رام الله -

أحيى الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، مساء اليوم الأحد، الذكرى الأربعين للراحلة جميلة صيدم 'أم صبري'، في حفل أقيم في مسرح سينماتك القصبة برام الله.

وحضر التأبين أمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم، وعدد من أعضاء اللجنة المركزية، والمجلس الثوري لحركة فتح، وعدد من المحافظين والوزراء والمسؤولين، وأعضاء من المجلس التشريعي، وشخصيات سياسية وثقافية، وحضور كبير.

وأعلن نجل الفقيدة، مستشار الرئيس محمود عباس لشؤون تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، صبري صيدم، عن إطلاق حملة تعليمية لأبناء فلسطين من كل المحافظات تحمل أسم 'جميلة'، حول التدريب والتقنية التكنولوجية.

 وقال عبد الرحيم خلال التأبين 'عرفت الأخت أم صبري من خلال الأخ أبو صبري، منذ أن زفت له إلى أن انتقلت إلى جوار بارئها الأعلى، فكانت مثالاً للمرأة والأخت الفلسطينية المقاتلة والمناضلة والأم المربية الحنون لوطنها وشعبها وعائلات الشهداء والأسرى ولأسرتها الصغيرة، احتسبت عند الله رفيقها ولم تركن إلى المجد الذي تركه لها بل اضطلعت بمسؤولياتها الوطنية، والتربوية كأم عانت بعد الرحيل المبكر للقائد أبو صبري منذ بدايات شبابها'.

وأضاف 'لقد ترك لها أسرته الصغيرة ورسالته في الحياة أوفت بعهدها له أن تربي أولادها أحسن التربية وأن تواصل دربه،  فكانت الأخت أم صبري أماً وأباً في آن معاً لأطفالها،  وحملت هذا العبء الأسري إلى جانب الهم الوطني كواحدة من السيدات الفلسطينيات اللواتي تركن بصماتهن في تاريخ ثورتنا الفلسطينية المعاصرة،  لقد عرفتها صامتة إلا إذا ما فاض الكيل وإذا ما احتدم النقاش وبدافع الحرص على المصلحة الوطنية، تؤنبني كأخت كريمة، وتعاتبني كثيراً إذا ما كان العمل يلهي عن السؤال'.

وتابع: 'كانت رحمها الله تتمتع بحصانة فريدة ضد الفساد والمفسدين لها حس مرهف وحاسة شفافة لا تخطئ في المنعطفات، تقول رأيها بصراحة وتعود لتدافع عن الحقيقة إن تأكدت لها غير متعنتة ولا مبالغة، كان صدرها يتسع لهموم وطنها وإذا ما شكت ذات يوم للراحل العظيم ياسر عرفات كانت عنفوان كلماتها من أجل المصلحة العامة، ومن أجل فتح وفلسطين أرضاً وشعباً وقضيةً من أجل المشروع الوطني، كان يستمع لها وكثيراً  ما كان يأخذ برأيها، كريمة بلا بذخ، متواضعة على سجيتها في كل شيء هذه كانت طبيعتها بلا إدعاء ولا دعاية'.

وشدد عبد الرحيم على أن الراحلة انتقلت إلى جنات الخلد إلى جوار الرفيق الأعلى، بعد أن أصبحت رمزاً من رموزنا الوطنية المعاصرة مثلها مثل زوجها الراحل أبو صبري، رحمهما الله، فلم تعد زوجة الأخ أبو صبري كما ألتقيتها أول مرة بل أصبحت بعد كل المعاناة والعطاء المستمر الأخت القائدة أم صبري، شيعت الجماهير جثمانها والدموع تملئ عيون الرجال قبل رفيقات الدرب فقد كانت أخت الرجال وأم الأخوات التي تطمئن لها النفس وتبعث فيها روح الاطمئنان والعزم.

وأشار عبد الرحيم إلى أن الراحلة والمناضلة الكبيرة، التي عرفناها في كافة ميادين العمل والعطاء عبر مسيرة ثورتنا الفلسطينية المعاصرة سواء في المجلس الثوري، أو المجلس التشريعي، أو المجلس الوطني والاستشاري،أم في إتحاد المرأة كانت على الدوام شفافة الرؤيا تقول كلمة الحق تترك انطباعاً إيجابياً، وتمثل نموذجاً للإخلاص والالتزام والتفاني، وحينما كانت تخرج في إطار الوفود إلى الدول الشقيقة والصديقة كانت تترك ذات الانطباع الإيجابي والبصمة المؤثرة والدائمة.

وأضاف 'إن كنت أنسى فلا أنسى يا أختنا الكريمة أم صبري يوم أن أدينا مناسك الحج سوياً وكنت أسمع دعائك وأنت تطوفين بالكعبة وترددين ( اللهم ارحم شهداءنا وحرر أقصانا ووحد شعبنا وحرر أسرانا واشف جرحانا وبارك لنا في خلفتنا ومن يخلفنا وأقم دولتنا، اللهم ارحم رفيق دربي وبارك لي في ذريتي)'.

واختتم عبد الرحيم 'السلام عليك يا أخت أم صبري، بارك الله في محبيك وتلاميذك وأبنائك، بارك الله لك في أبنائك الذين اختطوا نفس الدرب ليكملوا مسيرة الآباء ورفاق المسيرة، وعزاؤنا يا أختنا أم صبري أن الأخ صبري ينزل المكانة اللائقة بوالده وبك، يحمل الراية المقدسة وذات الأهداف النبيلة، رحمك الله يا أختنا الخالدة فينا دائماً وأسكنك فسيح جناته إلى جانب رفيق الدرب القائد أبو صبري وأبو عمار وأبو جهاد وأبو الوليد وأبو إياد وكل القادة الخالدين'.

من جهته، قال عبد الرحيم ملوح في كلمة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية 'ودع شعبنا شخصية كبيرة كان لها بصمة كبيرة في تاريخ قضيتنا، وتوفيت في ذات الشهر الذي استشهد بها زوجها الراحل قبل 40 عاما، في دلالة على وفائها الكبير وإخلاصها لزوجها'.

وأكد ملوح أن شعبنا سيبقى متمسك بأهدافه الوطنية المشروعة من أجل الحرية ونيل استقلاله وتقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة، مؤكدا الذهاب للأمم المتحدة، واستمرار الذهاب إليها، خاصة أنها ليست المرة الأولى في تاريخ القضية الفلسطينية.

وتحدث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح جمال محيسن، عن الراحلة صيدم، وانخراطها بالعمل الوطني وبالثورة الفلسطينية، والانضمام لحركة التحرير الوطني فتح منذ صغرها، وارتباطها بالقائد ممدوح صيدم، حتى شغلها منصب عضو المجلس الإداري للاتحاد العام للمرأة.

وأوضح محيسن أن الذهاب إلى الأمم المتحدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود عام 1967، خاصة بعد ضرب كل الحكومات الإسرائيلية بعرض الحائط كل القرارات الأممية وعلى رأسها قرار 194، مشددا على ضرورة السير على خطى الراحلة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

وقرأ نجلها صبري صيدم في كلمة عائلة الفقيدة، كلمات من رسالة كتبتها والدته قبل فترة من وفاتها، قالت فيها: 'انتهت فترة الحياة وقد أكملت رسالتي التي أعانني الله عليها، فأكملوا المشوار محاطين بمحبة الجميع'.

وقال: 'أم صبري كانت دائما تأتي وتذهب في الأوان، إنها سيدة الأوان بامتياز، كل شيء محسوب ومدقق، تثور وتهدأ في الأوان، ولا تتحدث أو تصمت إلا عندما يحين الأوان، تنتظر لحظتها بشغف وشوق، تأخذها بقلق وتتركها بزهد'.

من جهتها، اعتبرت رئيس الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية انتصار الوزير، فقدان الراحلة أم صبري، خسارة لنساء ورجال شعبنا في ظل الظروف الصعبة والمعقدة التي تعيشها القضية الفلسطينية، لأنها شخصية نالت حب كل أبناء شعبنا واحترمه لمواقفها الشجاعة والوطنية.

وتابعت: 'بعد 64 عاما ننعاك بكل الأسى والحزن لفقدانك وبكل الفخر بحياتك الحافلة بالعطاء، قيادة وشعبنا ننعاك وتنعاك فلسطين والأمة العربية مناضلة وطنية كبيرة وقائدة، لقد افتقدناك يا رفيقة النضال، ورفيقة الدرب الصعب والصبر الطويل'.