تقرير: بسام أبو الرب
تحاول إحدى المسنات جاهدة الوصول إلى باب الساحة وسط البلدة القديمة في نابلس، والتي تتوسطها ساعة السلطان عبد الحميد الأثرية، في محاولة منها ايجاد مقعدا لسماع المدائح الدينية في ذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
"قمرُ سيدنا النبي وجميل..." صدحت أصوات فرقة احباب المصطفى، التي احيت ذكرى المولد النبوي.
قبيل البدء بالحفل، مساء اليوم السبت، كانت عدة الشيخ نظمي الصوفية تدق طبولها في شوارع البلدة، وتسير خلفها جموع من الناس.
المشهد لم يختلف عن الأعوام السابقة، فمشهد الحلوى والمبلس وهي تتطاير في السماء، أصحبت من مظاهر الاحتفالات في المولد النبوي.
مشهد أفواج القادمين في زحمه المسير بين الجموع بقي لساعات.
محافظ نابلس اللواء إبراهيم رمضان خلال مشاركته في الاحتفال، أكد أهمية هذه الذكرى العطرة لما تزرعه في نفوس المؤمنين.
وبينما كانت عدة الشيخ نظمي تسير في شوراع المدينة تدخل البهجة إلى قلوب الحاضرين في طريقتها الصوفية، بطريقة لباسها وأنغام طبولها والأدوات النحاسية، كان أصحاب المحال التجارية يستقبلونها بالحلوى والبخور.
وتتميز مدينة نابلس بالتجانس بين سكانها الذين يعتنقون الديانات السماوية الثلاث، التي يشاركون فيها أعيادهم واحتفالاتهم الدينية.
بالقرب من إحدى شرفات منزل "قائم مقام نابلس" إبان العهد الثماني، حامد شاكر فضلو، المطلة على باب الساحة تجلس مجموعة من النسوة يراقبن ما يدور في المحيط.
ويقول أحد أعضاء فرقة عدة الشيخ نظمي الصوفية التي تتخذ لنفسها زوايا لها كما يسمونها "إن لكل دقة وقرع على الطبول معنى وذكر لله تعالى..".
وابتدأت النهضة الحقيقية للتصوف أيام الناصر صلاح الدين الأيوبي الذي أمر بتوسعة الزوايا والتكايا والخانقة لإعداد المرابطين لتحرير فلسطين وبيت المقدس.
ولا يختلف المشهد على دوار الشهداء عن البلدة القديمة، فما زالت تعج بالزوار والمستوقين "وكأنه يوم وقفة عيد" كما قال أحد المارة.
ويرى أصحاب المحال التجاري في سوق التجار داخل البلدة القديمة (الخان)، أن إحياء ذكرى المولد النبوي فرصة روحانية للمسلمين، وفرصة أيضا لنتعش الحركة التجارية خاصة في بيع الحلويات في المدينة التي تشتهر بكنافتها التي تسقطب الزوار من أنحاء الضفة الغربية والأجانب.
ويحاول النابلسيون ألا يضيعوا المشاركة في ذكرى المولد النبوي، ويحافظون على حضور غالبية الفعاليات التي تستمر لأكثر من يوم، ويهنئنون بعضهم بحلول هذه الذكرى العطرة.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها