اختتم وفد منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير، والمركزية لحركة "فتح" عزام الأحمد صباح اليوم الجمعة زيارته إلى سوريا.
ويضم وفد المنظمة كلا من عضو اللجنة التنفيذية، رئيس دائرة شؤون اللاجئين أحمد أبو هولي، و عضو اللجنة التنفيذية واصل أبو يوسف، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح سمير الرفاعي، وسفير دولة فلسطين لدى بيروت أشرف دبور، وسفير دولة فلسطين لدى دمشق محمود الخالدي، ومدير الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية السفير أنور عبد الهادي.
وقال أبو هولي، في بيان صحفي صادر عنه اليوم الجمعة، إن الوفد خلال زيارته إلى سوريا التي استمرت لثلاثة أيام بحث خلال لقائه مع المسؤولين السوريين العلاقات التاريخية بين الشعبين والبلدين الشقيين، إلى جانب أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في سوريا وآليات إعادة تأهيل وبناء المخيمات الفلسطينية في سوريا بخاصة مخيم اليرموك المدمر.
وكشف النقاب عن أن مجلس الوزراء السوري أخذ قرارا بإعادة تنظيم منطقة مخيم اليرموك، وجوبر برزة القابون بما يتناسب مع الواقع.
وأشار أبو هولي إلى أن المسؤولين السوريين خلال اللقاءات التي عقدت معهم أكدوا أنهم ملتزمون بتوفير احتياجات ومتطلبات مخيم اليرموك وتسهيل إعادة النازحين من أهاليه، وأن إعادة اعمار وتأهيل مخيم اليرموك من أولويات الحكومة السورية.
ولفت إلى أن وفد المنظمة قدم لرئيس الوزراء السوري وزير الداخلية، وللمسؤولين السورين قائمة بأسماء المفقودين من أبناء شعبنا في سوريا، كاشفا أن المسؤولين السوريين وعدوا بمتابعة ملف المفقودين وبموافاتنا بكل جديد بخصوصه.
وقال أبو هولي: "إن وفد المنظمة ضمن برنامجه قام بزيارة ميدانية لمخيم اليرموك وقام بتفقده واطلع على أوضاع أهالي المخيم واللقاء معهم والاستماع إلى مشاكلهم واحتياجاتهم، لافتا إلى أن الوفد أكد لهم أن قضيتهم على سلم أولويات القيادة الفلسطينية وتحظى باهتمام ومتابعة رئيس دولة فلسطين محمود عباس، وأن منظمة التحرير ستتواصل مع المسؤولين السوريين لمعالجة كافة قضاياهم وفي المقدمة منها إعادة إعمار المخيم وعودة الحياة إليه ولكافة المخيمات والتجمعات الفلسطينية في سوريا، كما زار الوفد مقبرة الشهداء ووضع أكليلاً من الزهور باسم الرئيس محمود عباس على النصب التذكاري للشهداء".
وأضاف: "إن وفد المنظمة التقى بالفصائل الفلسطينية في سوريا وبحث مع ممثليها سبل معالجة قضايا اللاجئين في سوريا والعمل على تخفيف معاناتهم وتعزيز صمودهم، كما أطلع الوفد الفصائل على نتائج لقاءاته مع المسؤولين السوريين، وبخاصة فيما يتعلق بإعادة إعمار مخيم اليرموك وإعادة اللاجئين إلى مخيماتهم التي نزحوا منها سابقا.
وأشار أبو هولي إلى أن رئيس وفد المنظمة عزام الأحمد أطلع المسؤولين السوريين على تحركات القيادة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس على كافة الصعد المحلية والإقليمية والدولية من أجل تعزيز صمود الشعب الفلسطيني في أرض وطنه ومحاصرة التحركات والمخططات الأميركية الإسرائيلية، للالتفاف على قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية تحت مسميات مختلفة سواء ما سمي بصفقة القرن التي تريد تصفية القضية الفلسطينية من خلال الموقف الأميركي تجاه القدس وقضية اللاجئين الفلسطينيين أو ما سمي بالحل الإنساني في قطاع غزة في الوقت الذي تستمر فيه الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة بإغلاق معبر كرم أبو سالم وتشديد الحصار البحري على الصيادين.
وأوضح أن الأحمد أكد أن القيادة الفلسطينية مستمرة في قطع اتصالاتها السياسية مع الإدارة الأميركية المنحازة بالمطلق إلى الجانب الإسرائيلي، ومتمسكة بالبرنامج الوطني الفلسطيني وقرارات الأمم المتحدة من أجل إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على الأراضي المحتلة عام 1967 وعاصمتها الأبدية القدس.
وأكد أبو هولي: "أن الأحمد عبر عن الارتياح الفلسطيني لتطور الأوضاع في سورية الشقيقة وآخرها ما تم الاتفاق عليه في منطقة جنوب غرب سورية على طريق الحل السياسي الكامل بما يحفظ وحدة سورية أرضاً وشعباً، وسيادتها ووقف التدخلات في شؤونها الداخلية".
وأضاف الأحمد، حسب بيان أبو هولي، "إننا في الوطن على علم ويقين أن المواطن الفلسطيني في سورية هو سوري ويعامل نفس المعاملة ولا فرق بينهما، وشدد على رمزية المخيمات الفلسطينية وأنها مكان إقامة مؤقت لحين عودة اللاجئين إلى وطنهم، وأن ما لحق بالمخيمات الفلسطينية من دمار وعلى رأسها مخيم اليرموك في ظل الأزمة السورية بسبب تواجد الجماعات المسلحة داخلها، وأن ذلك هو أحد أهداف الربيع العربي وصفقة القرن لتصفية قضية اللاجئين والقضية الفلسطينية".
وأفاد أبو هولي بأن المسؤولين السوريين أكدوا لوفد لمنظمة مجددا موقف سورية الثابت والداعم للشعب الفلسطيني ونضاله بقيادة ممثله الشرعي والوحيد منظمة التحرير الفلسطينية من أجل تحقيق طموحاته في الحرية والاستقلال وتجسيد قرارات الشرعية الدولية في تحقيق السيادة الكاملة لدولة فلسطين على أراضيها المحتلة والقدس عاصمتها وعودة اللاجئين إلى ديارهم ووطنهم، وأن سورية لا تزال تعتبر القضية الفلسطينية قضية العرب المركزية وأن هذا الموقف ثابت على الرغم من كل التحديات التي واجهتها سورية خلال سنوات الأزمة التي مرت بها.
كما أكد المسؤولون السوريون أن الهموم السورية لم ولن تجعل سوريا تبتعد عن مساندة الموقف الفلسطيني في التصدي لصفقة القرن، وعبروا عن ارتياح سوريا، حكومة وشعبا، لموقف الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية في مواجهة المخاطر التي تتعرض لها القضية الفلسطينية.
يشار إلى أن وفد منظمة التحرير الفلسطينية التقى مع رئيس الوزراء السوري عماد خميس، ووزير الداخلية اللواء محمد الشعار، ووزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل السورية ريمة قادري، ونائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها