العيدُ في فلسطينَ هو النفيرُ إلى القدسِ رغمَ أنفِ المحتلّين، فالرّباطُ فيها وذودًا عنها هو الشّرفُ الملازمُ للفلسطينيّ حتى يومِ الدّين.
العيدُ في فلسطينَ هي لحظةُ صمْتٍ وتأمّلٍ في صُوَرِ الشهداءِ، وقراءةُ أسمائهم واحدًا واحدًا، وفي مقدّمتِهم القائدُ الرمز الشهيد أبو عمّار، فلولاهُم لما استطعْنا أنْ نقولَ على الملأ: نحنُ فلسطينيّون.
العيدُ في فلسطينَ هي تجاعيدُ وجوهِ الأمّهاتِ اللائي تكلّلتْ رؤوسُهنَ بالغارِ والشَيْبِ وَهُنّ ينتظِرْنَ عودةَ أبنائهنّ من رحلةِ الأَسرِ الطويلةِ في سجونِ الاحتلال.
العيدُ في فلسطينَ هي قوافلُ من الجرحى الذينَ ينتابُ الواحدَ منّا في حضرَتِهم شعورٌ غريبٌ بالخجلِ لأنّ لهُ ساقانِ أو يدان.
العيدُ في فلسطينَ هم أطفالٌ لا يعرفونَ من وسائلِ التسليةِ وقضاءِ وقتِ الفراغِ سوى الهرولةِ في جنازةِ شهيدٍ أو تَصَيُّدِ جنودِ الاحتلالِ ورَميِهم بلعنةِ الحجارةِ.
العيدُ في فلسطينَ هي الجغرافيا التي تكادُ أنْ تخنقَنا والتاريخُ الذي يملأُ المساحةَ الممتدّةَ ما بينَ خطِّ الأفقِ وقبّةِ السّماءِ، وحاضرٌ يُعلنُ براءتَهُ مِنْ كلَّ المُتثاقلينَ إلى الأرضِ والقابلينَ بهَوانِ العجزِ أو بمذلّةِ الخوف.
العيدُ في فلسطينَ هم فلّاحونَ يحرسونَ أشجارَ الزيتونِ ويحرثونَ الأرضَ وينثرونَ فيها بذورَ الصمودِ ويحصدونَ قمحًا يملأُ الحوصَلةَ الفلسطينيةَ بكلِّ ما يمدُّ رئيسَ فلسطينَ بالقوةِ وهو يقول: ارفعوا رؤوسَكم فأنتمْ فلسطينيون.
العيدُ في فلسطينَ عامِلٌ وموظّفٌ بنِصْفِ راتبٍ وبكرامةٍ مكتملةِ الأبعادِ والتزامٍ وطنيٌّ مضاعَفٌ.
العيدُ في فلسطينَ رجالٌ يحرسونَ أمنَ الناسِ البسطاءِ وآمالَهْم ويجترحونَ منَ صَخرِ المستحيلِ معجزةَ بناءِ أُسسِ وطنٍ حُرٍّ لا يدنّسهُ الاحتلالُ والمستوطِنون.
العيدُ في فلسطينَ هو سرُّ الصمودِ أمامَ الطوفانِ الأمريكيّ، وقدرةُ الرئيسِ أبو مازن على الاستنادِ إلى متراسِ الشعبِ الفلسطينيّ ليقولَ لرئيسِ أمريكا: يخرب بيتَك!
العيدُ في فلسطينَ هي القدْسُ، المسجدُ الأقصى وكنيسةُ القيامةِ، بدايةُ الرحلةِ ومحطّتُها الأخيرةُ، دمٌ ينتصرُ على السّيفِ كلّ يوم، أزقّةٌ ضيّقةٌ لكنّها وسِعتْ في جَنَباتِها كلّ حكاياتِ الأنبياءِ والرُّسلِ والأولياءِ والقديسينَ والشهداء.
*العيدُ هو مَوعدُنا في القُدْسِ، عاصمةِ دولةِ فلسطين.
*يرَونَها بَعيدةً ونراها قريبةً وإنّا لصادِقُون
١١-٨-٢٠١٩
رسالة اليوم
رسالة حركية يومية من إعداد أمين سر حركة "فتح" - إقليم بولند د.خليل نزّال.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها