تضامناً واسناداً للأسرى البواسل الذين يخوضون معركة الكرامة بالاضراب عن الطعام في سجون الاحتلال الصهيوني، أقامت حركة "فتح" في منطقة الشمال اعتصام جماهيري أمام مقر الصليب الأحمر الدولي في طرابلس اليوم الاربعاء 2017/5/3.

حضره ممثلي قوى وأحزاب لبنانية، والفصائل واللجان الشعبية الفلسطينية، وفعاليات، وجماهير من منطقة الشمال.

في البداية كانت كلمة اتحاد بلديات الفيحاء ألقاها عضو المجلس البلدي محمد تامر حيث وجه التحية للمقاومين الذين علَّموا البشرية معنى التضحية والفداء دفاعاً عن الأرض والكرامة، معركة العزة والدفاع عن الحقوق، لقد أبدع الشعب الفلسطيني في اختراع أساليب المقاومة من الأعمال الفدائية إلى الحجارة  مروراً بالصورايخ والانفاق وصولاً للدهس والطعن بالسكين والآن إضراب عن الطعام أذلَّ العدو وجبروته.

وأضاف: "إنَّ الأسرى الأبطال يدافعون عن كل عربي حر شريف، إنهم نماذج بطولية سوف يذكرها التاريخ بكل فخر واعتزاز، إنهم يمثلون شرف وكرامة العرب في هذا الزمن الرديء الذي نسي فيه الكثيرون القدس والأقصى وكنيسة القيامة وكل المقدسات".

وألقى مسؤول المؤتمر الشعبي اللبناني المحامي عبد الناصر المصري كلمة لقاء طرابلس التضامني مع فلسطين والأسرى استهلها بتوجية تحية لكافة الأسرى ومنهم القادة مروان البرغوثي وأحمد سعدات وعميد الأسرى الفلسطينيين كريم يونس المعتقل منذ ٣٥ عاماً وللشهيد مازن المفربي الذي سقط وهو مضرب عن الطعام تضامناً مع إخوانه الأسرى .

واعتبر أنَّ فلسطين قضية العرب الأولى وأنه في زمن القومية العربية زمن القائد الراحل جمال عبد الناصر كانت البوصلة فلسطين وقبلة الجهاد القدس والمسجد الأقصى وسوف يعود هذا الزمن بهمة وثبات الأسرى الأبطال الذين فجروا روح العروبة الجامعة من جديد.

وأكد أنَّ طرابلس على عهد التمسك بالقضية الفلسطينية وما فاعليات اسبوع التضامن مع الأسرى التي تنفذ يوميا في ساحة جمال عبد الناصر الا تأكيد جديد على أن أبناء المدينة الأحرار لم يضيعوا البوصلة يوما.

وختم مناشدا الفصائل الاستفادة من وحدة الأسرى للاستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية مؤكدا أن تنازل الفصائل لبعضها البعض من أجل الوحدة هو دليل قوة وتحصين في حين أن التنازل للأعداء لا يخدم القضية ولا يستعيد حقا مغتصبا.

كلمة الفصائل الفلسطينية القاها امين سرها الدوري في الشمال ابو عدنان عودة الذي شكر الحضور على مشاركتهم وتضامنهم مع الاسرى الابطال في سجون الاحتلال، واعتبر بأن نضالهم بأمعائهم الخاوية وصدورهم العارية ، انما هو معركة اعادت الصراع الى مكانه الصحيح دفاعاً عن اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين في زمن انحرفت جهاد الامة لتتجه حسب الارادة الصهيوامريكية تدميراً للعواصم والمدن العربية واستنزافاً لمقدرات الامة العربية.

وأكد عودة بأنَّ أمن المخيمات ممسوك باجماع فصائلي لن يسمح للخارجين عن القانون والأعراف الفلسطينية بأن يخطفو مخيماتنا، وأن يدمِّروا أجيال يجب أن تكون طليعة من أجل تحرير فلسطين، وبأنَّ التنسيق مع الدولة اللبنانية يسير بشكل صحيح حفظاً لأمن المخيمات وأمن لبنان.

كلمة حركة "فتح" ألقاها أمين سرها في منطقة الشمال أبو جهاد فياض حيث قال: "ما زالت معركة الحرية والكرامة التي انطلقت بالتزامن مع يوم الأسير الفلسطيني بقيادة مانديلا فلسطين القائد مراون البرغوثي وقيادة الحركة الأسيرة رغم التحديات والصعاب لا زالت تواصل طريقها بكل عنفوان وصلابة وهم يشِّقون طريقهم بجوعهم نحو النصر أو الشهادة رغم تصاعد الاجراءات القمعية والتعسفية بحقهم مع تزايد أعداد الأسرى المضربين وقوة عزيمتهم على مواصلة معركتهم حتى لو ارتقى منهم الشهيد تلو الشهيد من أجل الحرية .

ووجه التحية لأسرانا البواسل، وأكد على الثقة والأمل بصلابة موقفهم وقوة عزيمتهم بهذه الخطوة النضالية النوعية التي تخوضونها. مؤكدين التزامكم الكامل بالإضراب المفتوح عن الطعام إلا من ملح وماء  وإصراركم على المضي قدماً في نضالكم لتحقيق مطالبكم العادلة والانسانية.

وطالب مؤسسات المجتمع الدولي الانسانية والحقوقية بالضغط على حكومة الاحتلال الصهيوني من أجل اطلاق سراح أكثر من  7000 أسير وأسيرة من أبطالنا في المعتقلات الصهيونية النازية.

وأضاف: "إنكم تخوضون معركة الكرامة بامعائكم الخاوية فأصبح لزاماً علينا إنهاء الإنقسام عبر تشكيل حكومة وحدة وطنية بمشاركة الجميع وإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية والعودة إلى صناديق الاقتراع وإجراء انتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني لمنظمة التحرير الفلسطينية بصفتها المرجعية للشعب الفلسطيني في الوطن والشتات وحفاظاً على مشروعنا باقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين إلى ديارهم تنفيذاً للقرار الدولي 194."

نشدد كفصائل على ضرورة حفظ أمن مخيماتنا في لبنان التي لن تكون مأوى لأي إرهابي أو عابث بأمنها وبالتنسيق مع الدولة اللبنانية.

وثمَّن دور كل الشرفاء بهذا العالم خاصة أخوتنا اللبنانيين وأبناء شعبنا في الوطن والشتات بتحركاتهم دعماً لأسرانا البواسل، آملين تحقيق حريتهم .

نقدر ما تقوم به القيادة الفلسطينية دعماً لأسرانا البواسل. مطالباً برفع قضيتهم إلى أعلى المحافل الدولية، فقد أجبر أسرانا بصمودهم وثباتهم العالم كله على التضامن معهم أو الحديث عنهم، إذ نجحوا في فرض قضيتهم على كل نشرات الأخبار، التي باتت تفرد مساحاتٍ كبيرة من برامجها لتغطية تطورات قضيتهم، وتسليط الضوء على معاناتهم.