على أثر الممارسات اللاإنسانية التي تمارسها المؤسسة العسكرية الإسرائيلية ضد رافض التجنيد الإجباري كمال زيدان، قدّم المحامي يامن زيدان، اليوم الخميس، التماسا تمهيديا ضد التعذيب النفسي والجسدي وضد شروط الاعتقال اللاإنسانية التي تمارسها السلطة العسكرية في السجن العسكري "عتليت" بحق كمال زيدان والرافضين للخدمة العسكرية من أبناء شعبنا بأراضي العام 48.
وقد قدّم المحامي يامن زيدان، هذا الالتماس التمهيدي لكل من النيابة العسكرية والنيابة العامة، كما قدّم شكوى للجنة مناهضة التعذيب إضافة الى شكوى لوحدة الشكاوى ضد عناصر الجيش ضد ضابطين من سجاني السجن العسكري المدعوان "دانييل حين" و "يارين هراري".
وأكّد المحامي زيدان، أن هذه الخطوات لا تعني، أبدًا، الرهان على عدل المؤسسات الاسرائيلية وإنما تدخل هذه الخطوات ضمن الحاجة في استنفاذ الآليات المتاحة أمامنا وتهدف في الدرجة الأولى الى فضح وكشف زيف إجراءات هذه المؤسسات.
وكان المحامي يامن زيدان قد زار كمال، يوم أمس، في سجن "عتليت" العسكري المعروف باسم "السجن رقم 6"، بعد وصول معلومات تفيد بأن إدارة السجن أنزلت على كمال عقوبة العزل الانفرادي في الزنازين.
وخلال زيارة المحامي يامن زيدان للرافض كمال، تبين أن عقوبة العزل جاءت جراء رفض كمال الانصياع لأوامر السجانين ورفضه إلقاء التحية لضابط السجن، إذ قال لهم: "أرفض أداء التحية العسكرية للضابط لأنني لست جنديًا، ولن أصبح جنديًا، وأطلب أن لا تتعاملوا معي كجندي بل كأسير."
وبعد موقفه هذا، قامت إدارة السجن بزجّ كمال، ابن الثامنة عشرة، في العزل الانفرادي بشكل غير قانوني، في ظروف غير إنسانية، وبدأت بممارسة الضغط النفسي والجسدي علي.
وفور دخول كمال للعزل الانفرادي، أعلن إضرابه عن الطعام، حيث أعاد خمس وجبات حتى الآن.
ولدى سؤال ضابط السجن لكمال عن سبب إضرابه، قال إنه يضرب أسوة ببقية الأسرى في سجون الاحتلال، فكمال، بسبب عزله وانقطاعه التام عن العالم الخارجي بسبب فعل إدارة السجن، لم يكن يعلم أن الأسرى قد انتصروا في معركتهم، وأنهوا إضرابهم، وبعد إعلامه بذلك، قرر أن يستمر بإضرابه احتجاجًا على ظروف اعتقاله.
وعن شروط اعتقاله في العزل الانفرادي، قال كمال إنهم منعوا عنه حيازة غطاء للنوم ومنعوا عنه حيازة مخدة، كما أنهم يمنعونه من الاستلقاء على السرير خلال ساعات النهار، وإذا فعل ذلك، فإنهم يسلبوه راحته ويصادروا فراشه.
وأضاف كمال أنهم عزلوه في غرفة مزودة بكاميرات للمراقبة وأنهم منعوه من ممارسة تمارينه الرياضية التي اعتاد عليها داخل غرفة العزل، كما أنهم يرفضون إطفاء النور ليلًا ليمنعوه من النوم.
وأضاف أنه منذ بداية عقوبة العزل حتى الآن، قام مدير السجن وضباط آخرون بدخول الزنزانة ست مرات محاولين ثنيه عن قراره برفض الخدمة. وقد تم تقييد يديه للخلف ثلاث مرات عندما رفض أن يضع يديه خلف ظهره خلال حديث الضابط معه.
وأضاف كمال، أنه خلال تواجده لساعات قليلة في "القسم ب" في سجن "عتليت"، صادف 15 شابًا من العرب الدروز يقضون محكومياتهم لرفضهم التجند.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها