وسام أبو زيد

لاقى خطاب الرئيس محمود عباس، خلال الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب نهاية الأسبوع المنصرم، اصداء ايجابية وتأييدا لدى مختلف الكتل البرلمانية في لبنان التي اكدت قدرة سيادته على كشف المؤامرة الأمريكية – الاسرائيلية ضد القضية والحقوق الوطنية الفلسطينية، عبر ما تسمى "صفقة القرن".

 وأعرب النواب اللبنانيون في احاديث منفصلة عن دعمهم للموقف الفلسطيني الرافض لصفقة القرن، مؤكدين وقوفهم الى جانب شعبنا في مسيرته النضالية وتحقيق أهدافه الوطنية المشروعة.

النائب في البرلمان اللبناني وعضو كتلة التنمية والتحرير علي خريس، اعتبر أن خطاب الرئيس في اجتماع وزراء الخارجية العرب كان جامعاً وشاملا، وأكد على خطورة المشروع الأمريكي الاسرائيلي.

ولفت الى أن السيد الرئيس وضع الجميع أمام مسؤولياتهم في التصدي لهذه الصفقة (صفقة القرن) على كافة المستويات.

وقال: "كان كلامه واضحاً بتحميل المسؤولية للطرف الأمريكي وانحيازه السافر الى جانب الموقف الاسرائيلي، وهو أمرٌ ليس مستغربا بسبب حجم المؤامرة على القضية الفلسطينية، ولأن المشروع هو تصفية القضية.

وشدد على أن المطلوب تصليب الجبهة الداخلية الفلسطينية ووحدة الصف الوطني وهو ما اكدته كافة الفصائل، والاستمرار بمقاومة الاحتلال، لافتاً الى وقوف الشعوب العربية والى دعم لبنان للحق الفلسطيني في إقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وحق اللاجئين بالعودة.

وأكد خريس موقف حركة أمل ومؤسسها الامام المغيب السيد موسى الصدر، ورئيس مجلس النواب اللبنانية نبيه بري، على تبني القضية الفلسطينية والدفاع عنها لتحقيق آمال الشعب الفلسطيني في اقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وحق اللاجئين بالعودة.

بدوره، قال النائب بيار أبي عاصي، عضو كتلة الجمهورية القوية: "إن الخطاب جاء في ظرف سياسي بامتياز ليحافظ على الثوابت الفلسطينية وهو ما تعودنا عليه من الرئيس محمود عباس."

وأكد دعم ما يقبله الشعب الفلسطيني وقيادته ورفض ما يرفضونه كونهم أصحاب الحق والقضية، مجدداً التأكيد ان "صفقة القرن" ولدت ميتة.

ولفت الى الاتصال الذي أجراه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بالرئيس محمود عباس والذي أكد خلاله "أن الصفقات التي تخرج من منطق التاريخ لا تكتب لها الحياة"، ومؤكداً على أن صلابة الشعب الفلسطيني وتصديه للمؤامرة سيسقط هذه الصفقة التي ولدت ميتة.

واعتبر ابي عاصي ان للقدس المكانة التاريخية في وجدان الشعوب العربية، مشدداً على أن للاجئين حقوقا سياسية في العودة وهو واجب يجب ممارسته لا أن يتم تهميش حقه كما حصل في "صفقة القرن" وأن الحل يجب أن يكون شاملاً لكافة القضايا المتعلقة بالتسوية.

وأعلن أن لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان اللبناني ستجتمع غداً وسيكون هناك موقف داعم للقضية الفلسطينية ووجوب التمسك بالشرعية الدولية وتطبيق قراراتها المتعلقة بفلسطين.

من جهته أكد رئيس لجنة حقوق الانسان النيابية النائب ميشال موسى، أن خطاب السيد الرئيس كان شاملاً وتلقائياً وعفوياً ويعبر عن واقع الحال والمرارة التي تعتصر قلب الرئيس محمود عباس.

وأشار الى أن الخطاب اثّر على مجريات الاجتماع العربي برفض هذه الصفقة ووضع النقاط على الحروف في سرد تاريخ القضية الفلسطينية ودور الولايات المتحدة، مشددا على أن للموقف الفلسطيني تأثيرا واضحا على الموقفين العربي والدولي، وأن هناك شبه اجماع دولي على رفض الصفقة في حال عرض الأمر في الأمم المتحدة، مشيراً الى انه طالما هناك وحدة وطنية فلسطينية ودعم عربي ودولي في تحدي أحادية القرار فإن الصفقة لن تمر.

من جانبه وجه رئيس التنظيم الشعبي الناصري النائب في البرلمان اللبناني اسامة سعد التحية للرئيس محمود عباس على مواقفه المميزة في مواجهة تصفية القضية الفلسطينية.

واكد ان هذه المواقف تعزز نضال الشعب الفلسطيني المتواصل في مواجهة كافة المؤامرات، وأن الشعب الفلسطيني لم يكل او يمل لانتزاع حقوقه في الدولة والقدس والعودة وتقرير المصير.

واشار سعد الى أن انطلاقة الثورة الفلسطينية كانت من اجل تحقيق هذه الأهداف على يد الرئيس الشهيد "ابو عمار" ومن بعده الرئيس محمود عباس والقادة الكبار للثورة.

واكد أن الشعوب العربية لن تخذل القضية وستدافع عنها عندما تتوفر لهذه الشعوب ظروف العدالة الاجتماعية، مؤكداً على العلاقة الأخوية والتاريخية بين الشعبين اللبناني والفلسطيني.

واعتبر سعد أن التطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي يسيء الى نضال الشعب الفلسطيني وشهدائه وجرحاه وأسراه، داعياً النواب اللبنانيين والحكومة اللبنانية الجديدة الى اعادة النظر تجاه اللاجئين الفلسطينيين وواقعهم المعيشي والحياتي في لبنان، والى اقرار الحقوق الانسانية والاجتماعية لهم، نافياً ان تؤدي هذه الحقوق الى توطينهم في لبنان لانها ستعزز النضال الفلسطيني على كل الأصعدة.

بدوره، أكد عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب بلال عبد الله، أن الرئيس محمود عباس استطاع ان يجمع ما تبقى من شتات عربي واقليمي ودولي في هذه اللحظة العصيبة وبناء موقف موحد ليحفظ ماء الوجه للأمة العربية والاسلامية، لأن القضية الفلسطينية كانت وستستمر وستبقى هي جوهر القضية العربية.

ولفت الى حكمة اختيار الرئيس لمفرداته بدقة وعناية لضمان نجاح الاجتماع والخروج بموقف عربي موحد. وشدد على أن خسارة فلسطين تعني خسارة الوحدة العربية، لافتاً الى أن الرئيس محمود نجح في الحصول على موقف عربي جامع بدعم القضية الفلسطينية في وجه المؤامرة الكبيرة المستمرة منذ العام 1948.

ورأى عبد الله أن الأميركي والاسرائيلي استغل الوضع العربي الهزيل ليفرض "صفقة القرن" على الشعب الفلسطيني والاستفراد به وفرض الشروط عليه.