أكد وزير خارجية اليابان تارو كونو، أن بلاده تلعب دورا كبيرا في تحقيق السلام بمنطقة الشرق الأوسط وتسعى إلى بذل مزيد من الجهود لتحقيق الاستقرار الشامل في المنطقة.
وقال الوزير الياباني، في كلمة ألقاها لدى مشاركته بأعمال الدورة الأولى للاجتماع الوزاري للحوار السياسي العربي الياباني والتي عقدت بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية برئاسة الجزائر ومشاركة نظرائه العرب، إن الاهتمام بدول الشرق الأوسط سيكون على رأس أولويات اليابان كونه أحد المناطق الهامة والمحرك الأول للاقتصاد الياباني والذي يعتبر أحد الروافد العامة للرفاهية في اليابان، مشددا على أن "أمن الشرق الأوسط من أمن اليابان".
وتابع كونو، لا يمكن أن نرى أي خطر على المنطقة ونقف دون تقديم المساعدة، ولدينا علاقات مميزة بمختلف الشعوب في المنطقة فنحن لا ننظر إلى الجنسية أو اللون أو الديانة ولذلك فإن اليابان تمضى نحو الطريق الصحيح في المنطقة، مشيرا إلى أن اليابان تسعى لمشاركة منطقة الشرق الأوسط بشكل أكبر ليس من الناحية الاقتصادية فقط والتي تتمثل في ميزانية تقدر بأكثر من 3 تريليونات دولار أمريكي بل ستسعى إلى زيادة الشراكة في مختلف المجالات.
وتعهد كونو، ببذل مزيد من الجهد للتعامل مع التحديات التي تواجه منطقة الشرق الاوسط، مشيرا إلى سعى اليابان إلى زيادة الاستثمار في البشر لتحقيق السلام والتنمية في الشرق الاوسط، مشيرا إلى الشراكة بين مصر واليابان في مجال التعليم والتي من شأنها تطوير نظم التعليم والأخذ بالنظام الياباني في التعليم المصري، لافتا إلى تقديم تدريب مهني لـ2500 مصري للدراسة في اليابان خلال الخمس سنوات المقبلة.
وكشف وزير خارجية اليابان عن مبادرات بلاده بشأن تطوير العلاقات في منطقة الشرق الأوسط، ويأتي في مقدمتها مبادرة "ممر السلام" والتي تهدف إلى تشجيع استقلال الاقتصاد الفلسطيني من خلال تعاون إقليمي شامل بين فلسطين والأردن وإسرائيل، مشيرا إلى بدء سبع شركات للعمل في فلسطين مما يساهم في خلق أكثر من 10 آلاف فرصة عمل للشباب، مضيفا أن المبادرة الثانية تتمثل في مجال السياحة بهدف زيادة أطر التعاون بين البلدان المختلفة وخلق مزيد من الثقة بين الشعوب.
وأكد، أن اليابان ستعمل على خلق المزيد من المساهمة في القوى العسكرية متعددة الجنسيات في منطقة سيناء لتعزيز السلام بين مصر وإسرائيل، مشيرا إلى أن بلاده قدمت مساهمات كبيرة في هذا الشأن طوال السنوات الماضية من أجل تحقيق سلام شامل في المنطقة.
وأعلن الوزير، عن تبرع اليابان بمبلغ 25 مليون دولار أميركي لصالح اللاجئين السوريين، مؤكدا أنه يدرك الأثر الخطير الذي تشكله أزمة اللاجئين السوريين على بلدان المنطقة، مشيرا إلى وجود أكثر من مليون و300 ألف لاجئ سوري في الأردن، مطالبا المجتمع الدولي بمعالجة تلك القضية بصفة مشتركة، وأضاف أن رؤية اليابان عام 2030 تستهدف تعزيز التعاون مع دول منطقة الشرق الأوسط في العديد من المجالات.
وأوضح، أن اليابان سيكون لها دورا في الانخراط السياسي والأمني بمنطقة الشرق الاوسط، مطالبا بالمزيد من الحوارات الاستراتيجية بين اليابان ودول المنطقة، ومشيرا إلى أن الأمم المتحدة بحاجة إلى مزيد من الإصلاح لكي تعبر بشكل أفضل عن أوضاع القرن الـــ21.
وتابع في كلمته، علينا أن نشرع في العمل مع جامعة الدول العربية لتحقيق هذا الإصلاح في الأمم المتحدة من خلال التعاون بين وفدينا في نيويورك.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها