بسم الله الرحمن الرحيم
(مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا).
صدق الله العظيم.
بكثير من الحزنِ والأسى وبقلوب مؤمنةٍ بقضاء الله وقدره تنعى قيادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" - إقليم لبنان، إلى شعبينا الفلسطيني واللبناني، وإلى جماهير أمتنا العربية والإسلامية وإلى أحرار العالم المناصرين لقضيّتنا، القائد والمناضل اللبناني العروبي الكبير الأمين العام لمنظّمة العمل الشيوعي محسن السيد علي إبراهيم، الذي توفي مساء أمس الأربعاء 3-6-2020، بعد مسيرةٍ نضاليةٍ حافلةٍ بالعطاء والتضحيات في سبيل القضايا الوطنية والقومية العادلة.
لقد شغل القائد اللبناني الكبير محسن إبراهيم موقعًا بارزًا في الحركة الوطنية اللبنانية، وكان أحد أهم القادة اليساريين في فترة السبعينات والثمانينات. كما انضمّ إلى حركة القوميين العرب قبل أن يؤسّس منظّمة الاشتراكيين اللبنانيين عام 1968. وعام 1970 اندمج تنظيمه مع لبنان الاشتراكي ليشكّل منظمة العمل الشيوعي في لبنان، وأصبح أمينًا عامًّا للمنظمة، ثُمّ أمينًا عامًّا للحركة الوطنية اللبنانية.
جسّد الراحل الكبير بحسَّ الوطنية والقومية العالي الذي كان مسكونًا به حتّى النخاع، مثالاً للمناضل العروبي ورجلاً من الرجالات الوطنيين الأحرار، وهو الذي قضى حياته مدافعًا عن القضايا العربية المحقّة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، التي اعتبرها قضيته الأولى، فوقف مواقف مشرّفة إلى جانب نضال الشعب الفلسطيني وثورته الوطنية وحقوقه المشروعة، وكان خير رفيق ونصير للشهيد الرمز ياسر عرفات وإخوته وقادة العمل الوطني الفلسطيني.
إنَّنا برحيل القائد الكبير محسن إبراهيم قد خسرنا قامةً وطنيّةً كانت لها بصمتها في المسيرة النضالية والكفاحية لشعبنا الفلسطيني، فهو الذي ظلّت فلسطين وقضيتها حاضرةً في مشاغله وهمومه اليومية وفي تفاصيل نضاله المثابر حتى الرمق الأخير، وتقديرًا لتاريخه النضالي ودعمه للثورة الفلسطينية وحقوق شعبنا ولقضيتنا العادلة، منحه سيادة الرئيس محمود عبّاس وسام الاستحقاق والتميّز الذهبي في 23-2-2017.
وإذ نتقدَّم في قيادة حركة "فتح" - إقليم لبنان بأصدق مشاعر العزاء والمواساة للشعب اللبناني الشقيق ولعائلة الفقيد الكبير، ندعو المولى عزَّ وجل أن يتغمَّدَه بواسع رحمته، ويشمله بعظيم عفوه ومغفرته ورضوانه، ويسكنه فسيح جناته مع الشهداء والصّدّيقين والأنبياء وحَسُن أولئك رفيقًا.
حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" - إقليم لبنان
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها