كشف محمود العالول عضو اللجنة المركزية لحركة فتح أنه تم تشكيل لجنة لدراسة الوضع الفلسطيني قانونيا لتعيين نائب للرئيس محمود عباس، مشددا على أنه ليس بالضرورة أن يكون نائب الرئيس من حركة فتح.

وحسب العالول، فإن هناك لجنة مشكلة من أعضاء مركزية فتح تعكف حاليا على دراسة الوضع القانوني لتعيين نائب للرئيس الفلسطيني، وقال ‘المسألة مطروحة، وهناك لجنة شكلت من أجل دراسة الأمر، وتطويعه قانونيا ، أي دراسة المسألة قانونيا’.

ومن المعلوم أن تعيين نائب لرئيس السلطة الفلسطينية يحتاج لإحداث تغيير في القانون الأساسي الفلسطيني الذي يعتبر بمثابة الدستور، وذلك من خلال المجلس التشريعي الفلسطيني، إلا أنه بسبب تعطل عمل التشريعي لجأ عباس لإصدار مراسيم رئاسية بشأن القضايا الوطنية المطروحة في ظل تعطل المجلس الذي تسيطر عليه حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ منتصف عام 2007 .

وفيما لم يكشف العالول عن أسماء اللجنة أنه ليس بالضرورة أن يكون نائب الرئيس من حركة فتح، وقال لـ ‘القدس العربي’: ‘نحن نتحدث عن نائب رئيس للسلطة الفلسطينية، وليس بالضرورة أن يكون من حركة فتح’.

ويأتي التحرك داخل فتح لتعيين نائب لعباس في ظل وجود اعتقاد فلسطيني بأن العام الجاري سيكون حاسما في مصير القضية الفلسطينية، خاصة وأن هناك مشروعا أمريكيا يعتزم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري طرحه لتحقيق السلام بالمنطقة على أساسه، في حين أن المعطيات الإسرائيلية على أرض الواقع لا تبشر بإمكانية إحداث اختراق على صعيد العملية السلمية، الأمر الذي يدفع الجانب الفلسطيني لدراسة خياراته في حال فشل المفاوضات السلمية التي جرى استئنافها بنهاية تموز الماضي وتستمر لغاية نهاية نيسان/ابريل القادم.

وفي ظل التحسب الفلسطيني لفشل المفاوضات شدد العالول على أن التحرك الفلسطيني بالمسار السياسي نحو الأمم المتحدة سيستمر، إلى جانب المقاومة الشعبية السلمية كونها الخيار المواتي للمرحلة القادمة، إذا ما فشلت جهود كيري وخطته المرتقبة.

وبشأن المنتظر فلسطينيا من وزير الخارجية الأمريكي جون كيري وخطته المرتقبة لتكون أساسا للوصول للسلام مع إسرائيل، قال: ‘بغض النظر عما سيقدمه كيري ، نحن أبلغناه سلفا بالقضايا التي من الممكن أن نقبلها، وأبلغناه بالنقاط التي لا يمكن قبولها ، وقلنا له بوضوح بأننا لا يمكن على الإطلاق أن نقبل أفكارا لا تشتمل على أن القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية، ولا يمكن أبدا أن نقبل أن الأغوار ليست جزءا من الأراضي الفلسطينية ، ولا يمكن لنا أن نقبل بأفكار لها علاقة بيهودية إسرائيل، ولا يمكن أن نقبل أفكارا لا تشتمل على حق عودة اللاجئين الفلسطينيين حسب قرارات الشرعية الدولية، ولا يمكن أن نقبل أفكارا تعطي الحق لأي جندي إسرائيلي بالبقاء على أرض الدولة الفلسطينية’.

وتابع قائلا: ‘المهم ليست الأفكار التي سيقدمها كيري ، المهم الطرف الآخر وهو الطرف الإسرائيلي، عليك أن تقرأ الرسالة من عنوانها، وعنوان الرسالة أن مواقف هذا العدو المحتل السياسية هي مواقف عنصرية تتناقض مع الحق الفلسطيني، وممارساته الميدانية بشكل عام هي انتهاك دائم لحقوق الشعب الفلسطيني، سواء من تهويد للقدس أو تهويد لمناطق الأغوار أو القتل اليومي لأبنائنا ومصادرة الأرض وتوسيع الإستيطان، كل هذا يشكل عنوان الرسالة التي تؤكد بأن هذا العدو ليس معنيا لا بأفكار إطار ولا معنيا بالسلام’.

وردا على سؤال: أين المفر الفلسطيني في ظل تواصل التنكر الإسرائيلي لحقوق الشعب الفلسطيني وفشل المفاوضات؟ قال العالول: ‘خيارنا هو الصمود في هذه الأرض، ولدينا استراتيجية للمرحلة القادمة لها علاقة باستمرار العمل السياسي لمحاصرة وعزل السياسة الإسرائيلية في العالم، والصمود الميداني، ومقاومة التهديدات الإسرائيلية’، مشددا على أن الأسلوب النضالي الأفضل فلسطينيا في المرحلة القادمة هو المقاومة الشعبية السلمية في وجه الإحتلال بعيدا عن أي مظاهر مسلحة.

