تصوير: فادي عناني

تضامناً مع المناضلتين خالدة جرار، وختام سعافين، ورفضاً للإعتقال الإداري، وللممارسات الوحشية بحق الأسرى في سجون الاحتلال، أقامت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، واللجان العمَّالية الشعبية الفلسطينية في منطقة صيدا وقفة تضامنية أمام مكتب الصليب الأحمر الدولي في مخيم عين الحلوة اليوم الجمعة 14/7/2017، بمشاركة فصائل "م.ت.ف" برئاسة أمين سرها وأمين سر حركة "فتح" في صيدا ماهر شبايطة، وفصائل قوى التحالف الفلسطيني، وحركة أنصار الله، واللجان الشعبية، ولجان الأحياء، والقواطع، وحشد نسائي.

استهلت الوقفة بكلمة ترحيبية لعضو المكتب الإعلامي للجبهة في لبنان عبد الكريم الأحمد، الذي أشار إلى أنَّ العدو من خلال ممارساته القمعية التي يقوم بها ضد الشعب الفلسطيني يؤكد فاشيته وعنجهيته.

ثمَّ ألقى شبايطة كلمة "م.ت.ف" جاء فيها: "أصدرت محكمة العسكرية الإسرائيلية أمر اعتقال إداري بحق النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني والقيادية في الجبهة الشعبية خالدة جرار لستة أشهر، إنَّ هذا الإعتقال يمثل هجوماً ضد قادة المجتمع المدني الفلسطيني، وبحسب القانون الاسرائيلي الموروث من الاحتلال البريطاني، يمكن أن تعتقل اسرائيل أي شخص ستة أشهر من دون توجيه تهمة إليه بموجب قرار إداري قابل للتجديد لفترة زمنية غير محددة، وهذا الإجراء انتهاك صارخ لحقوق الإنسان".

وتعتقل إسرائيل حالياً إحدى عشر نائباً من المجلس التشريعي الفلسطيني، بينهم القائد مروان البرغوثي، وأمين عام الجبهة الشعبية أحمد سعدات، وتسعة من أصل 11 نائباً فلسطينياً يخضعون للإعتقال الإداري، يضافون إلى ستة آلاف فلسطيني خلف الزنازين، ولا يسعنا هنا إلا أن ندعوا إلى تكاتف الجهود الفلسطينية للوحدة والعمل على إطلاق سراح الأسرى البواسل، وهنا نثني على قرار إدراج منظمة (اليونسكو) مدينة الخليل ضمن لائحة التراث العالمي، ولا بد أن نثني على عمل الرئيس محمود عباس وعلى الإنجازات التي تحققها فلسطين بفضل الدبلوماسية الهادئة، ومساندة أهلنا وأشقائنا وأصدقائنا في العالم.

وأضاف: "صوتت "اليونسكو" على قرارين هامين، الأول حول مدينة القدس، والثاني حول مدينة الخليل، باعتبارهما مدينتين أثريتين، وقد نجح القراران بالرغم من الضغوط التي مورست على العديد من الدول من قبل إسرائيل وأميركا".

إنَّ فلسطين اليوم حقيقة واقعة وذات جذور أصيلة في النظام الدولي، بعد أن اعترف بها المجتمع الدولي كدولة مراقب في العام 2012، وانضمامها للعديد من الوكالات والمعاهدات الدولية، وقد اعترفت بها 138 دولة، ورفع علمها في الأمم المتحدة، وعليه فإنه من غير المجدي لمصلحة السلام والعدالة أن يتحدث البعض عن حلول مؤقتة عن دولة واحدة، أو محاولات دمج لها في إطار إقليمي، كما تسعى لذلك الحكومة الإسرائيلية الحالية، أو التراجع عن الإنجازات التي تحققت.

وهنا نجدد التحذير من مغبة قيام أي طرف بخطوات تساهم في ترسيخ الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين، بما فيها تشجيع الاستيطان، أو السكوت عن انتهاك المقدسات، أو نقل سفارة أي دولة كانت إلى القدس، فالقدس أرضٌ محتلةٌ، وهي عاصمة دولة فلسطين، ولا نعترف بقرارات ضمها، وهنا نؤكد على موقفنا بحزم وبشدة بأننا نرفض استخدام الدين في الحلول السياسية.

وفي هذا الصدد، فإننا ندعو المفوض السامي لحقوق الإنسان لاستكمال الإعداد لقاعدة بيانات بالشركات التي تنتهك القانون الدولي، كما تم اعتماده سابقاً، وأهمية تعزيز آليات رقابة المجلس لوضع حقوق الإنسان في فلسطين، وتقويتها من خلال المشاركة في أعمال البند السابع، كبند ثابت على أجندة المجلس، الأمر الذي يتسق مع المسؤولية التاريخية للأمم المتحدة تجاه القضية الفلسطينية إلى أن تحل بجميع جوانبها.

أما على الصعيد الوطني، فنحن نواصل العمل على تعزيز بناء مؤسساتنا الوطنية، وعلى أساس سيادة القانون، والنهوض بالاقتصاد الفلسطيني، والدفع باتجاه تحقيق أهداف التنمية المستدامة في المجالات كافة.

ومن ناحية أخرى، فإننا نعمل على مساعدة أهلنا من اللاجئين في سوريا ولبنان من أجل الصمود والبقاء، والابتعاد عن الصراعات في أماكن تواجدهم.

وفي موضوع آخر، نعمل على توحيد أرضنا وشعبنا، ونقوم بواجباتنا تجاه أهلنا في قطاع غزة، ونعمل لأجل إعادة إعمار ما دمره الاحتلال، ورفع الحصار الإسرائيلي عنه، كما نعمل على إجراء الانتخابات العامة الرئاسية والتشريعية بأسرع وقت ممكن.

كلمة قوى التحالف الفلسطيني، ألقاها أمين سرها في منطقة صيدا المناضل أبو بسام المقدح، وجه فيها التحية للأسرى والأسيرات في عرينهم بمواجهة السجان الصهيوني. وحيا المناضلة خالدة جرار، وختام سعافين، والأمين العام أحمد سعدات، وكافة الأسرى الذين يواجهون بصدورهم العارية وحشية العدو الصهيوني، كما طالب بضرورة دعم وإسناد الحركة الأسيرة قادة ومناضلين .

كلمة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ألقاها مسؤول العلاقات السياسية في منطقة صيدا أبو علي حمدان، استهلها بتوجيه التحية لأسرى الحرية والكرامة، أسرى الجبهة الشعبية، وفي مقدمتهم القادة العظام التي تنحني الهامات العالية لهم في عتمة العزل ورطوبة الزنازين، الذين حولوا السجون إلى قلاع ثورية ومدارس نضالية، مشيراً إلى أنه أمام كافة إجراءات العدو من قتل وتدمير وتهجير، يكفينا فخراً انتفاضة الشابات والشباب الفلسطينيين، وهم يرسمون خارطة الوطن بالدم والدموع والاعتقال على الرغم مما يجري اليوم من محاولات للتطبيع مع الكيان العنصري، فإن شعبنا يرفض التطبيع والصلح مع العدو، ويواجه كل ذلك بصبر وعناد، مشيراً إلى أنَّ الحركة الأسيرة سطَّرت صفحات المجد، كما حيا المناضل الأمين العام أحمد سعدات، ومروان البرغوثي، ورفيقة نضالهم خالدة جرار، وغيرهم من الأسرى والأسيرات من دون تمييز.

 وتؤكد الشعبية بأنَّ قيام قوات الاحتلال بحملة المداهمات والاعتقالات الواسعة في الضفة الغربية، واعتقالها عدداً من قيادات وناشطي الجبهة الشعبية، هو عقم استمرار مشروع التسوية والتنسيق الأمني المقيت، والتأكيد على صوابية مواقف الجبهة، ونضالها المتواصل في إعلاء صوت المقاومة والتناقض الرئيسي مع الاحتلال، كما أشاد بالعملية البطولية التي نفذها ثلاثة شبان في القدس المحتلة على الرغم من الإجراءات الأمنية التي يقوم بها العدو.

وحيا الرفيق البطل الشهيد براء إسماعيل الحمامدة بطل المواجهات اليومية، في مخيم الدهيشة، الذي سقط شهيداً بالمواجهات بين الشبان في مخيم الدهيشة وقوات الاحتلال.