فتح ميديا/ لبنان، انتشرت القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة المؤلفة من 50 عنصراً و10 ضباط في مخيم عين الحلوة في رسالة طمأنة إلى الداخل الفلسطيني والجوار اللبناني، مظللة بتوافق وطني وإسلامي فلسطيني وإجماع على سياسة "النأي عن النفس" ومباركة لبنانية، بهدف تحصين الأمن والاستقرار في ظل التطورات السياسية والأمنية في لبنان والمنطقة، ولتشكل نموذجاً ناجحاً لتعميمه على باقي المخيمات الفلسطينية.
والانتشار الأمني الذي قرأته أوساط فلسطينية، على انه تعبير صادق في التأكيد على الوحدة الفلسطينية الداخلية والسعي لتجنيب المخيمات من بوابة عين الحلوة الانجرار إلى أي فتنة أو الانزلاق إلى اقتتال داخلي، شارك فيه ممثلون عن مختلف القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية، حيث أبلغت مصادر فلسطينية أن من مهام القوة الأمنية تحصين الأمن والاستقرار في المخيم كرسالة اطمئنان إلى الداخل الفلسطيني والجوار اللبناني، حيث ستقوم القوة الأمنية بتثبيت نقاط تفتيش على المداخل الرئيسية، إضافة إلى تنظيم السير، وحل المشاكل الاجتماعية على أبواب انطلاق العام الدراسي الجديد.
وقبيل الانتشار، عقد في مقر لجنة المتابعة الفلسطينية في منطقة "بستان القدس"، اجتماع شارك فيه ممثلو القيادة السياسية للقوى الوطنية والإسلامية، يتقدمهم قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي أبو عرب، وأمين سر القوى الإسلامية، ومسؤول الحركة الإسلامية الشيخ جمال خطاب، وعضو المكتب السياسي لـجبهة التحرير الفلسطينية صلاح اليوسف، ونائب مسؤول العلاقات السياسية لحركة "حماس" في لبنان احمد عبد الهادي وممثل الحركة في منطقة صيدا أبو أحمد فضل، ومسؤول العلاقات السياسة في حركة الجهاد الإسلامي في لبنان شكيب العينا وممثل منطقة صيدا عمار حوران، والناطق الرسمي والإعلامي باسم عصبة الأنصار الإسلامية الشيخ أبو شريف عقل، وأمين سر شعبة عين الحلوة ماهر شبايطة، وأمين سر لجنة المتابعة الفلسطينية عبد مقدح، ورئيس هيئة أركان قوات الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان العميد خالد الشايب، وممثلين عن فصائل "م.ت.ف"، وتحالف القوى الفلسطيني، والقوى الإسلامية، وبعض الشخصيات.
وبعد اللقاء قام ممثلو القيادة السياسية بجولة في أرجاء المخيم لمواكبة انتشار القوة اﻷمنية في شوارع المخيم الرئيسية انتهاءً بمقر جبهة التحرير الفلسطينية في منطقة جبل الحليب، بعدما تم الاتفاق على التموضع في منطقة الطوارئ، ومكتب اللجنة الشعبية، ومدخل سوق الخضار الفوقاني، ومقر لجنة المتابعة، وعند مفارق الطرقات الرئيسية.
وقال قائد القوة الأمنية العقيد أحمد النصر أن "الهدف هو تحصين الأمن والاستقرار في المخيم ومعالجة المشاكل الاجتماعية"، موضحا أن القوة الأمنية التي انتشرت في جميع أرجاء المخيم ستقوم بكامل دورها، مؤكدا "أننا سننفذ المهمة التي وكلنا بها بإذن الله حاملين مصالح شعبنا العليا في المقدمة، وبغطاء سياسي من جميع القوى الوطنية والإسلامية"، مشيراً "أننا واثقون من مساندة أبناء المخيم لهذه الخطوة".
وقال الشيخ عقل أن الهدف من انتشار القوة الأمنية هو مواجهة المرحلة الخطرة التي يمر بها لبنان وكل المنطقة، من خلال الحفاظ على الأمن لأنه حفاظ على استقرار الجوار اللبناني وهذه المهمة أمانة في أعناقنا ونحن أهل لها.
بينما أكد اللواء أبو عرب، أن الانتشار هو ثمرة توافق فلسطيني على تعزيز ودعم القوة الأمنية لحفظ الاستقرار في المخيم الذي يعيش فيه نحو مئة ألف نسمة وسط أجواء إنسانية واجتماعية ضاغطة، هدفنا أن نحمي المخيم ونحقق مصلحته مع الجوار اللبناني.
وشدد أبو ياسر باسم "حماس" أن انتشار القوة ترجمة للتوافق الفلسطيني وتلبية لرغبة شعبنا الذي ينتظر منا تحصين أمنه واستقراره وهي رسالة إلى الداخل الفلسطيني على وحدة القوى الفلسطينية والى الخارج اللبناني على أننا جزء من امن واستقرار لبنان وليس جزء من الإخلال به.
وقال الشيخ خطاب القوة الأمنية تترجم حرص القوى الفلسطينية على الحفاظ على الاستقرار في ظل حملات التحريض الممنهجة ضد المخيم لتشويه صورته، مؤكداً أن القوى الأمنية لم تطلب أي شخص متهم بالإخلال بالأمن أو بتفجير السيارات أو عمليات من هنا أو هناك وكل ذلك محض افتراء.
واعتبر العينا باسم "الجهاد"، أن الوضع الأمني في المخيم أفضل بكثير من مناطق أخرى، وانتشار القوى شاهد على الوحدة الفلسطينية، مشدداً على الحياد الايجابي وبأننا جزء من استقرار لبنان وليس عامل توتير له.
وقال اليوسف باسم جبهة التحرير إن "ساحة لبنان والمخيمات مستهدفة اليوم في هذه المرحلة الدقيقة، وبالتالي فإن نشر القوة اﻷمنية يقطع الطريق على أي محاولة لجره لأتون الفتنة"، قائلا "نرفض الزج بشعبنا في أي فتنة، لأننا أصحاب قضية عادلة وﻻ نقبل أن يزج بنا في الصراع اللبناني الداخلي، ولقد أكدنا أكثر من مرة على الحياد الإيجابي في لبنان وجميع القوى الفلسطينية توافقت على ذلك".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها