كرَّمت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"- شعبة صيدا طلابها الناجحين في الشهادات الرسمية الثانوية والمتوسطة، وأيضاً تمَّ تخريج المشاركين في ورشة العمل التنظيمية التثقيفية التي نظَّمتها الشعبة اليوم الخميس 2017/8/24 في مقر شعبة صيدا، بحضور أعضاء قيادة منطقة صيدا لحركة "فتح"، وأمناء سر الشعب التنظيمية في منطقة صيدا، وحشد كبير من الطلاب وذويهم. وكان في استقبالهم أمين سر شعبة صيدا الحاج مصطفى اللحام، والأخوة أعضاء شعبة صيدا .

بدايةً ألقى مسؤول الإعلام في شعبة صيدا محمد الصالح كلمة جاء فيها: "المناسبة اليوم مناسبة سعيدة نحتفل فيها بنجاح أولادنا، وهناك قتلَة مأجورون لا يريدون أن نفرح  ولكن سنفرح رغماً عنهم، ولن نفسح لهم المجال أن ينفِّذوا مخططاتهم فنحن لهم بالمرصاد دائماً".

وأردف قائلاً: "إنَّ الدنيا لا وجود لها في زوال الماء والهواء والشمس، وإن حياة النضال لا وجود لها في غياب الفتح، إنَّ حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" باقية باقية باقية، "فتح" عظيمة بكم مهما عظمت الجراح، وستبقى الحركة الرائدة وشريان الحياة في مسيرة النضال العربي الفلسطيني مهما مكر الماكرون وحقد الحاقدون، ففي الأمس القريب عبث الظلاميون في أمن مخيماتنا، واليوم نجتمع لنتعالى على الجراح، فنحتفل بكم ونكرِّمكم فهذا تكريم موصول لكل من سقط شهيداً في دفاعه عن إستقرار مخيماتنا وعن مشروعنا الوطني ووقف بكلمة حق في وجه الظلاميين".

ثمَّ بدأ حفل التكريم بتقديم وترحيب من عريفة الحفل عضو لجنة الإعلام في شعبة صيدا زينب أبو ضاهر التي طلبت من الحضور الوقوف دقيقة صمت مع قراءة سورة الفاتحة عن أرواح الشهداء الثورة الفلسطينية وعلى رأسهم الشهيد الخالد الرمز ياسر عرفات.

ثمَّ كانت كلمة باسم المكتب الطلابي الحركي شعبة صيدا ألقاها مسؤول الطلاب في شعبة صيدا أحمد زرعيني جاء فيها :"أمين سر منطقة صيدا العميد ماهر شبايطة، الأخوة أعضاء قيادة منطقة صيدا، الأخوة أمناء سر الشعب، الأخوات والأخوة أعضاء وكوادر وطلاب شعبة صيدا، الأهالي الكرام، أحييكم بتحية الوطن والعودة".

من مآثر وأقوال  الشهيد الرمز ياسر عرفات: "عظيمة هذه الثورة! إنها ليست بندقية مقاتل فحسب، ولكنها أيضاً نبض شاعر، وريشة فنان، وقلم كاتب، ومبضع جراح، وإبرة لفتاة تخيط قميص فدائيّها وزوجها ".

بداية أتوجه بالتبريكات لطلابنا الأعزاء ولأهاليهم وللمكتب الطلابي الحركي، لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، بنجاحهم وتفوقهم في الشهادات الرسمية بفروعها المتوسطة والثانوية والفنية سائلين المولى أن يكون نجاحهم خطوة في مسيرة ثورتنا في سبيل بناء الدولة والتحرير.

