منحت بلدية بوغوتا، امس الاثنين، الرئيس محمود عباس لقب مواطن شرف. وقد أقيم احتفال مهيب بهذه المناسبة، تحدثت فيه رئيسة البلدية كلارا لوبيز ابريجون عن العلاقات الجيدة الفلسطينية الكولومبية، مرحبة بسيادته.

وبدوره، شكر السيد الرئيس محمود عباس، رئيسة البلدية على منحه لقب مواطن شرف، وقال، في كلمته خلال الاحتفال، 'د.كلارا لوبيز ابريجون، السيد الرئيس، السادة أعضاء مجلس الشيوخ والمجلس البلدي، السيد عميد السلك الدبلوماسي سفير الفاتيكان، السادة السفراء ممثلي البعثات، السادة أعضاء الجاليات العربية السورية والفلسطينية واللبنانية، السادة الحضور، أحدثكم اليوم بصفتي رئيسا للسلطة الوطنية الفلسطينية وبصفتي مواطن في هذه المدينة الكبيرة، وأعبر لك سيدتي كلارا على هذه المنحة العظيمة، وهي مفتاح المدينة والمواطنية في هذه المدينة التي هي شرف كبير لي'.

وأضاف سيادته: 'تربطنا علاقات تاريخية، ساهمت فيها القيم المشتركة للحضارة والديمقراطية والحرية التي يؤمن بها الشعب الكولمبي والشعب الفلسطيني، وتوجت مؤخرا باللقاء الثقافي الثالث الكولومبي العربي الذي نعتز بدور الجاليات فيه، ومهما ابتعدت المسافات بيننا هناك الكثير الكثير الذي يربط بيننا'.

وتابع السيد الرئيس: 'عملنا دائما لنعزز هذه العلاقات ونقويها لأننا وأنتم شعوب محبة للحرية، محبة للسلام، محبة للديمقراطية، ومن هنا أعلن وأقول بصراحة نحن نريد أن نصل إلى حل سياسي يساعد على إقامة دولة فلسطين إلى جانب دولة إسرائيل، لتعيش الدولتان بأمن واستقرار ومن خلال المفاوضات، لا نريد الحروب إطلاقا أن تكون بيننا. ولذلك نحن جادون بهذا الطريق ولن نحيد عنها ولن يضرنا أحد، متطرف أو غير متطرف إلى غير هذا الطريق، وكما قالت الدكتورة ابريجون أن التطرف هو صديق للإحباط، والإحباط هو الذي يأتي بالتطرف، إن السلام سيأتي في القريب العاجل إلى منطقة الشرق الأوسط بين الإسرائيليين والفلسطينيين'.

وقال: 'يؤيد الرئيس سانتوس، وجود حل الدولتين، دولة إسرائيل ودولة فلسطين على حدود 67، وأضاف قبل أيام أن استمرار الاستيطان لا يساعد إطلاقا على السلام وربما يقوض مسار السلام، ولذلك نحن نعرف تماما أن كولومبيا تريد الوصول إلى السلام وتريد أن تحث الأطراف المعنية للوصول إلى هذا السلام'.

وأردف سيادته: 'نحن ذهبنا إلى الأمم المتحدة من أجل الحصول على عضوية هذه المؤسسة العالمية، ونؤكد أن الذهاب إلى الأمم المتحدة لا يتناقض إطلاقا مع المفاوضات، ونحن أعلنا في الـ23 من شهر سبتمبر الماضي أننا موافقون تماما على البيان الذي أصدرته الرباعية بشأن المفاوضات، ونحن جاهزون في أية لحظة للعودة إلى هذه الطاولة في حال موافقة إسرائيل على بيان الرباعية'.

وأضاف سيادته: 'لقد وجد ذهابنا إلى الأمم المتحدة اختلافا بين بعض الدول، وبالذات مع أصدقائنا الأميركان وهذا شيء مشروع، أن نتفق ونختلف في إطار الصداقة، وأن نحل مشاكلنا بطرق ديمقراطية وفي إطار الصداقة، ولذلك هذا الموقف المختلف لم يمنع الرئيس أوباما أن يلتقي بي عشية وجودنا في الأمم المتحدة، ولم يمنع وزير الدفاع الأميركي بانيتا أن يأتي إلى رام الله أيضا لإدامة العلاقة بيننا وبين أميركا'.

وأشار السيد الرئيس إلى أنه 'هناك اتصالات أخرى مع مسؤولين أميركان من أجل الوصول إلى تسوية هذا الخلاف بيننا وبينهم، هناك مجلات واسعة لحل الخلافات وبأبسط الوسائل، بالحوار، بالحديث بالسلام، وليس بأي أسلوب آخر'. وخاطب سيادته د.ابريجون قائلا: ' أنا سعيد بهذا الشرف، آمل أن يأتي يوم قريب إن شاء الله نلتقي في القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية، لنقدم لك مفتاح هذه المدينة المقدسة، وعضوية مدينة القدس كمواطنة فلسطينية، وترين أننا جميعا نريد للأديان الثلاث، اليهودية والمسيحية والإسلامية، أن تعيش بجو من التسامح كما عاشت قرونا طويلة فيما مضى، نريد القدس أن تكون مدينة مفتوحة لكل الأديان، يدخلونها ويخرجون منها بحرية، ولتكون نموذجا للتعبير عن التسامح في العالم أجمع، سيأتي هذا اليوم وستنتهي الحروب وستعيش إسرائيل بجو من السلام، مع جميع الدول العربية والإسلامية، لأن هذه الدول جميعا، 57 دولة، تعهدت أنه في حال وجود السلام ستعترف بدولة إسرائيل، وترفع علم إسرائيل في عواصمها، سيأتي هذا الوقت ونراه جميعا ونحتفل جميعا بالسلام الذي يسود العالم أجمع'.