يُجمِعُ الفلسطينيّونَ على دعْمِ موقفِ رئيسهِم الرّافضِ لما يُسمّى بصَفقَةِ القرن، وهو إجماعٌ يتجاوزَ خطوطَ الانقساماتِ الداخليّةِ الفلسطينيّةِ، وما أكثَرَها، ممّا يُعطي الرئيسَ أبو مازن مساحةً أكبرَ للصُّمودِ أمامَ الضُّغوطِ ومُحاولاتِ الابتزازِ الإقليميّةِ والدّوليّةِ، وما أكثرَها!
للرئيسِ الفلسطينيِّ صفاتٌ عديدةٌ، لكنّ أهمَّ ما يُجْمِعُ عليهِ مُحبّوهُ وخُصومُهُ وأعداؤهُ هو عِنادُهُ بالحقِّ وتمسُّكُهُ بما يقولُ دونَ إعارةِ أدنى انتباهٍ للمُراوَغةِ والنّفاقِ وغَيرِهِما منَ الآفاتِ التي تَتحكّمُ بالسّياسييّنَ يَمينًا وشِمالاً وتَحْكُمُ تصرّفاتِهم. وقد يكونُ هذا العِنادُ أكثرَ ما يُحيّرُ أعداءَهُ وهُمْ يَستخدِمونَ كلَّ ما في جَعبَتهِم منْ أدواتِ التّرهيبِ والمَديحِ لزَحْزَحةِ أبو مازنَ عن "لائهِ" الكبيرةِ في وَجْهِ المَشروعِ الذي يُحاولونَ تَمريرَه، فلا يَجدُونَ في كلِّ مرّةٍ سوى رجلٍ يَتمتْرَسُ خلْفَ مَوقفِ شَعبِهِ، ويُكرّرُ مَقولتَهُ الشّهيرة: هُنا باقونَ! وَلَنْ تَتكرّرَ مأساةُ اللّجوءِ مرّةً أخرى!
لا سَبيلَ لكَسْرِ إرادةِ القائدِ عندَما يكونُ الشّعبُ متراسَهُ ومُستشارَهُ وحِصْنَهُ المنيعَ.. وهذا هو الحالُ الذي يَختصِرُ ساحةَ النّزالِ في معركةِ "صفقةِ القرن": أمريكا وإسرائيلُ وبَعضُ ذوي القُربى منْ جهةٍ، والشّعبُ الفلسطينيُّ ورئيسُهُ العنيدُ بالحقِّ منْ جهةٍ أخرى، كَفّتا ميزانٍ لا مَجالَ لتوازُنِهِما، فما بالُكَ عندما ترى أنَّ كفَّتَنا هي الراجِحَةُ؟
-يُدْرِكُ الرئيسُ أنَّهُ مَدينٌ لشَعْبِهِ بكلّ هذا الدّعْمِ في مواجهةِ الصّلَفِ الأمريكيِّ والإرهابِ الإسرائيليَِ، وفي مرحلةٍ صَعبةٍ ومُعقّدةٍ تتزايدُ كلفَتُها يومًا بعدَ يومٍ.
-يُدْرِكُ الرئيسُ أنَّ شعبَهُ يرضى بنِصْفِ راتبٍ من أجلِ الاحتفاظِ بكاملِ كرامتِهِ الوَطنيّةِ وبوَفائهِ للشّهداءِ والجَرحى والأسرى.
-يُدْرِكُ الرّئيسُ أنَّهُ يَقودُ شَعبًا لا يَحْني هامَتَهُ إلّا للهِ، ولأنّهُ كذلكَ فهوَ مُصِرٌّ على مواصَلةِ مقاوَمتِهِ للمَشروعِ الاستعماريِّ الصهيونيِّ في وَطنِنا فلسطين.
-يُدْرِكُ الرئيسُ أنَّ هذا الشّعْبَ يَستحقُّ مَزيدًا منَ التّفاني والجُهدِ والتّعَبِ والإخلاصِ والصِّدقِ والاحترامِ مِنْ قِبَلِ أولئكَ الذينَ يَتِمُّ تكليفُهُم بالقيامِ بمُهمّةِ خِدْمةِ الشّعبِ ومساعَدتِهِ على الصُّمودِ والثّباتِ في وَطنِه.
*يُدْرِكُ الرئيسُ أبو مازن كلَّ ذلكْ، ويُدْرِكُ أنَّ القادِمَ أصَعبُ، ومِنْ هُنا كانتْ قراراتُهُ بالأمْسِ في مُلاحَقةِ كلِّ الذينَ نكَثوا بالوَعْدِ وحَنَثوا بالقَسَمِ وخانوا الأمانةَ وتطاوَلوا على أموالِ الشّعْبِ الفلسطينيّ.
٢٠-٨-٢٠١٩
رسالة اليوم
رسالة حركيّة يوميّة من إعداد أمين سر حركة "فتح" - إقليم بولندا د.خليل نزّال.
#إعلام_حركة_فتح_لبنان
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها