اتهم وزير الدفاع الأميركي بالإنابة باتريك شاناهان، الصين بالمسؤولية عن الأنشطة التي تزعزع الاستقرار في آسيا، ودعا حلفاء واشنطن الآسيويين إلى زيادة الإنفاق العسكري، كما ندد بجهود الصين بما أسماه "سرقة التكنولوجيا" من الدول الأخرى، واعتبر شركة الاتصالات "هواوي" مقربة جدا من الحكومة الصينية بما يجعل من الصعب الثقة بها.
ودعا شاناهان في كلمة تناولت موضوعات شتى أمام وزراء دفاع إقليميين في منتدى شانغري-لا الأمني في سنغافورة، الحلفاء الآسيويين إلى زيادة إنفاقهم الدفاعي في الوقت الذي شدد فيه على التزام الولايات المتحدة بالمنطقة.
ولم يحدد شاناهان الصين بالاسم عندما وجه اتهامات "لعناصر" بزعزعة استقرار المنطقة.
وقال: "شاناهان في أول كلمة رئيسية له منذ توليه منصبه وزيرا للدفاع بالإنابة في كانون الثاني/ يناير ربما يأتي أكبر تهديد على المدى الطويل للمصالح الحيوية لدول هذه المنطقة من عناصر تسعى لتقويض النظام الدولي القائم على قواعد بدلا من تعزيزه".
وقال: "شاناهان إن من مصلحة الصين وجود علاقة بناءة مع الولايات المتحدة".
وأضاف: "إلى أن تفعل ذلك فإننا نعترض على الرؤية قصيرة النظر وضيقة الأفق للمستقبل ونؤيد النظام الحر والمفتوح الذي يفيدنا جميعا بما في ذلك الصين".
كما ندد شاناهان بجهود الصين لسرقة التكنولوجيا من الدول الأخرى، وعسكرة المواقع الاستيطانية الصناعية ببحر الصين الجنوبي، ووصفها بأنها "مجموعة أدوات للإكراه" قائلا: "ان سلوك بكين السيئ يجب أن ينتهي".
وخلط شاناهان في أول خطاب رئيسي له الانتقادات الحادة للصين والتحذيرات من تهديد كوريا الشمالية "غير العادي" وتعهد بأن تبقى الولايات المتحدة ملتزمة بقوة بمنطقة الهند والمحيط الهادئ ومستعدة لاستثمار مليارات الدولارات في تأمين استقرارها.
في حين أنه لم يذكر الصين على وجه التحديد في الأجزاء المبكرة من خطابه، فقد أوضح من كان هدفه، وأشار إلى حملة بكين لوضع أنظمة أسلحة متطورة على جزر متنازع عليها في المنطقة.
وقال شاناهان: "إذا استمرت هذه الاتجاهات في هذه السلوكيات، فقد تصبح السمات المصطنعة في المشاعات العالمية عديمة الفائدة. قد تصبح السيادة حكرا على الأقوياء".
وأعلن أيضا أن عملاق الاتصالات هواوي "مقرب جدا" من حكومة الصينية، ما يجعل من الصعب الثقة بهذه الشركة في أوج النزاع التجاري المتصاعد بين واشنطن وبكين.
وقال شاناهان أمام مؤتمر للدفاع والأمن في سنغافورة إن "اندماج الشركات المدنية بالجيش وثيق جدا. الصين لديها سياسات وقوانين وطنية تحتم تشارك البيانات".
وأضاف: "عندما أنظر إلى هذا الوضع، هناك مخاطرة كبيرة ... لا يمكن الوثوق بأن تلك الشبكات ستكون محمية".
جاءت تصريحات شاناهان في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات بين الولايات المتحدة والصين حربا تجارية متصاعدة، كما فرضت عقوبات الشهر الماضي على شركة "هواوي"، وأدرجت على "قائمة الكيانات" لأسباب تتعلق بالأمن القومي تمنعها من الحصول على مركبات أميركية الصنع لمعداتها، ومنحت مهلة 90 يوما قبل بدء تطبيق الحظر.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها