قالت المملكة العربية السعودية، إن القضية الفلسطينية تظل في قلب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الذي يؤكد دائما سياسة المملكة بأهمية ايجاد الحل الدائم والعادل والشامل للنزاع المستند على مبادئ الشرعية الدولية وقراراتها، وعلى مبادرة السلام العربية وصولا الى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

جاء ذلك على لسان سفير السعودية لدى مصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير أسامة نقلي، في كلمة له أمام الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية الذي عقد بمقر الجامعة العربية اليوم الخميس، على مستوى المندوبين الدائمين برئاسة العراق وبناءً على طلب فلسطين والذي ايدته جميع  الدول العربية وذلك لبحث الخطوات والإجراءات التي يمكن أن تقوم بها الدول العربية إزاء الخطوة غير القانونية التي قامت بها جمهورية البرازيل من خلال فتح مكتب تجارى لها في مدينة القدس كجزء من سفارتها لدى إسرائيل.

وأضاف السفير: "إن المملكة ترى أن أي خطوات أحادية الجانب خارجة عن إطار أسس الحل الشامل ومخالفة لمبادئ وقوانين الشرعية الدولية من شأنها أن تضفي المزيد من التعقيدات على الازمة وإطالة أمدها وتعميق المعاناة الانسانية للشعب الفلسطيني بما في ذلك اي إجراءات تهدف الى تغيير الطابع مدينة القدس او مركزها او تركيبتها الديمغرافية او مكانتها القانونية".

وتابع السفير نقلي: "إن بلاده ستستمر في الدفع بجهود الحل السلمي وفق هذه الأسس كما أنها ستستمر في دعم الجهود الانسانية الرامية الى تخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق بما في ذلك دعم وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الادنى(الاونروا) منوها بما أعلنته المملكة خلال مشاركتها في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها السابقة (74) في تقديم (50) مليون دولار للوكالة، وذلك لتمكينها من القيام بواجباتها الانسانية نحو أشقائنا الفلسطينيين".

كما أكد، أن القضية الفلسطينية تظل قضية المملكة الاولى كما هي قضية العرب والمسلمين الأولى، ودعا المجتمع الدولي الى الاضطلاع بمسؤولياته نحو وضع حد لهذا النزاع وفق أسس الحل العادل والدائم والشامل.

 

ومن جانبه أكد سفير دولة الامارات لدى جمهورية مصر العربية ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية جمعة الجنيبي، رفض بلاده بشدة فتح أي مكاتب أو بعثات رسمية لاي دولة في مدينة القدس باعتبار ان ذلك يعد انتهاكا للوضع القانوني للمدينة وانحيازا للاحتلال الاسرائيلي ،مشددة على انها خطوة ايضا ضارة بعملية السلام .

وقال الجنيبي في كلمته، إن الامارات قامت بإرسال عدة رسائل للدول التي كانت تنوي افتتاح مكاتب لبعثاتها بالقدس بما فيها البرازيل وحثتها على عدم اتخاذ تلك الخطوات التي لن تساعد في تحقيق السلام وإيجاد الحلول اللازمة لتحقيقه.

وأضاف: إننا مع الإجماع العربي في اتخاذ اي إجراء من شأنه الحد من تلك الانتهاكات ومن أجل الحفاظ على حقوق دولة فلسطين والعرب في المدينة المقدسة.

كما طالب الجنيبي، المجتمع الدولي بتنفيذ القرارات الصادرة عن الامم المتحدة وقراراي مجلس الامن والقرارات الصادرة عن القمم العربية بشأن وضع مدينة القدس والقضية الفلسطينية بما يساهم في التوصل الى حل شامل ودائم وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967،  وعاصمتها القدس الشرقية وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

واكد مندوب الإمارات إدانته لقيام جمهورية البرازيل بفتح مكتب تجاري لها في مدينة القدس الذي يعد انتهاكا جديدا لقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي، مؤكدا رفض الامارات القاطع لأية محاولات لانتقاص من السيادة الفلسطينية على القدس، وأدان جميع السياسات والخطط الاسرائيلية غير القانونية التي تسعى لتغيير الواقع وضم المدينة المقدسة وتشويه هويتها العربية وعزلها عن محيطها الفلسطيني.

 

ومن جانبه شدد سفير الكويت بالقاهرة ومندوبها الدائم بالجامعة العربية أحمد البكر، رفضه التام لأي اجراء أو محاولة من شأنها المساس بالوضع القانوني لمدينة القدس، معتبرا ان نقل البعثات الدبلوماسية أو المكاتب الفنية التابعة لها تشكل مخالفة واضحة وصريحة للقرارات الدولية.

ودعا البكر في كلمته الى تكريس الجهود الرامية لإيجاد حل نهائي لعملية السلام في الشرق الأوسط وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وحل الدولتين، مشيرا الى الجهود التي قامت بها الكويت لمحاولة اثناء البرازيل عن هذا القرار، مجددا وقوف الكويت وتضامنها الى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة بما في ذلك حقوقه التاريخية والثابتة بالقدس والتي كفلتها القرارات الدولية والأممية ذات الصلة .

وأكد، دعم الكويت لجميع الخطوات القانونية والسلمية التي تتخذها دولة فلسطين لترسيخ سيادتها على القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة والتمسك بمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية مع التأكيد على خيار السلام العادل والشامل الاستراتيجي للدول العربية .

من جهته قال السفير أحمد التازي مندوب المغرب الدائم لدى جامعة الدول العربية أن رسالة المملكة المغربية واضحة وتتضمن أن إحلال الأمن والسلم وتشجيع الاندماج في منطقة الشرق الأوسط يمر أولا عن طريق تنفيذ قرارات الشرعية الدولية التي اعترفت بحق الفلسطينيين في اقامة دولتهم المستقلة على الأرض الفلسطينية التي احتلتها اسرائيل عام 1967 بما فيها القدس الشرقية .

وأوضح التازي، ان السلام لن يتعزز الا باحترام الوضع القانوني للقدس كما حدده القانون الدولي .

واعتبر السفير مندوب الجزائر لدى الجامعة العربية محند لعجوزي، قرار البرازيل خطوة سلبية بعد الخطوة التي اتخذتها الولايات المتحدة الأمريكية بنقل سفارتها الى القدس، مؤكدا ان هذا القرار يخالف قرارات الأمم المتحدة ومن شأنه تشجيع الاحتلال الاسرائيلي الظالم وتكريس لسياسة الأمر الواقع وتجاهل الشرعية الدولية وعدم احترام القرارات الأممية .

وأضاف لعجوزي، ان هذا القرار سيزيد من توتر الأوضاع في المنطقة ويعرقل مسار احلال السلام والتسوية العادلة المنشودة للقضية الفلسطينية.

وأكد، إدانة الجزائر لهذه الخطوة السلبية المناقضة لقرارات الأمم المتحدة مطالبا البرازيل بمراجعة قرارها المؤسف الذي من شأنه الاضرار بالقضية الفلسطينية .

وطالب مندوب الجزائر المجموعة الدولية بإدانة هذا القرار ورفضه حتى لا يشجع دولا أخرى على الانسياق وراء مثل هذه الخطوات الخاطئة المعاكسة للشرعية الدولية ودعم كل مسعى من شأنه حماية حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وايجاد حل سريع عادل وشامل للقضية الفلسطيني.