أخواتي أخوتي الطلاب أنتم فخرنا وعزنا ونبراس الأمل في آخر نفق المؤامرات التي تواجه قضيتنا وثورتنا منذ إنطلاقتها مروراً بيومنا هذا حتى تحقيق أهدافنا، فلطالما كان للطلاب والمثقفين دوراً ريادياً في قيادة ثورتنا وحركتنا، وإعتبرهم عدونا الصهيوني بمثابة الخطر الأكبر الذي يواجه ويتصدى لكيانهم المزعوم والطبقة القادرة على توجيه أهداف الثورة وسبل تحقيق النتائج المرجوة منها، وكذلك الفئة القادرة على بناء دولة قادرة على الصمود، فكانت الإغتيالات والإعتقلات بحق هذه الفئة، وكذلك التدخل في المناهج الدراسية لأغلب الدول العربية والإسلامية  لتغيير المفاهيم وتقبل الكيان الصهيوني كجزء أساسي ومحوري في منطقتنا مدعومة بضغوط من بعض الدول الكبرى من خلال توجيه المساعدات وقطعها وفرض الحصار بمختلف أشكاله السياسي والإقتصادي والعسكري على بعضها حتى ترضخ للإملاءات.

ونحن أيضاً في الشتات نعاني ما نعانيه من محاولات تجهيلنا وإبعادنا عن قضيتنا وثورتنا ومحاولات إجبارنا للرضوخ لحلول بديلة، وذلك من خلال تفشي بعض الظواهر الغريبة عن مجتمعنا مثل إنتشار المخدرات أو الإتنماء لبعض المجموعات التكفيرية أو تلك التي تشجع على الهجرة الجماعية.

ومن هنا كان قرارنا في حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" من خلال مكتبها الطلابي الحركي وأطرها بالعمل على نشر الثقافة الوطنية وكذلك محاربة الظواهر الغريبة عن مجتمعنا من خلال توعية الفئة الشابة وهنا يكمن الدور المهم للطبقة المتعلمة والمثقفة للمساهمة في نشر التوعية.

ولا بد أن أتطرق هنا لموضوع الهجرة الجماعية، نحن بالتأكيد مع كل خطوة تحسِّن وضع الشباب في مجتمعنا ونشجع الشباب على الرقي في كافة شؤونهم ومنها الإقتصادية وتحسين أوضاع ذويهم لتعزيز صمودهم حتى تحقيق أهدافنا والعودة إلى وطننا وبناء دولتنا من خلال الخبرات التي اكتسبناها خارج الوطن، وأحد سبل تحقيق هذا الأمر قد يكون الهجرة ولكن الهجرة الفردية التي تضمن لنا حق التحصل على جنسيتين أو أكثر وليس تلك التي يدعوا إليها البعض بخصوص الهجرة الجماعية التي من شروطها إن حصلت، التنازل عن حقنا بالعودة، قد يجهل البعض ممن يدعون لهذه الهجرة هذا الأمر  وقد يتجاهله البعض المدعوم من بعض السفارات، فالهجرة الجماعية هي عبارة عن تعاقد بين مجموعة من الأفراد والدول المستضيفة يتخلله بعض الشروط التي ستجعل البلد المستضيف هو الوطن البديل وستفرض على المجموعات المهاجرة التنازل عن أي حق بفلسطين بلد الأجداد. وهذا ما سنحاربه بكافة الأشكال ولن نسمح لأي أحد ولأي كان التغرير بشاباتنا وشبابنا.

أخواتي وإخوتي لطالما دئبنا في حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" على تعزيز دور الطالب والمثقف الفلسطيني في ثورتنا وقضيتنا ولذلك نولي إهتماماً خاصاً لشؤون طلابنا والعمل على توسيع دور وحجم هذه الفئة من خلال توعيتهم وتقديم المساعدات لهم على كافة المستويات، وقد حققنا العديد من الإنجازات على هذا الصعيد ومنها:

إعادة تفعيل العمل بالإتحاد العام لطلبة فلسطين -فرع لبنان الممثل الشرعي للطلاب الفلسطينيين أينما وجدوا، والعامود الفقري لمنظمة التحرير الفلسطينية، ونأمل مع بداية العام الدراسي القادم أن يتفعل دوره في الجامعات والمراكز التربوية، وسنعمل على إستكمال هذا الإنجاز من خلال دعم الإتحاد العام لطلبة فلسطين على كافة المستويات ومنها تنسيب طلابنا الحركيين والمساهمة في تنسيب الطلاب المستقلين.

أيضاً قمنا في المكتب الطلابي الحركي في منطقة صيدا بتعزيز علاقاتنا مع الجامعات في منطقتنا ومحيطنا من أجل العمل على مساعدة طلابنا لإستكمال تحصيلهم العلمي ومن أجل تحصيل أكبر نسبة خصومات ممكنة على الأقساط الجامعية والعمل على حلحلة المشاكل التي تواجههم في مسيرتهم التعليمية.

