هاجم رئيس الموساد الأسبق، شبتاي شَفيط، رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، واليمين المتطرف، وذلك خلال مقابلة أجرتها معه صحيفة "معاريف"، ونشرت مقاطع منها وستنشرها كاملة، غدا. ووفقا للصحيفة، فإن شفيط يبذل جهودا من أجل إبعاد نتنياهو عن رئاسة الحكومة، وأنه في نهاية الأمر ينبغي حل الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني.

وقال شفيط، الذي ترأس الموساد في الأعوام 1989 – 1996، إنه "طوال حياتي المهنية كنت في الجانب المقاتل، رغم أن الموساد كان ضالعا في اتفاقيتي السلام اللتين وقعناهما مع مصر والأردن، ما يعني أنه لم يكلف بمواضيع الصراع فقط، وإنما حاول رصد اتجاهات معاكسة أيضا". وأشار إلى أن "هذا سلام صامد، حتى خلال الفترة القصيرة التي حكم خلالها في مصر رئيس من الإخوان المسلمين، ولم يخرقه وبقي مخلصا له".

وأضاف شفيط أنه "اليوم، بالإمكان القول إنه في بداية التسعينيات التقيت مع زعماء عرب في الشرق الأوسط وزرت عددا من الدول. وقد عرفنا دائما استغلال أوضاع سياسية توجد فيها لقاء مصالح بيننا وبين دولة عربية، لكن العلاقات السرية ليست مثل اتفاق سلام موقع، علاقات دبلوماسية واتفاقيات تجارية. فهل ما يمكن فعله مع الأردن ومصر، لا يمكن فعله مع الفلسطينيين؟".  

واعتبر شفيط أن الكثيرين بين 100 ألف مستوطن الذين يقطنون في مستوطنات تقع خارج الكتل الاستيطانية في الضفة الغربية سيوافقون على إخلاء أنفسهم "بشروط ملائمة"، لكنه أضاف متحفظا أنه "لا شك في أنه توجد في يهودا والسامرة قوة إيمانية، وحتى خلاصية، وبالنسبة لهذا التواجد في يهودا والسامرة هو أمر الرب. وأنا أحتقرهم، لأن هذه ليست اليهودية الحقيقية".

وتابع في رد على سؤال بأن لعضو الكنيست بتسلئيل سموتريتش، من اتحاد أحزاب اليمين المتطرف، قوة سياسية، "هل أنت مستعد للعيش في دولة إسرائيل التي يصفها؟ أنا لن أبقى دقيقة واحدة في إسرائيل التي يصفها سموتريتش".  

وأردف شفيط أن "الحرب التي أخوضها ليست ضد سموتريتش، وإنما ضد حزب الليكود برئاسة نتنياهو. وناخبيه هم أناس بلا رأي وبلا إدراك. وقاعدته السياسية هم أناس الذين عتبة معاييرهم لا تزيد عن ارتفاع العشب".

وعقب نتنياهو على تصريحات شفيط ضده، وقال إنه "وصفونا بالرعاع وأننا نقبل التعويذات وأننا ’بوطات’ والآن نحن ’أناس بلا رأي’. لا توجد حدود لاستعلاء اليسار على ناخبي الليكود. وردنا سيكون في صندوق الاقتراع".  

وفي أعقاب ذلك، قال شفيط لإذاعة الجيش الإسرائيلي إنه "أذكر أنني قلت الجملة الأخيرة ولا أنفي ذلك. وقد تحدثت عن معادلة القيادة والأخلاق، وعبرت عن رأيي الذي بموجبه لا يمكن الجسر بين هذين النقيضين. وهذه معضلة لا يمكن لأي رجل أخلاق حقيقي أن يتقبل قيادة بمستوى أخلاقي متدني جدا. لقد قلت إن من يصوت لزعيم، الذي حسب مبادئي والمبادئ التي ينبغي أن تكون لدى أي شخص في دولة متقدمة... إذا اتخذ هذا القرار (التصويت لنتنياهو)، فإن ثمة عيبا في أخلاقه".