وبشأن ‘اللغط’ الذي أثير مؤخرا بشأن إسقاط حركة فتح الكفاح المسلح من برنامجها لمقاومة الإحتلال الإسرائيلي، قال العالول: ‘هذا اللغط غير صحيح على الإطلاق، حركة فتح في برنامجها السياسي، وفي المؤتمر الأخير أقرت وقالت بأن المقاومة بكل أشكالها حق مشروع للشعوب المحتلة في مواجهة محتلها، ولذلك لم نسقط أي شكل من أشكال المقاومة، ولكن المسألة بالنسبة لنا هي أنه لكل مرحلة الشكل المواتي للمقاومة، ونحن ليس لدينا خيارات على الإطلاق إلا مقاومة هذا المحتل وبالشكل الذي تتطلبه المرحلة، والآن في هذه المرحلة، المقاومة الشعبية هي الشكل المواتي ، وفي كل مرحلة سندرس ما هو الشكل النضالي المواتي لها’.

ونوه إلى تجربة النشطاء الفلسطينيين مؤخرا وبمشاركته بإقامة قرية ‘عين حجلة’ المدمرة بالأغوار في إطار التصدي الفلسطيني للتطهير العرقي الذي تمارسه إسرائيل بالأغوار ضد الوجود الفلسطيني بهدف بسط السيطرة الإسرائيلية على تلك المنطقة .

وأضاف ‘هذا شكل من أشكال المقاومة الشعبية التي بإمكانها أن تجعل الإحتلال مكلف من خلال إبقاء جيشه مستنفرا ومحاصرا وقلقا ، وهذا هدف من أهداف المقاومة الشعبية ، إضافة الى أن قرية عين حجلة التي أقمناها بالأغوار في مواجهة الإستيطان تحمل رسالة سياسية تم توصيلها للإحتلال ، وهي أننا سنبقي الضوء مسلطا سياسيا على الأغوار كما هو مسلط على القدس′.

وشدد على أن إقامة قريتي العودة وعين حجلة بالأغوار في الآونة الأخيرة واستمرار الفلسطينيين بالتواجد بقرية عين حجلة وأداء صلاة الجمعة بها اليوم هي رسالة واضحة بأن الشعب الفلسطيني لديه الجاهزية للدفاع عن أرضه وحمايتها.

وكان مفتي الديار الفلسطينية وخطيب المسجد الأقصى الشيخ محمد حسن طالب الفلسطينيين أعلن التوجه اليوم لقرية عين حجلة التي أقيمت بالأغوار لمواجهة الاستيطان الإسرائيلي لأداء صلاة الجمعة بها، حيث أوضح أنه سيلقي خطبة الجمعة في صفوف المصلين بتلك القرية.

ومن جهته أوضح العالول لـ’القدس العربي’ بأن منطقة الأغوار لن تكون هادئة كما كان الوضع في المرحلة الماضية، بل ستشهد اندفاعا فلسطينيا نحوها والإقامة بها ضمن قرى تقام هناك واستصلاحها والتواجد بها بشكل مستمر كونها أرض فلسطينية محتلة عام 1967 مثلها مثل القدس الشرقية وباقي أراضي الضفة الغربية.

وأكد أن الأغوار الفلسطينية تتعرض لتطهير عرقي للفلسطينيين من قبل الإحتلال الإسرائيلي، متابعا ‘هناك تركيز من قبل الإحتلال على الأغوار، وهناك محاولات لمصادرة الأراضي وتهجير السكان من خلال منعهم من البناء في حين يتم استهداف مساكنهم’ البدائية وهدمها خاصة وأن معظم سكان الأغوار يعتمدون في حياتهم اليومية على رعي المواشي والزراعة.

وشدد العالول على أن إقامة قرية عين حجلة الجمعة الماضي في منطقة الأغوار المهددة بالإستيطان والمصادرة واستمرار تدفق المواطنين من معظم مناطق الضفة الغربية على تلك القرية التي تم إعادة إقامتها رغم أنها مدمرة من قبل الإحتلال الإسرائيلي منذ عام 1967 ، تشير الى أن الشعب الفلسطيني كسر حاجز الخوف من الإحتلال وحواجزه العسكرية التي اجتازها الكثير من الشباب الفلسطيني للوصول لتلك القرية لمواجهة الإستيطان والمخططات الإسرائيلية بالإستيلاء على الأغوار. وأشار الى أن الإحتلال الإسرائيلي يفرض حصارا مشددا على قرية عين حجلة التي أقيمت بالأغوار في إطار التصدي الفلسطيني للإستيطان الإسرائيلي، منوها الى أن الشباب الفلسطيني اجتاز ذلك الحصار واستطاع إدخال المياه والطعام لسكان تلك القرية رغم الحصار الإسرائيلي المفروض عليها وقطع الإحتلال المياه عن سكانها.

وعلى صعيد المصالحة مع حركة حماس أوضح العالول أن أجواء إيجابية سادت خلال الفترة الماضية بشأن إمكانية إحداث اختراق الا أن حماس طلبت فترة من الزمن للتشاور في ظل وجود خلافات داخلها على حد قوله.

وأضاف العالول قائلا ‘كان هناك أمل خلال الفترة الماضية ولكن الأخوة بحماس طلبوا مهلة للدراسة ، للخروج برأي موحد لديهم لأن هناك خلافات لديهم، ونحن ننتظر حتى الآن’.