أيضاً نقوم مع بداية كل عام دراسي بتشكيل اللجان الفنية للمكتب الطلابي الحركي في الجامعات والمراكز التربوية لضمان إستمرار التواصل مع إدارات هذه المراكز وحلحلة المشاكل التي تواجه طلابنا بشكل فوري والتواصل مع الطلاب.

بعدها كانت كلمة الطلاب الخريجين ألقاها الطالب عبد الله حلاق جاء فيها: "بسم الله وهي خير بداية، بسم الله وقد أتت النهاية، اللهم صل على محمد خير خلقك وخاتم رسلك أجمعين صلى الله عليه وسلم، وبعد... إني أتحدث الآن بلسان كل خريج أمامكم، لذلك تجدوني أستخدم المفرد.

قبل ثلاثة أعوام كان قدر الله يقضي بأن أكون جزءاً من تاريخ هذا الصرح العلمي المهيب،  وها قد مضت كل تلك الشهور بحلوها ومرها، بفرحتها وبهجتها وبكآبتها وضيقتها ووجب لها أن تمضي كما كتب الله لها أن تمضي، فبالرغم من التخوف الذي سبقها وعاصرها إلا أن ذلك لم يمنعها من اقناعنا بأننا على الطريق الصحيح، ووحدها الأيام هي ما تثبت لنا صحة ما نقوله وما نفعله.

لقد بدأت بقوة، وأكملت على أداء ثابت لتحدي تلك العقبات التي لا يكاد يسلم منها أحد، فمن اختبار لآخر، ومن ظرف قاسٍ لآخرٍ أقسى، ولكن التوقف انزلاق للهاوية بشكل أو بآخر، لذلك أكملت، وليت كل موقف أستطيع تبريره للآخرين، ولكن لا، علي تحمل الظروف وإن أتت مخالفة تماماً لي ولقناعاتي، وإلا لن أستطيع تطويعها لصالحي .

وبدءًا من إداريي المدرسة، مروراً بالمعلمين، أوجه لهم التحية، وصولاً إلى المكتب الطلابي الحركي شعبة صيدا الذي كان البصمة العريضة والواضحة في توجيهنا وإرشادنا ومساعدتنا في كل ما نحتاجه دون أن نطلب، فحركة "فتح" عودتنا دائماً أن تكون السَّباقة في كل شيء، فألف ألف تحية لهذه الحركة العملاقة التي نفتخر ونعتز بانتمائنا إليها، وأوجه تحية إجلال وإكبار لقيادة المكتب الطلابي الحركي شعبة صيدا.

زميلاتي وزملائي الخريجين، ها نحن اليوم نبدأ حياة جديدة وكلنا أمل أن نبني ونعمِّر، أن نصلح ونفكر، فحيّ حيّ على البناء والعمل، ولا تنسوا نصيب هذا الوطن وأهله من جهدكم، فهم بأمس الحاجة إلى الأيدي المتعلمة العاملة، المثقفة الخبيرة.

 إنها نهاية البداية، وبدايةٌ لأعظم فصل من فصول الرواية، فعلى هذه الأرض ما يستحق الحياة، على هذه الأرض أم البدايات، أم النهايات، كانت تسمى فلسطين، صارت تسمى فلسطين."

وختاماً كرَّمت شعبة صيدا والمكتب الطلابي الحركي شعبة صيدا، ممثلاً بمسؤول الطلاب أحمد زرعيني، عضو قيادة شعبة صيدا محمد الصالح على جهوده الكبيرة وعطاءه الدؤوب الذي لا ينضب في خدمة الطلاب الفلسطينيين عموماً والحركيين خصوصاً، وهنأنه على مهامه الجديدة عضو قيادة شعبة صيدا ومسؤول الإعلام في الشعبة.

ثمَّ تمَّ تكريم الطلاب الناجحين في الشهادات الرسمية وتخريج المشاركين في ورشة العمل التنظيمية.

تقرير: محمد الصالح

تصوير: فادي عناني