لقلما وجدت آسيا الوسطى نفسها في مركز الخريطة الجيوسياسية، وإنْ كانت توجد في مركز العالم، حقيقة وليس مجازاً. فهذا الأسبوع، يصل العالمُ إلى أستانا، عاصمة كازاخستان، حيث سينضم إلى كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الصيني شي جينبينغ، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي نحو عشرين رئيس دولة أو حكومة من أجل قمة «منظمة شنغهاي للتعاون».
هذه القمة ستعقد بالتزامن مع افتتاح معرض «وورلد إيكسبو 2017، الذي تقدم فيه أكثر من 100 دولة أجنحتها لملايين الزوار على مدى الثلاثة أشهر المقبلة، إلى جانب انعقاد الجولة المقبلة من مفاوضات السلام السورية. كل هذا في غضون أسبوع واحد!
هذه الوتيرة الدبلوماسية السريعة جداً ازدادت وتقوت مع اضطلاع كازاخستان مؤخراً بدور مهم على نحو متزايد على الساحة العالمية، بما في ذلك داخل مجلس الأمن الدولي، حيث ستتولى قريباً الرئاسةَ الدورية للمجلس. وإلى ذلك، فإن كازاخستان، التي توجد في القلب التاريخي لطريق الحرير التي بات الصينيون يصفونها اليوم بـ«مشبك» مبادرتهم المسماة«حزام واحد، طريق واحد»، تتولى القيادة ليس باسمها فقط، وإنما باسم منطقتها أيضاً.
هذه الدينامية الواضحة في أستانا تُعتبر محل ترحيب من قبل المجتمع الدولي، وخاصة الشركات الأميركية. ومثلما يجسد ذلك جناحُنا الأميركي في معرض«وورلد إيكسبو 2017»، فإن الولايات المتحدة صديقة لكازخستان منذ تأسيسها قبل ربع قرن، وما فتئت صداقتهما تزداد قوة ومتانة مع مرور الوقت. واليوم، هناك أكثر من 300 مشروع مشترك كازخستاني- أميركي مسجل في كازاخستان، ونحو 100 شركة أميركية في السوق الكازاخية.
جناح الولايات المتحدة مدعوم من قبل الشركات الأميركية التي تؤمن إيماناً قوياً بالاستثمار في مستقبل كازاخستان والعلاقة الأميركية- الكازاخية. وكجزء صغير من المحطات الدبلوماسية المهمة جداً هذا الأسبوع بالنسبة لكازخستان والمنطقة، فإننا سعداء – في الجناح الأميركي – بأن نكون في مركز العالم طيلة هذا الصيف مصفقين لزعامة كازاخستان في المجتمع الدولي.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها