رفضت عائلة الشهيد محمود زعل عودة من بلدة قصرة جنوب نابلس، قرار نيابة الاحتلال بعدم تقديم لائحة اتهام ضد مستوطنين اثنين قتلا ابنها مطلع كانون أول الماضي.

وكان مستوطنان قتلا عودة (46عاما)، عندما أطلقا عليه النار من مسافة تقدر ب 40 مترا.

بعد قرار نيابة الاحتلال، لم يجد نجله عوض الذي كان برفقته خلال إطلاق النار عليه، كلمات يقولها سوى "القضاء والمستوطنين والجيش، كلهم متفقون مع بعضهم".

وأضاف عوض (23 عاما ) لوكالة "وفا"، انه حوالي السابعة والنصف من صباح الثلاثين من تشرين ثاني العام الماضي، توجهت برفقة والدي لفلاحة الأرض، بعد ذلك بساعة توجهت إلى المنزل لإحضار الفطور وبقية أفراد العائلة".

وأوضح" ما أن وصلت المنزل حتى تلقيت اتصالا من والدي يفيد بان المستوطنين يهاجمونه".

وتابع "أخبرت أهالي القرية أن هناك جدلا بين والدي والمستوطن الذي طلب منه الرحيل عن الأرض".

وقال عوض، أن والده رفض مغادرة الأرض والامتناع عن القيام بالعمل اليومي الذي يقوم به وهو فلاحة الأرض.

وأشار إلى أن المستوطن أطلق أول رصاصة بالهواء، عقب رفض الوالد مغادرة الأرض، وبعدها بدقائق أطلق رصاصة ثانية من مسافة نحو 40 مترا استقرت في صدر الشهيد.

وقال " والدي لم يستهدف أحدا من المستوطنين بالحجارة، كما يدعي الاحتلال ".

عبد العظيم وادي الناشط في لجان المقاومة الشعبية في قصرة، اعتبر قرار النيابة الإسرائيلية" عنصري ومتطرف ".

وقال وادي " الاحتلال لا يدين القتلة(...). الدليل أن ملف الشهيد عصام بدران الذي استشهد في العام 2011 أغلق ضد مجهول، وتعود محاكم الاحتلال لتبرئة قتلة محمود عودة بحجة الدفاع عن النفس".

وأضاف "الشهيد عودة من أفضل المزارعين، وكان متواجدا في أرضه عندما هاجمه مجموعة من المستوطنين، أطلق احدهم الرصاص وقع أرضا على أثرها وفارق الحياة".

وتابع " قوات الاحتلال اعتقلت 29 مواطنا من البلدة عقب حادثة استشهاد عودة، وكل لوائح الاتهام والتحقيق معهم لدينا نسخه عنها، ولم تتضمن حرفا بان الشهيد كان مسلحا أو يلقي الحجارة صوب المستوطنين".

وما زال أربعة من سكان القرية محتجزين في سجن مجدو، ومن بينهم شقيقي إبراهيم وادي الموجه له تهم كثيرة.

وقال وادي" ان المستوطن اعترف انه أطلق النار على الشهيد عودة، بحجة إلقاء الحجارة عليه".

ووصف قرار نيابة الاحتلال بانه " قتل للشهيد عودة مرة أخرى، فمن حق العائلة ومطالبها محاكمة القاتل، والحصول على تعويض".

وقال مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة الغربية، غسان دغلس، ان" قرارات المحاكم الإسرائيلية، وتبرئتها المستوطنين القتلة، يعطي ضوء اخضر للممارسة المزيد مكن العنف والقتل بحق الفلسطينيين".

وأضاف "يوم امس استهدف المستوطنون المواطن تيسر النوري من بلدة حوارة وأصابوه بجروح خطيرة. هناك ثمانية كسور في فكه ورقبته نقل على إثرها إلى المستشفى الاستشاري برام الله، وهذه المرة الثانية التي يصاب فيها خلال عمله في أرضه".

وتابع " إن اعتداءات المستوطنين في تصاعد، وهم يهاجمون الفلسطينيين بهدف القتل، في ظل غياب رادع لهم".