرة من عالمنا، بما في ذلك في فلسطين أيضا، حيث أعلن مجلس الأمن، قبل 40 عاما، بعد ضم القدس، عزمه على دراسة السبل والوسائل العملية، وفقا للميثاق، لضمان التنفيذ الكامل لقراراته، في حالة عدم امتثال إسرائيل. وشدد منصور على أنه حان وقت العمل من قبل الجميع منذ وقت طويل لضمان انتصار الحرية والكرامة والعدالة والسلام.

وأكد منصور أهمية القانون، والمبادئ والمساءلة، مشددا على أن هذا هو شريان الحياة للمجتمع الدولي وأساس العلاقات السلمية والاستقرار والأمن في جميع أنحاء العالم، وأن فلسطين ليست استثناء.