أحيت جمعية الأخوة الفلسطينية التونسية بالتعاون مع بلدية البيرة، يوم الأحد، ذكرى انطلاقة الثورتين الفلسطينية والتونسية.
وقال عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير، والمركزية لحركة فتح عزام الأحمد، نيابة عن الرئيس في الحفل الذي أقيم بمقر البلدية: إننا ونحن نحتفل بالثورة الفلسطينية، نحتفل أيضًا بالثورة التونسية التي تربطنا بها علاقات قوية، وكانوا شركاء لنا.
ولفت الى أن تونس شاركتنا في التحرك السياسي خلال فترة السبعينات، وعندما حوصرنا في بيروت، ذهب الرئيس "أبو مازن" بعد اتفاق مع الراحل "أبو عمار" ليحضر مقر قيادة المنظمة في تونس، ولم يتدخلوا يوما في شؤوننا، وكنا دائما أصحاب القرار.
وأضاف: تشرفت الشهر الماضي بمقابلة الرئيس التونسي قيس بن سعَيد، حيث أكد دعمه للقضية الفلسطينية، وضرورة الالتزام العربي بذلك، كما أنه وبعد فوزه برئاسة بلاده اعتبر أن التطبيع مع اسرائيل خيانة، وأن صفقة القرن هي مظلمة القرن على الشعب الفلسطيني، والقبول بها خيانة".
وتابع: سيتوجه الرئيس محمود عباس الى مجلس الأمن في 11 من الشهر الجاري، ومن حسن حظنا أن تونس تتولى رئاسة هذه الدورة في هذه الفترة نيابة عن المجموعة العربية، ويكفينا أن يقف العالم الى جنبنا لنعزل الولايات المتحدة، ونحن قادرون على عزلها"، مطالبًا الكل الفلسطيني بالتحرك المشترك لإفشال "صفقة القرن".
بدوره، قال السفير التونسي لدى دولة فلسطين الحبيب بن فرح: إنه لشرف عظيم لتونس أن يقترن خلالها الاحتفاء بذكرى الثورة التونسية مع الثورة الفلسطينية العملاقة، وهذا تعبيرٌ آخر من شعب فلسطيني عهدناهُ وفيا لتونس باستمرار، ولعمق العلاقات الأخوية المتميزة بين الشعبين.
ولفت ابن فرح الى المساهمات الشعبية والرسمية لتونسيين كثيرين في مسار الكفاح والنضال دفاعا عن فلسطين وقضيتها العادلة، وتحولهم إلى جزء أصيل وأساسي من المجتمع الفلسطيني عامة والمجتمع المقدسي بالخصوص، أو عبر ارتباط الحركة الوطنية في بلدان المغرب العربي بالحركة الوطنية الفلسطينية بعلاقة وثيقة أيام النضال ضد الاحتلال البريطاني، ومشاركة عدد من التونسيين في الثورة الفلسطينية.
وأضاف: مثلت زيارة الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة إلى فلسطين سنة 1965 وخطابه الشهير في مدينة أريحا حدثا مهما ميّزته دعوته للمناضلين الفلسطينيين إلى اعتماد سياسة المراحل لإدارة معركة التحرر من الاحتلال أُسوة بنجاح هذا المنهج في تجربة التحرر التونسي ضد الاستعمار الفرنسي، وقال إن الثورة التونسية جاءت استجابة لحاجة الشعب التونسي للإطاحة في أقل من أربعة أسابيع بنظام دكتاتوري، ووقف إنحرافات خطيرة شوّهت المبادئ السامية لدولة الاستقلال، والحاجة الملحة لحمايةِ مؤسساتِ تونس ومكاسبها من الفساد والانتقال بها إلى مرحلة "الإستثناء الديمقراطي التونسي".
وأكد أن تونس ستظلَّ سندا وظهيرا وفيا لقضية فلسطين التي ستبقى إحدى أهم ثوابت السياسة الخارجية التونسية منتصرة لفلسطين وشعبها وقضيته العادلة ولحقوقه المشروعة ومؤسساته الشرعية التي يرتضيها في كنفِ الاحترامِ الكامل لخياراته ولقراره الوطني المستقل، وذلك اقتناعا من تونس بواجبِ التضامن الطبيعي بين الأشقاء، وتقديرا منها للتضحيات الجِسام للشعب الفلسطيني من أجل الحرية وحرصا منها على تعميقِ العلاقات الأخوية المتميزة لشعبينا ومزيدِ تطويرِها في كل المجالات.
في هذا السياق، أكد أمين عام الجمعية رافت العجرمي أن انطلاقة الثورة الفلسطينية تزامنت مع الثورة التونسية التي جاءت تعبيرا عن الغضب الشعبي التونسي أملا في التغيير نحو الحرية والكرامة وتبعتها الثورات في البلدان العربية.
وشدد على وقوف الجمعية الى جانب القيادة الفلسطينية في كافة المحافل، وما تواجهه القضية الفلسطينية من مخططات لتصفيتها، وما تسمى بـ"صفقة القرن".
من جانبه، قال نائب رئيس بلدية البيرة جمال شلطف: إننا بحاجة لمثل هذه العلاقات التي تتميز بدعمها لقضيتنا الفلسطينية خاصة في ظل هذه الظروف العصيبة، فهي من احتضنت منظمة التحرير في ثمانينات القرن الماضي، واستشهد على أرضها أبو جهاد، واختلط الدم العربي الفلسطيني والتونسي في واقعة حمام الشط.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها