الوضع السياسي في اسرائيل يزداد تعقيدا واستعصاء والرئيس الاسرائيلي ريفلين يحاول المستحيل حتى لا تصل الامور إلى حد الانفجار غير المسيطر عليه، ونتائج الانتخابات الاسرائيلية التي جرت في السابع عشر من هذا الشهر زادت المشهد تعقيدا، 55 توجيه لصالح نتيناهو، 54 توجيه لصالح غانتس، لا أحد يملك الأغلبية التي تؤهله لتشكيل الحكومة سوى أن يقبل الحزبان بتشكيل حكومة وحدة وطنية، وحدة بين عدوين، فهل يتنازل أحدهما للآخر في رئاستها؟؟ أم يتوليان رئاستها بالتناوب؟؟ وحين إذن ستكون القائمة المشتركة هي الزعيم للمعارضة داخليا وخارجيا، فهل الحزبان الأكبر يستطيعان التعايش مع ذلك؟؟ وهناك مئات من الأسئلة الأخرى تنفتح بقسوة مخيفة أمام هذا الهيكل الصهيوني المصطنع ربماتتطور إلى حد خراب الهيكل، خاصة أن العامل القوي المؤثر جدا في استقرار الوضع الاسرائيلي وهو أميركا ورئيسها الحالي دونالد ترامب الذي أعطى اسرائيل منذ وصوله إلى البيت الابيض في عام 2016 ما لم يعطه أحد آخر، ولكنه الآن في وضع لا يحسد عليه، فالحزب الديمقراطي الذي يشكل الأغلبية في مجلس النواب يتقدم اكثر نحو اجراءات عزل ترامب، وفي محاولاته للافلات يرتكب أخطاء كبيرة، آخرها الاتصال الذي أجراه مع الرئيس الأوكراني زيلتسكي، وهو اعترف بهذا الاتصال، وفيه تحريص للرئيس الأوكراني على بايدين المرشح الديمقراطي للرئاسة في انتخابات 2020، أي انه أهم منافس لترامب الذي يطمع الى فترة رئاسية ثابتة، فارتكب ضد منافسة بايدين فعل شائن مع رئيس أجنبي ودولة أجنبية، هذا بالاضافة إلى الانزلاقات الخطرة الأخرى خاصة موقفه المعادي للشعب الفلسطيني والهجوم الحاد على مفردات قضيته العظيمة.
ترامب في حالته هذه لا يستطيع أن يهب لنجدة حليفه نتيناهو، وهكذا فالوضع السياسي الداخلي الاسرائيلي مرشح ليزداد تعقيدا وإثارة، وحزب الليكود الذي يرأسه نتنيناهو وكان من المعتقد انه سيتمرد على نتنيناهو الذي أوصله الى التراجع، ولكن ثبت حتى الآن ان الليكود يعاني من فقدان شخصيات مؤهلة للقيادة تقوده بدلا من نتيناهو الذي أوصل سمعة الليكود إلى الحضيض.
الهيكل الصهيوني يهتز بقوة أكثر من أي وقف مضى منذ إنشاء اسرائيل قبل واحد وسبعين عاما على حساب شعبنا الفلسطيني، ولكن هذا الوضع ليس شاذا، فكل هيكل صهيوني سقط في السابق، كان سقوط، بسبب ارتباكات الحياة اليهودية نفسها، ولم يتعرض اليهود الى تجربة صعبة إلا وكان بعضهم متسببا فيها، ومشاركا أول فيها، سواء كانت التجربة سببا أو محرقة أو أي فعل تراجيدي آخر.
نتنيناهو وجد نفسه أمام القيادة الشرعية الفلسطينية وشعبها في وضع مكشوف، واعتمد في السنوات الأخيرة على ترامب في ارتكاب جرائمة البشعة وسباقه المحموم خاصه في قضايا الاستيطان، وتلاحق القوانين العنصرية، سياسات القتل اليومي وهدم البيوت، عمليات تهويد القدس، والدعاية المبالغ فيها عن نجاحات في التطبيع من قبل بعض العرب، ولكن كل ذلك لم ينفع في إخفاء الحقيقة، الهيكل الصهيوني برسم السقوط، ونتائج الانتخابات أول المؤشرات على بداية سقوط هذا الهيكل الصهيوني.
سقوط أول مدماك في الهيكل الصهيوني!!!!
25-09-2019
مشاهدة: 196
يحيى رباح
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها