عقدَ عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" الحاج رفعت شناعة لقاءً لمجلس التفويض السياسي في لبنان، اليوم الأحد الواقع فيه 27-8-2017، في مقر هيئة التوجيه السياسي والمعنوي في مخيّم البص، بحضور مسؤول "هيئة التوجيه السياسي والمعنوي" في لبنان العميد نزيه سلّام، والمفوضين السياسيين في المناطق، وأعضاء مجلس التفويض.

وخلال اللقاء تحدَّث الحاج رفعت شناعة عن التحدّيات والعبء الذي يقع على عاتق حركة "فتح" باعتبارها حاملة المشروع الوطني الفلسطيني، وأضاف: "عندما تكون "فتح" قويّة، نكون جميعنا أقوياء. إنَّ الأنظار تتّجِهُ اليوم نحو حركة "فتح"، والسؤال اليوم: هل حركة "فتح" ما زالت قادرة على قيادة الشعب الفلسطيني؟ لأنَّ هناك أخصامًا سياسيين ينتظرون حركه "فتح" لتضعف، وليكونوا بديلاً عنها، ولكن الرئيس أبو مازن يمتلك قدرًا كبيرًا من الخبرة والدراية في العمل السياسي، ويُمسك بمعظم الخيوط".

وأشار شناعة إلى أنَّ الانقسام في الساحة الفلسطينية هو برعاية إقليمية ودولية، ونوَّه لوجود برنامج أمريكي إخواني مُتَّفَق عليه، ولفت إلى أنَّ الفلسطينيين أكثرُ طرفٍ دفع الثمن في ما يُسمَّى الربيع العربي، وأنَّ استهداف الأمن والاقتصاد والبُنية العسكرية العربية كان على حساب القضية الفلسطينية، مؤكِّدًا أنَّ إسرائيل هي الطرف الرابح الوحيد من كلِّ ذلك كونها لم تخسر جريحًا واحدًا ولا دولارًا واحدًا من أرصدتها.

وأوضح أنَّ "إسرائيل" تسعى جاهدةً للتخلُّص من "م.ت.ف" ككيان سياسي وهُويّة وطنية للشعب الفلسطيني، آسفًا لوجود فصائل فلسطينية تلتقي سياساتها مع السياسة الإسرائيلية.

وقال شناعة: "الرئيس أبو مازن ذاهب إلى أميركا لحضور اجتماعات الجمعية العامّة للأمم المتحدة، وسيُطالب العالم بالاعتراف بدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، وسيطالب المجتمع الدولي بالحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وبترسيم حدود الدولة الفلسطينية استنادًا إلى القرارات الدولية، ونحن نعلم سلفًا أنَّ الولايات المتحدة الأميركية ستستخدم حقَّ النقض (الفيتو) لكلِّ قرار لصالح الشعب الفلسطيني وضدَّ إسرائيل".

وتابع: "هناك غطاء رسمي أميركي للبطش الإسرائيلي بحقِّ الشعب الفلسطيني. فإسرائيل تُصادِرُ الأراضي والممتلكات، وتقتلع الأشجار، وتهدم البيوت على رؤوس أصحابها، وتقتل الشباب والأطفال بدمٍ بارد، ولا تُقيم وزنًا للمعايير الدولية، فهي دولة عنصرية مارقة محتلّة تُمارِس أبشع أنواع القهر والظلم والاستبداد والتطهير العرقي بحقِّ الشعب الفلسطيني. وفي حال وافق المجتمع الدولي على حماية دولية للفلسطينيين، فإنَّ القوات الدولية ستفضح ممارسات العدو الصهيوني أولاً، ثُمَّ ستطالب الاحتلال بتطبيق قرارات الأمم المتحدة وخاصة 242 و338".

وأضاف: "على صعيد الوضع الداخلي الفلسطيني هناك فصائل مع "م.ت.ف"، وهناك فصائل نتحاور معها، وهي ليست بعيدة عنا، كالصاعقة والقيادة العامة، وهناك فصائل متضرّرة من وحدة الموقف الفلسطيني، ولا يناسبها ذلك كحماس والجهاد".

وعلى الصعيد الإقليمي والدولي قال: "سوريا تعلم بأنَّ أميركا وراء هجوم داعش والنصرة، وقد حسمت خياراتها فهي مع روسيا وإيران، والجميع يسعى لقبض ثمن جهوده. فروسيا ترغب في إعادة إعمار سوريا عبر شركات روسية، بالإضافة إلى اعتماد قواعد عسكرية روسية دائمة في سوريا وإيران التي حقَّقت إنجازًا مهمًّا وكبيرًا، وهي تريد أن تصل للمتوسط من خلال العراق (الحشد الشعبي)، ثُمَّ سوريا (الحرس الثوري)، وبعدها لبنان (حزب الله)، ليكون هناك ممرٌّ آمنٌ لصواريخها".

وردًّا على سؤال حول وضع قضية فلسطين في المعادلة الدولية، أجاب شناعة: "نحن نسعى دائمًا لأن تكون قضيّتنا الفلسطينية قضية إقليمية ودولية. هناك تحدِّيات كبيرة أمامنا ولا بدَّ أن نصل إلى حلول، ولكن أهميّة فتح أن تكون العامود الفقري للشعب الفلسطيني، وأن تجمع الفصائل كافّةً حولها، ونحن لغاية الآن منذ العام 2007، بداية الانقسام، مربكون. الانقسام لم يكن مشروع حمساويًّا، هو أبعدُ من ذلك"، وأكَّد أنَّ "حماس" ترفضُ صيغة التعايش مع الفصائل، وأنَّ الانقسام شرخٌ كبيرٌ في الجسد الفلسطيني.

وأشار إلى أنَّ انعقاد المجلس الوطني ضرورة قصوى، كونه يمثِّل تجديدًا للشرعيات الفلسطينية وللأُطر القيادية، وخاصّةً الإطار الأول "اللجنة التنفيذية". وأضاف: "هناك فصائل فلسطينية، كحماس والجهاد الإسلامي، يجب أن تكون داخل الإطار، وجزء من القرار والخلاف يكمن في حصص هذه الفصائل، وقد تكون هذه المسألة عرقلة تهدف إلى عدم انعقاد المجلس الوطني، وعدم انعقاده انتصار لـ"إسرائيل"، لأنَّه سيتَّخذ قراراتٍ سياسيّةً ومصيريّةً، ويُعيد التأكيد على الثوابت الفلسطينية".

وختمَ بالإشارة إلى أن أمريكا تسعى إلى تحقيق فكرة الدولة الكنفدرالية في الضفة الغربية مع الأردن بوصاية مصرية على غزة، لافتًا إلى أنَّ مصر لم تُسِئ لنا، وكانت حريصةً، ولم تتجاوز السلطة ومنظمة التحرير، وأنَّ القيادة الفلسطينية تُقدِّر ظروف مصر الاقتصادية.