فتح ميديا/ لبنان، أعلنت هيئة التوجيه والتثقيف السياسي مدرسة ياسر عرفات للكوادر، وبالتعاون مع منظمة نـداء جنيف، عن افتتاحها دورة تثقيفية-ـ تعبوية خاصة بكادرات العمل الوطني والمؤسساتي الفلسطينية في مخيمات صيدا وذلك في قاعة مركز الأمل للمسنين- عين الحلوة الثلاثاء 26/11/2013.

 وتستهدف ما يزيد عن الخمسون مناضلاً ومناضلة، وتطال الدورة العديد من المواضيع التعبوية الثقافية  والفكرية وخاصة ذات الصلة بالقضية الفلسطينية والمتغيرات في المشهد العالمي، مضافاً لها قضايا بالقانون الدولي والمعايير الإنسانية.

شارك في الدورة حشد مهيب من المناضلين والمناضلات، يتقدمهم مسؤول الأمن الوطني في لبنان اللواء صبحي أبو عرب، وعضوة المجلس الثوري لحركة "فتح" رئيسة فرع الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية في لبنان آمنة سليمان، ومسؤول هيئة التوجية السياسي لمنظمة التحرير العميد بلال أصلان، وعضو المجلس الثوري لفتح جمال قشمر، ومسؤول الاتحادات النقابية والشعبية في منظمة التحرير طالب الصالح، وثلة من قادة وممثلي فصائل المنظمة، وقوى التحالف، والقوى الإسلامية، وهيئة المتقاعدين العسكريين الفلسطينيين فرع لبنان، واتحاد المرأة، ومؤسسات المجتمع الأهلي.

بدايةً رحب مدير  مدرسة الكادر عادل السودا بالحضور، وأشاد بتضحيات الشهداء وبالشهيد هاني فاخوري، ومن ثم الوقوف دقيقة صمت وقراءة الفاتحة لروح الشهداء.

بـدوره، عبَّر اللواء أبو عرب عن ثقته بقدرات هيئة التوجيه مدرسة الكادر، وثمن دورها العالي بالتأهيل  والتعبئة السياسية وأعداد الكادرات سيما وأن الحاجة لهذا المنحى مهم وضروري لصقل قدرات المناضلين والمناضلات، ويؤهلهم فيما بعد لتولي ذات المهام والمسؤوليات التأهيلية بالهيئات القاعدية، ويجعلهم بمرتبة متقدمة للتعامل مع قضايا وشؤون الأهل في المخيمات.

 وتحدث بإسم أصدقاء الشهيد فاخوري عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" جمال قشمر، فعرض كفاح وتضحيات المناضلين اللبنانيين عموماً وفي الجنوب خصوصاً حيث ينتمي الشهيد فاخوري، وأستحضر محطات من النضال المشترك اللبناني الفلسطيني ومنها في قلعة شقيف وأخرى بالنبعة، حيث قضى المناضلون اللبنانيون جنباً إلى جنب مع رفاقهم بقواعد الثورة الفلسطينية، داعياً لاستنهاض العلاقة الكفاحية المشتركة التي ربطت القرية بالمخيم والسير على هداها لأن الوجع واحـد والأمن واحد والاستقرار بالتالي واحد، ونبه من المحاولات المشبوهة للنيل من المخيمات والزج بها لجعلها ممراَ للفتنة، ما يدعـو لتوحيد الجهود وتصويبها لوجهة واحدة أسمها الصراع مع العـدو الاسرائيلي، وأنهى بالإشادة بمناقبية الشهيد فاخوري، ومنوهاً لمحاضرة خاصة عن ذلك ببرنامج الدورة.

كلمة منظمة التحرير ألقتها عضوة قيادة الساحة آمنة سليمان فأشادت بمناقبية الشهيد وقالت فيه "هذا القائـد اللبناني الجنسية والفلسطيني الهوى الذي أحب لبنان، وعشق فلسطين، وناضل من أجل استقرار لبنان ووحدته وسيادته، وفي الوقت عينه ناضل من أجل حرية وأستقلال فلسطين، فله كل الإحترام والوفاء ولروحه الرحمة والسكينة"، وأعتبرت تزامن الافتتاح مع كل من مناسبة الذكرى التاسعة لاستشهاد الرئيس عرفات، اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، واليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، مؤشـر ومدعاة للجميع لاستنهاض القوى للقضاء على كافة أشكال التمييز، وليس ضد المرأة والطفل فقـط وأنما لكافة أفراد المجتمع، ورأت بالدورة وموادها فرصة لبناء وتعزيز القدرات للمشاركين حتى يكونوا مؤثرين وقادرين على تشكيل أدوات ضغـط لتفعيل دورهم بالدفاع عن حقوقهم، والـتأثير في شروط حياتهم الخاصة.

 وأضافت سليمان "نحن نعتقد أن التمكين الحقيقي للفرد لن يتم إلا من خلال نهضة شاملة تؤسس لنظم حكم وسياسات قوامها الحق والقانون، وتُعيد بناء المجتمعات على مبادئ المساواة واحترام الآخر وصيانة الحقوق"، وأكدت على أن الحقوق منظومة متكاملة ومتصلة بكرامة الإنسان وسبل تطوره، وبغياب هذا التوجه في لبنان حيال الفلسطينيين والاستمرار بتجاهل حقوقهم بذريعة التوطين ستتضاعف المأساة والمعاناة، وتزداد حدة الفقر، والتهميش، والعزل في المخيمات، وعرجت على معاناة اللاجئين الفلسطينين من سوريا في لبنان فدعت للوقوف معهم لحاجتهم لكل الدعم والمساندة والإعانة حتى يتمكنوا من العيش بكرامة وإنسانية، وأكدت على استمرار الشعب الفلسطيني بكفاحه ومقاومته الشعبية لنيل كامل حقوقه الوطنية وفي مقدمتها حقه بالعودة.

من ناحية أخرى، وبأسم المرأة الفلسطينية توجهت سليمان للشرعية الدولية وضمنها منظمات حقوق الإنسان وقيم العدالة والديمقراطية وطالبتها "أن تمارس مسؤولياتها القانونية والإنسانية، وتلزم سلطات الاحتلال الاسرائيلي بالاتفاقيات والمعاهدات الدولية وفي مقدمتها أتفاقية جنيف الخاصة بحماية المدنيين في زمن الحرب"، كما وأستنكرت وبشدة التفجيرات الإرهابية التي كان ضحيتها المدنيين الأبرياء، وشددت على أنَّ الفلسطينيين لن يكونوا عثرة في وجه الاستقرار والسلم الأهلي الذي هو بالضرورة من مصلحتنا ومصلحة لبنان، وأنهت بتوجيه التقدير العالي لفخامة الرئيس محمود عباس، وأيضاً لمصادقته على الاتفاقية الدولية سيداو والوثيقة الصادرة من لجنة المرأة في الأمم المتحدة ذات الصلة بأنهاء العنف ضد المرأة.

وتلى الإفتتاح أجتماع خاص بأعضاء الدورة أستمعوا خلاله لتوجيهات وإرشادات أركان هيئة التوجية والتثقيف السياسي-ـ مدرسة ياسر عرفات للكوادر، وتوصيات ونصح مسوؤلها في لبنان العميد بلال أصلان المشاركين بالالتزام بمواعيد وبرامج الدورة والانتباه لورش العمل توخياً للفائدة من جهة، والحصول على توصية تؤهل صاحبها ليُدرجْ إسمه بلوائح الترقيات ورفعها للجهات النافـذة لدراستها.